أصدرت مجموعة الخبراء المستقلون "مراقبنكم" تقريرها المبدئى الأول، عن قراءتها للمشهد الانتخابى فى أداء وسائل الإعلام وقراءة تقارير المنظمات الدولية والمحلية، قبل بدء مرحلة الدعاية الانتخابية بيوم واحد.
وقال عماد حجاب الخبير المستقل ومنسق مجموعة الخبراء المستقلون "مراقبنكم"، فى تصريح صحفى اليوم، إنه تم رصد عدة ملاحظات وصفية خلال فترة أسبوع من27 إبريل 1014حتى السبت 3مايو 2014، وسيتم إرجاء القراءة التحليلية لكى تصدر لاحقا.
وأضاف "حجاب" أن الملاحظات الوصفية التى تم حصرها تتضمن وجود تجاوزات فى بدء الدعاية الانتخابية قبل موعدها الرسمى من المرشحين حمدين صباحى وعبد الفتاح السيسى، من خلال إعلان المرشح صباحى لتفاصيل برنامجه الانتخابى قبل الموعد بأربعة أيام، ووجود لافتات دعاية انتخابية للمرشح السيسى فى عدة محافظات.
كما رصد التقرير الحقوقى، حرص حملة المرشح عبد الفتاح السيسى، على عقد لقاءات للمرشح مع خبرات تخصصية وفنية فى عدة مجالات اقتصادية وعلمية وخدمية وشعبية، وجهات شبه رسمية مثل المجلس القومى للسكان والمجلس القومى للمراة، وهو مالم يتحقق بنفس الدرجة للمرشح حمدين صباحى الذى حرص على اللقاءات الشعبية .
وأوضح اهتمام حملتا المرشحين حمدين صباحى وعبد الفتاح السيسى على تصدير قيام الشباب بإدارة الحملتين والتحدث الرسمى باسميهما لجذب اهتمام قطاع الشباب لهما، وهو مايمثل غيابا لباقى الفئات وشعورها النسبى باحتمالات تراجع الاهتمام بها.
وأشار التقرير أيضا، إلى اهتمام الخطاب السياسى الرمزى للمرشح حمدين صباحى، بشباب الثورة والعمال والفلاحين وقضايا العمل والإنتاج، ليتواكب مع الصورة التى ترسمها حملته لإيجاد مقاربة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بينما لجات حملة المرشح عبد الفتاح السيسى لأعطاء خطاب سياسى لرجل الدولة، و نماذج عن قدرته على اتخاذ قرارت حاسمة، وبث دعاية تجمع بين صوره وصورة الأسد ثم بين صورته وصورتى الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات، لأعطاء رمزية عن قدراته فى الجمع بين مميزات الرئيسين السابقين
.
كما اهتمت حملتا المرشحين، على حسب التقرير، بالأحزاب السياسية التى تؤيد مرشحها وإبرازها كنوع من القبول السياسى له، وقامت عدة أحزاب بصورة مبكرة بإعلان مواقف صريحة منها فى تأييد أحد المرشحين، بينما لجأ حزبين لترك الباب مفتوحا أمام أعضاؤه فى الاختيار بينهما، وجاء عدد الأحزاب التى تؤيد المرشح السيسى أكثر من تأييد المرشح صباحى، رغم ضعف الأداء الحزبى وقلة عدد أعضائها، وضعف قدرة الأحزاب على الحشد خلال استفتاء الدستور فى يناير الماضى.
فيما أكد التقرير على لجوء جماعة الإخوان الإرهابية لإرباك المشهد الانتخابى من خلال تنفيذ 4 عمليات إرهابية يوم الجمعة 2مايو، لبث الخوف والرعب بين المواطنين بالتزامن مع إعلان القائمة النهائية للمرشحين من لجنة الانتخابات لإعطاء رسالة عن قيام جماعة الإخوان الإرهابية بعرقلة سير الانتخابات.
