وجود المعارضة فى أى دولة بالعالم يصنع حراكًا سياسيًا، يستفيد منه المواطن والوطن على طول الخط، فالمعارضة تحد من نفوذ السلطة وتجعل أصحاب السلطة يُفكرون كثيرًا قبل اتخاذ أى قرار، والدولة التى بها "معارضة فعالة" تجد أن أغلب قرارات السلطة بها هى قرارات متزنة.
المعارضة هى فى الأساس هى انتقاد حزب أو فئة لأعمال الحكومة والتصدى لها بإظهار العيوب، وهى تعنى الاحتجاج والممانعة والمخالفة فى الأطر التى لا تضر بمصلحة الوطن، ونحن فى مصر نطالب بوجود تلك المعارضة وندعم الأحزاب التى تتخذ "المعارضة الفعالة" طريقًا، فالكل فى النهاية سيصبُ فى مصلحة الوطن والمواطن، وهذا ما نرجوه.
هناك فئات معارضة وطنية تسير على هذا الدرب، وتنظر لمصلحة الوطن أجمع، ولو اتخذت الحكومة قرارًا صائبًا فهى تُنحى نفسها فورًا جانبًا حتى يسير والوطن نحو ركب التقدم، بل نجد بعضهم أحيانًا يشيدون بقرار الحكومة ويشددون عليه، وتلك هى المعارضة المتزنة التى ندعم وجودها فى بلادنا وعلى أرض الوطن، وعلى صعيدٍ آخر هناك نوعًا قبيحًا من المعارضة التى تتخذها بعض فئات ضالة أو فئات هدامة وهى "المعارضة الخبيثة"، وهى تعنى العناد والتعنت على أى قرار يصدر خطًا كان أو صواب، فالخطأ لا يحتاج لمبرر يُظهره، أما القرار الصائب فهم يتحايلون عليه ليجعلوه خطأ.
المعارضة الخبيثة لا تتحرك إلا باضرابات واعتصامات وأحيانًا تصنع مظاهرات سلمية فى الظاهر لكنها سرعان ما تنقلب لمظاهرات دموية، يسقط من خلالها بعض المجندين الأبرياء، المعارضة الخبيثة تعنى إما وجودنا فى قلب السلطة نتخذ القرارات بأنفسنا أو لا قرارات تُتخذ.
عانت مصر ولا تزال تُعانى من هذا الغباء الاعتراضى من المعارضة والذى يسعى لتدمير الوطن، ويحسب فاعلوه أنهم يحسنون صنعًا، وآلمنى كثيرًا ذهاب إحدى الحركات الشابة قُبيل وقت ثورة يناير وما تلاها إلى دول خارجية، ليتدربوا على طرق وسبل إحداث الفوضى وكيفية صنعها، ليعدوا ليُطبقوا ما تعلموه فى مصر، والله أنا قلبى ينتفض وأنا أكتب هذه الكلمات الآن، أىُ معارضة هذه ؟ وأىُ حركات تلك ؟ وهل هان على هؤلاء وطنهم أم أن الوطنية لا معنى لها فى قلوبهم.
ولو أتيحت لك الفرصة لتتكلم مع أحدهم، فستجده يقول الكلمات المحفوظة التى يرددونها وهى "أنت صغير، نحن نلعب سياسة، وفى السياسة كل شىء مباح".
المعارضة الخبيثة لا تبنى أوطنانًا بل تهدمها، المعارضة الخبيثة هى الدمار الذى ينشب فى حنايا الوطن ليُزهق أنبل ما فيه من خطط وأهداف تسعى لتقدمه، المعارضة الخبيثة لن تذهب بنا إلا نحو الفشل الذريع والمحقق خلف خطواتهم المشبوهة، نسأل الله أن يحمى مصر من شرها وشر أتباعها.
محمد صبرى درويش يكتب .. المعارضة الوطنية والمعارضة الخبيثة
السبت، 03 مايو 2014 08:05 م