أشاد السفير اليمنى فى لندن عبد الله على الراضى بالعلاقات مع مصر، واصفا إياها بـ "التاريخية"، قائلا "لا ننسى دور مصر الريادى سواء فى اليمن أو العالم العربى".
وأضاف الراضى - فى لقاء مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى لندن - "مصر ستظل بالنسبة لنا هى أم الدنيا وهى عامل من عوامل الاستقرار فى المنطقة، قوة مصر قوة لنا، وأى شىء يتم فى مصر يؤثر سلبا أوإيجابا على المنطقة"، وتابع "العلاقات اليمنية المصرية كانت دائما علاقات متميزة قبل وبعد الثورة، والتواصل مستمر بين الدولتين والتعاون لا يشمل جانب واحد فقط بل يشمل عدة جوانب، ويأتى موضوع الإرهاب كأحد القضايا المهمة، التى يتم التعاون فيها بين الدولتين".
وأكد السفير اليمنى أن مواجهة تنظيم القاعدة فى اليمن لن تقتصر على الجانب الأمنى فقط، مشيرا إلى وجود استراتيجية شاملة يتم الإعداد لها حاليا لمعالجة قضية التطرف والإرهاب، وقال "إن اليمن يواجه الكثير من القضايا والمشاكل، إضافة إلى الهاجس الأمنى الذى يهم الجميع وتحديدا محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية بصدد إعداد استراتيجية شاملة لمعالجة قضية التطرف والإرهاب".
وأوضح أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على دراسة هذه الظاهرة بشكل متجذر ومتأنى، إضافة إلى التركيز على الأبعاد الأخرى مثل موضوع التعليم والفقر والتنمية والأسباب والدوافع، التى تجعل الشباب يتجه إلى التطرف، وإعادة النظر فى المناهج التربوية والدينية.
وشدد السفير اليمنى على أن هذه الاستراتيجية تحتاج إلى دعم إقليمى ودولى، لأنها ستركز على كثير من القضايا، مؤكدا أنه إذا تمت معالجة الأسباب والدوافع، التى تجر هؤلاء الشباب إلى هذا المستنقع، فسنقضى على الإرهاب.
وأضاف السفير عبد الله على الراضى أن هذا لا يعنى أن القوات المسلحة والشرطة اليمنية ستظل مكتوفة الأيدى، حيث أن اليمن يحارب وينزف الآن جراء هذه العمليات الإرهابية، مضيفا "نحن فى حرب على الإرهاب، وعندما تواجه هجماته العشوائية فيجب أن تتوقع أن تكون هناك خسائر".
وطالب الراضى المجتمع الدولى بأن ينظر إلى هذا الأمر بشكل جاد، لأن الإرهاب لا يهدد اليمن فحسب، ولكن يهدد المنطقة والسلام والأمن الدوليين.
وفيما يتعلق بالاجتماع الأخير فى لندن لمجموعة أصدقاء اليمن، أشار الدبلوماسى اليمنى إلى أن هذا الاجتماع يعد السابع لمجموعة أصدقاء اليمن، حيث سبق ذلك اجتماعات فى نيويورك وفى الرياض، وليست المرة الأولى لانعقاده فى لندن، تكتسب أهمية انعقاده بها لمكانتها وأهميتها، لدور بريطانيا فى المجتمع الدولى، وهى الدولة التى تبنت واقترحت تشكيل هذا المجموعة لدعم اليمن فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وأشاد الراضى بالاجتماع، ووصفه بالإيجابى، مشيرا إلى أن البيان الختامى ركز على العديد من القضايا، وتحديدا على الجانب الاقتصادى بالتوازى مع الجانب الأمنى لأن فى العامين الأخيرين كان التركيز على الجانب السياسى فقط.
وأوضح الدبلوماسى اليمنى أن الحراك الديمقراطى الذى حدث فى اليمن لم يوازيه تحركا فى المجال الاقتصادى، ما دعا إلى تغيير الآلية التى عملت عليها مؤسسة أصدقاء اليمن فى الفترة الماضية، وتم اعتماد آلية جديدة فى هذا الاجتماع، وهذا من أهم النتائج التى خرج بها الاجتماع الأخير فى لندن، وهى أن تشكل ثلاث مجموعات: المجموعة الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وأشار إلى أن الاجتماع أقر إعادة تشكيل المجموعة ليكون الدعم أكثر فاعلية، وموجها أكثر نحو الدعم الاقتصادى، حيث أكد المجتمعون على أن التركيز على الجانب الاقتصادى والأمنى هو السبيل لخروج اليمن من المشاكل التى تعانى منها.
وكشف عن تشكيل المكتب التنفيذى لمتابعة تنفيذ المشروعات التى تعهدت بها الدول المانحة، برئاسة أمة العليم على السوسوه وهى وجه دولى ولها خبرة كبيرة فى هذا المجال بالتعاون مع جهات أخرى والمنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى، إضافة إلى الدول المانحة.
وأشاد السفير فى ختام حواره بالعلاقات مع بريطانيا، مشيرا إلى أنها تتطور من وقت لآخر، حيث إنها صاحبة مقترح مجموعة أصدقاء اليمن فى العام 2010، ومن الدول المانحة وخصصت مبالغ كبيرة لليمن، وخاصة فى المجال الإنسانى.