وأضاف التقرير الحقوقى الصادر عن مجموعة "مراقبنكم"، أن المنظمات المحلية والدولية التى حصلت على موافقة اللجنة العليا للانتخابات، مازالت بعيدة تماما عن القيام بأية أنشطة واضحة للمراقبة، ومازالت تقوم بتسجيل مراقبيها على موقع اللجنة العليا التى مدت الموعد حتى يوم 5مايو الحالى.
وأشار التقرير إلى أن التقارير التى صدرت حتى الآن عن المنظمات المحلية محدودة جدا ولا تتجاوز 3 تقارير أولية، تمثل تقييمًا لمرحلة جمع التوكيلات ومناخ القانونى رغم حصول 79منظمة على موافقة اللجنة العليا للانتخابات، فضلا عن أنها تقارير مراقبة فقيرة لحد كبير فى البيانات والمعلومات الواردة بها .
فيما رصد حرص بعثة مراقبة الاتحاد الأوروبى ومركز كارتر الأمريكى ضمن 6 منظمات دولية حصلت على موافقة اللجنة العليا، على عقد لقاءات أولية مع لجنة الانتخابات الرئاسية ومنظمات محلية وأكاديمين وخبرات وطنية وإعلاميين وقيادات بأحزاب سياسية للتعرف على المناخ السياسى لإجراء الانتخابات والإعداد للاستعانة ببعض الخبرات الفنية منها فى عملها، بينما باقى النظمات الدولية لم ترسل بعثاتها للقاهرة حتى الآن.
وأوضح التقرير قيام وسائل الإعلام بتغطية لقاءات المرشحين عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى مع قيادات سياسية وفئات وطوائف من المجتمع، مما يمثل دعاية غير مباشرة لهم، ووجود نشاط تنظيم دقيق ونشاط ملحوظ لحملة المرشح عبد الفتاح السيسى على استخدام وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك وتويتر"، على الإنترنت أكثر من حملة المرشح حمدين صباحى.
وأشار إلى وجود اهتمام بعض الصحف بالتغطية الصحفية التقليدية لنشاط وتصريحات المرشحين عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى، بالاضافة إلى حرص حملة السيسى على فرض قيود فى تعامل وسائل الإعلام والصحفيين بطريقة مباشرة معها ومع اعضائها واعتمادها على نشر ما يرتبط بعملها ونشاط المرشح على الموقع الإلكترونى للحملة، بينما لجأت حملة المرشح حمدين صباحى للتعامل المباشر، واهتمت الحملتين بأن تكون التصريحات منسوبة للمتحدثين الرسمين بهما، بينما حرص فى المرتبة الثانية المرشح حمدين صباحى على إصدار تصريحات مباشرة منه لوسائل الإعلام.
وأوضح أيضا اهتمام الصحف فى هذه المرحلة بتخصيص صفحات ثابتة، وإعطاء مساحات متقاربة نسبيا فى النشر لإيجاد التوازن الشكلى فى النشر عن المرشحين السيسى وصباحى، لكن غاب عنه التوازن الموضوعى، واهتمت الأهرام باستعراض تاريخهما مرتين فى صفحة مستقلة، مما يمثل تغيرًا نوعيًا فى سياستها التحريرية تجاه رموز المعارضة.
كما أظهر التقرير الحقوقى إهمال الصحف لحد ما استطلاع آراء أحزاب تيار الإسلام السياسى فى مجريات العملية الانتخابية، بينما سعى حزب النور لاستخدام أسلوب على تحديده موقفه حتى الآن من المرشحين السيسى وصباحى للبرهنة على وجود آلية ديمقراطية داخله .
أول تقرير حقوقى بعد بدء فترة الدعاية الانتخابية يرصد حملتى المرشحين.. ويؤكد: الخطاب السياسى لـ"صباحى" موجه لشباب الثورة والعمال.. وحملة "السيسى" لجأت لخطاب يجسد رجل الدولة
السبت، 03 مايو 2014 03:59 م