فى موقف وصفته جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، السبت، بالغريب والفريد من نوعه، والمغاير لتلك التصريحات التى أطلقها وزراء وأحزاب إسرائيلية مختلفة، ألمح يائير لبيد، وزير المالية فى الحكومة الإسرائيلية، ورئيس حزب "هناك مستقبل"، إلى إمكانية تفاوض تل أبيب مع حركة "حماس".
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية والإذاعة العبرية مقتطفات من مقابلة نشرت، أمس الجمعة، مع لبيد فى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكد خلالها أنه لم تحدث فى السابق مفاوضات مباشرة مع "حماس"، لكنه لم يستبعد حدوث ذلك فى إطار حكومة الوحدة الوطنية المزمع إنشاؤها قريباً.
وأضاف لبيد، "فى إسرائيل كنا نعتبر أن منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية ثم تحاورنا معها، وحماس ستكون مثلها فى نهاية المطاف".
ويأتى هذا التصريح الذى يعد الأول من نوعه من مسئول إسرائيلى رفيع المستوى من تل أبيب، بعد أيام من نجاح المصالحة الفلسطينية بين حركتى "فتح" و"حماس"، والإعلان عن تشكيل حكومة "تكنوقراط" تضم عناصر من حركة "حماس".
وفى السياق نفسه، أشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فى تقرير لها حول المفاوضات المتعثرة على الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، إلى أن المدة المحددة انتهت بدون "اتفاق" وبدون "انتفاضة"، ما قد يعنى أن الوضع ملائم لمحادثات سرية بين الأطراف.
وأوضح آفى يسسخاروف، محلل شئون الشرق الأوسط بالصحيفة العبرية، أن المدة المحددة انتهت الثلاثاء الماضى، بعد انقضاء تسعة أشهر من المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، من دون اتفاق سلام أو احتفالات مؤثرة، ولا حتى من دون انفجارات وانتفاضة.
ولفت إلى أنه فى الجانب الفلسطينى ألقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" كلمة خاصة، بثت على التليفزيون الفلسطينى وعرض خلالها شروط تجديد المحادثات، وهى إطلاق أسرى الدفعة الرابعة، وتجميد كامل للبناء فى المستوطنات، ومفاوضات لثلاثة أشهر يتم خلالها تحديد حدود الدولتين، إسرائيل وفلسطين.
واستطرد يسسخاروف، "على الجانب الإسرائيلى لم يسمع صوت رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، بشأن هذه المسألة، ويبدو أنه تم إزالة خطر اتفاق السلام، وباستطاعة نتانياهو تنفس الصعداء، وذلك لأن تحالفه الحكومى كاملا وكبيرا ولم يتفكك".
وأشار المحلل الإسرائيلى إلى أن مسئولا أمريكيا رفيع المستوى سئل قبل أربعة أشهر، لماذا قررت الولايات المتحدة تحديد المحادثات السياسية لتسعة أشهر، ورد مازحا وربما كان جادا، بأنه قد يكون ذلك مثل "الحمل"، المفاوضات قد تلد اتفاق سلام، على حد قوله.
واعتبر يسسخاروف أن الاستنتاج الواضح، على ما يبدو، هو أن هذا الحمل انتهى بإجهاض، ومع أنه لا يزال من المستحيل التوصل إلى استنتاجات بعيدة المدى، ليس فى هذه الرحلة على الأقل، توجد للطرفين مصلحة مشتركة للحفاظ على الهدوء، وحتى الاستمرار فى المحادثات، حتى إذا لم يتوصلوا إلى نتيجة مهمة، على الأقل لإظهار صورة لاتصالات من نوع ما.
ولفت يسسخاروف إلى أن عباس نفسه تطرق لسؤال ماذا بعد انقضاء مهلة المفاوضات دون نتيجة، وذلك عند لقائه مع صحفيين إسرائيليين قبل عشرة أيام، وأن ذلك كان قبل الإعلان عن اتفاق المصالحة بين حماس وانفجار محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأوضح عباس حينها أنه لن يحدث أى شىء غير عادى، حتى إنه ألمح إلى أن المحادثات ستستمر من خلال قنوات غير رسمية.
واستكمل، "الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية المركبة من تكنوقراطيين، ليست بسهلة والطريق إلى إجراء انتخابات عامة للرئاسة والبرلمان ستكون طويلة ومعقدة أكثر، وهذه هى المشاكل التى على الحركتين حلها فى الثلاثة أسابيع ونصف المتبقية حتى تشكيل الحكومة، فالأولى، ماذا سيكون مصير 20 ألف شخص من أفراد قوات الأمن فى حماس، جميعهم مسلحون، جزء منهم من رجال الشرطة العاديين، وجزء آخر من رجال المخابرات، وما يقارب ألف شخص مسئولون عن منع إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، من سيدفع لهم رواتبهم، هل سيواصلون الامتثال لتعليمات إسماعيل هنية أم أنهم سيعملون من الآن وصاعدا تحت أمرة عباس".
لأول مرة منذ نشأة الحركة..إسرائيل تبدى استعدادها للتفاوض مع "حماس"..وزير إسرائيلى:تعاملنا مع "فتح" بعد أن كنا نعتبرها إرهابية و"الحركة" ستكون مثلها.. وصحيفة عبرية: المفاوضات انتهت دون اتفاق أو انتفاضة
السبت، 03 مايو 2014 02:46 م
يائير لبيد وزير المالية الإسرائيلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة