اليابان تعرضت لخسائر بشرية هائلة ودمار غير محدود وكانت أسبابا حقيقية لتموت تلك الدولة بمن فيها، ولكن العزيمة والإرادة كانتا تملآن النفوس، برغم أن خمس مساحة اليابان لا يصلح للاستغلال، مع غياب شبه كامل لآى نوع من الثروات والموارد الطبيعية، أدركت أنه لا تقدم ولا سيادة إلا بالعلم والإنتاج.
البرازيل كانت تعد من الدول الفقيرة التى تعانى مما نعانيه الآن، فجاء إلى الحكم الرئيس سيلفا دى لولا، وأحدث نهضة وتنمية حقيقية فى البرازيل يشهد بها العالم، وأسهمت خططه الاقتصادية فى رفع الملايين من تحت خط الفقر، وأصبحت البرازيل على قدم المساواة مع الصين والهند، وحققت إنجازات اقتصادية أذهلت العالم تمكنت من تسديد كل ديونها وأوفت بالتزاماتها تجاه صندوق النقد الدولى قبل عامين من الموعد المحدد للسداد، وأصبحت ثامن دولة من حيث القوة الاقتصادية.
كوريا الجنوبية تعرضت لدمار هائل أثناء الحرب الكورية التى انتهت1953م، رغم ندرة مواردها الطبيعة وقلة المواد الخام المتوفرة لديها استطاعت تحقيق التقدم بمعدلات قياسية عالمية، واعتمدت على العنصر البشرى واهتمت بتطوير البحث العلمى، وتحولت فى خلال عشرين عاما من دولة متلقية للمساعدات بعد الحرب إلى دولة مانحة للمساعدات، ومن دولة كان متوسط الفرد فيها لا يتعدى 70 دولار سنويا إلى دولة يتخطى فيها متوسط دخل الفرد حاليا 20 ألف دولار سنويا، تفوقت كوريا فى مجال صناعة السفن والحاويات العملاقة وتشييد الموانئ وأرصفة الشحن، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والمحطات النووية.
سنغافورة بلد صغيرة مساحتها 710 كم أصبحت مدينة عالمية تلعب دورًا مهمًا فى الاقتصاد العالمى، ويعتبر ميناء سنغافورة أكثر الموانئ نشاطًا فى العالم من حيث حمولة السفن وهو أحد أعمدة الاقتصاد فى سنغافورة، وتعد مركزًا رئيسيًا لإنتاج البتر وكيماويات والملابس والاتصالات والمعدات الكهربائية والالكترونية والصناعية والأجهزة العلمية، وبناء وإصلاح السفن ويبلغ الناتج القومى الإجمالى للاقتصاد فى سنغافورة 270 مليار دولار عام 2012م.
الصين استطاعت أن تحقق هذه النهضة فى خلال عقدين من الزمان ونجحت فى جذب الاستثمارات، وبناء قاعدة صناعية وتكنولوجيا لا تقل عن مثيلاتها فى الدول المتقدمة، ونجحت فى غزو أسواق العالم بمنتجاتها الرخيصة الجيدة، وهذا يرجع إلى دقة ومهارة العامل الصينى والتزامه بالعمل ونجحت فى سياسة التدرج فى الإصلاح الاقتصادى والسياسى، وأصبحت قوة جذب للأجانب ليأتوا للاستثمار بشروط الصين وليس بشروط الأجانب، وهذا ما جعل الصين تضع قيودًا على الصادرات الأمريكية.
تركيا استطاعت تحقيق طفرات اقتصادية خلال السنوات العشر الأخيرة تمثلت فى ارتفاع الدخل القومى التركى من 330 مليار دولار إلى 775 مليار دولار، وارتفعت قيمة الصادرات التركية من 36 مليار دولار إلى 135 مليار دولار، بالإضافة إلى ازدياد عدد السياح من 13 مليون سائح إلى 34 مليون سائح، بايرادات تقدر بـ 33 مليار دولار، وهى تطورات جعلتها تحتل المرتبة السادسة عشرة عبر العالم من حيث قوة الاقتصاد.
هكذا تتقدم الأمم وتحقق أهدافها بالعمل والإنتاج المتميز وليس بالاعتصامات والاحتجاجات والمطالب الفئوية وتعطيل العمل والإنتاج, الحمد لله مصر يوجد فيها كفاءات علمية متميزة فى الداخل والخارج، ولكن نحتاج إلى الاعتماد عليهم فى نهضة مصر، البشر هم الركيزة الثانية للنهضة بعد ركيزة الأرض وقبل عناصر التكنولوجيا والاقتصاد.
إننا فى حاجة لإعادة مصر لدولاب العمل وتشجيع المشروعات الصغيرة إننا فى حاجة للتكاتف والعمل والإنتاج، للخروج من الأزمة الاقتصادية
إن مصر تمتلك الثروة البشرية والموقع الجغرافى ونهر النيل والشواطئ الممتدة والطقس الرائع والثروات المعدنية المتنوعة، ومع ذلك فنحن أساتذة فى إهدار هذه الثروات ومتخصصون فى عدم الاستفادة منها لو تم إعدادها إعدادًا جيدا واتجهت للعمل والإنتاج وغرس ثقافة العمل لدى الشباب حتى نستثمر ثروتنا البشرية، أفضل استثمار ممكن لتحقيق الانطلاقة الاقتصادية الكبرى.
إننا مطالبون بمراجعة أنفسنا ونهج طريق يختلف تماما عما نحن فيه من تشتت وتنازع وصراع، ولنضع نصب أعيننا نحو هدف واحد هو نهضة مصر فلسنا أقل من الدول التى نهضت وتقدمت.
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على الوزيرى
نهضة مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
صابر المصرى
مراجعة انفسنا
عدد الردود 0
بواسطة:
صابر المصرى
مراجعة انفسنا
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل الانصارى
ماسر تأخرنا وتقدم غيرنا
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى الاصيل
النهضة العلمية
لابد من نهضة علمية يقودها علماء مصر الافاضل