فى إحدى الجلسات العائلية مع الأبناء أردت أن أتجاذب أطراف الحديث معهم، للاطمئنان عن أحوالهم الدراسية، فلدى ولدان فى المرحلة الابتدائية والصغير ده نور عينيه. وأثناء الاستعداد لبداية الحوار وقبل أن يكتمل العدد، فإذا بنغمة لأغنية "كعب الغزال يا متحنى بدم الغزال" من خلال التليفزيون تترامى إلى سمعى، ولكن بكلمات مختلفة، وهى "زلزال زلزال زلزال" وقبل التفكير فى إغلاق التليفزيون جاءنى صوت مرتفع من داخل المطبخ (اطفى الخربان اللى جنبك ده)، ولولا أننى أعرف ذلك الصوت جيدا لاعتقدت أنها سرينة إنذار.
إنها السيدة الموقرة زوجتى والمقصود بالخربان هو صوت التليفزيون، وإذا بها تنهال عليا بمزيد من النصائح، وكأنها فى لحظة انضمت للحكومة المصرية كوزيره كهرباء، يعنى أننا لازم نساعد الحكومة فى استرشاد الكهرباء وتوفير الطاقة، حتى تمر الأزمة الصعبة، وكنت أسمع إليها بانبهار قائلا فى نفسى، ربنا يكملك بعقلك، فعلا كان كلام موزون وبدلا من الاستجابة لإغلاق التليفزيون، قمت بتحويل المؤشر إلى قناة الرحمة وفجأة وبقدرة قادر زوجتى نست الحكومة والترشيد والتوفير والحمد لله الموقف عدى على خير، أتارى المشكلة أساسا هى فى الزلزال الصاروخى اللى كان موجود على المسرح مع مطرب الأغنية.
ومع هذه المعمعة لاحظت عدم وجود أحد أبنائى فى ذلك الوقت، فسألت عنه أين ذهب؟، وجاء الرد بسرعة (راح يجيب الامتحان)، وبصراحة كان رد غريب أول مرة أسمع إن تلميذ راح يجيب الامتحان، يمكن سمعت غلط فاستجمعت شجاعتى لأكرر السؤال مرة أخرى بحجة أنى مش سامع، فإذا بزوجتى تقترب منى رويدا رويدا بكل هدوء وثقة وبكل رومانسية تقول "يا حبيبى ابنك راح يجيب امتحان الشهر من مدرس المادة، ﻷن المدرسين بيميزوا تلاميذ الدروس الخصوصية عن زملائهم، هو أنت فاكر ولادك بيحصلوا على درجات مرتفعة فى امتحان الشهر إزاى".
ولا أخفى عليكم سرا أنها كلمات كانت تنهال على سمعى كزلزال حقيقى، وكان لزاما عليا أن أثور على الموقف، لأقف وقفة حادة لمحاولة تصحيح المسار ومعرفة أسباب هذه المهزلة، ولكن بدأت أدخل فى حيرة من أمرى متسائلا، يارب ارحمنى واهدينى للصواب. على من يجب اللوم هل؟ أعاتب نفسى لأننى منهمك فى عملى لتوفير الحياة الكريمة؟, أم أعاتب أبنائى لاعتمادهم على الدروس الخصوصية وردهم جاهز هما شهرين فقط تعليم وباقى التيرم المدرسة فى إجازة، نظرا للأحداث الجارية. يبقى لازم ألوم المعلم وهنا ستكون المعضلة الحقيقية.
فالمعلم هو الموظف الحكومى الأكثر ظلما فى مصر، فلابد أن تعود إليه هيبته ونجعل مهنة المعلم قبل الطبيب والمهندس ولا بد للدولة أن تحسن الدخل وتعطيه ما يستحق، فضعف المرتب الذى يحصل عليه المعلم لا يوفر له حياة كريمة كى تساعده على التفرغ لآداء واجبه، ليعمل على النهوض بالتعليم، ومن حق المعلمين الحصول على أى زيادات أسوة بموظفى الدولة، ويجب عدم التنصل من حقوق المعلمين فى الدرجات الوظيفية وعدم التلاعب بالكادر، وإذا ما تحقق ذلك سيحق للدولة الضرب بيد من حديد لكل مقصر مستهتر متهاون فى آداء واجبه، لنكتشف أن اللوم الأكبر على السادة القائمين عل إدارة البلاد، وسيكون حجتهم فى ظل حكومات متعاقبة فى فتره قليلة مع عدم استقرار الأحوال وعدم الصبر على أى حكومة، والدعاوى المتتالية للتظاهر والاعتصامات والإضرابات وكثرة المطالب الفئوية، ثم مشاهد الاغتيالات والتفجيرات ليأتى اللوم على الشعب، وأنا وأبنائى جزء من الشعب، وكأنها دورة المياه فى الكون، أشعة شمس تسقط على مياه المحيطات والبحار ثم تتبخر المياه ويتحول البخار لسحاب، ليسقط كأمطار على مياه البحار، وهكذا، فهل من حلول؟، الله أعلم أنا مش مسئول.
صافيناز
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن
حلوة
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
اطردو صافيناز...........البلد مش ناقصه فساد اخلاق
مصر حتلاقيها من الاخوان ........ولا المفسدين
عدد الردود 0
بواسطة:
معلم محترم ينتظر احترام الاخرين
معلم محترم ينتظر احترام الاخرين
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد على
بالنسبه للاجور
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
اللى بيحترم بيحترم نفسه
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان زكى
كاتب المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان زكى
كاتب المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
زائر
بدات بالزلزال وشكله ماكنش زلزال اعتقد توابع
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان زكى
العلاقه زلزال