متى يكون المواطن منتميًا ومحبا لأرضه ؟
ببساطة شديدة، عندما يشعر بانتماء الوطن إليه، وحبه له، وانتفاء شعور الغربة عن نفسه؛ إذ أنها علاقة تبادلية فلا يعقل أن يجد الإنسان بلده تخاف عليه وتحبه وتعمل لصالحه ولا يخاف هو عليها أو يعمل لصالحها.
وطالما كان الإنسان محتاجا إلى شىء – أى شىء - فهو فقير فيه، والفقير كما يقول الأمام على– كرم الله وجهه - رجل غريب فى وطنه لأنه فقط يأكل ويشرب ويتناسل مثله فى ذلك مثل أى كائن من الكائنات، وإن كان بعضها ليحظى بشرف التملك والتمتع بخيرات الله، التى لا تخطر على قلب بشر (ولنراجع ما ينشر عن مهرجانات القطط والكلاب).
وانتماء الوطن إلى المواطن يتحقق بمحو هذا الإحساس بالغربة من نفوس الناس بإيجاد فرص طيبة ومتكافئة للعمل الشريف أمام الشباب، وإشعار المواطنين بالأمن الاجتماعى والصحى، وعدم التفرقة بينهم فى المعاملة عند تقلد المناصب أو الترقى فيها على أى أساس غير الكفاءة، فتلك هى العناصر الوحيدة القادرة على جعل الإنسان منتميا إلى المكان الذى يعيش فيه ومحبا له يدافع عنه بالمال والنفس، أما غير المنتم بل والكاره للوطن لا يحرك ساكنًا إذا ما تربصت به الأعداء الدوائر فقديما قالوا: ( بلدك فين يا جحا ؟ قال : اللى فيها أكل عيشى !!).
فالذى يملك ( وأقول يملك ) مكانا يؤيه، وعملا يقتات منه، وأمنًا علاجيًا حقيقيًا ورأيا يستطيع أن يجاهر به بحرية وبدون إرهاب فكرى أو مادى وإحساسًا بالعدل، لا يمكن أن يشعر بالغربة داخل وطنه ومن ثم فإنه يشعر بالانتماء فمن بات آمنًا فى سربه معاف فى بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، أقول قولى هذا لأذكر الحكومة المؤقتة والحكومة، التى ستصبح دائمة بحل عادل وآدمى لكل الباعة الجائلين الذين لم يجدوا إلا الشارع الخاص بالمارة مكانا لكسب العيش وغير سرقة التيار وسيلة للإضاءة، وأصبحت المزانق تحت الكبارى مكانا لقضاء حاجتهم، إضافة إلى إحساسهم بعدم الأمن ومطاردة شرطة المرافق لهم مع التلكؤ فى إيجاد الأماكن البديلة فى أماكن يجدوا فيها من يشترى؟؟
