إنها أكثر ثورات المصريين جدلاً، وفى ذات الوقت أكثرها تأثيرًا، ففى ذلك اليوم احتشد المصريون ومعظمهم من الشباب فى ميدان التحرير، وتصاعدت مطالبهم أمام ردود الفعل البطيئة للنظام الأسبق، لكى يطالبوا بإسقاطه، وليس مجرد إصلاح فيه أو تغيير لبعض رموزه، وقضى المصريون ثمانية عشر يومًا يبهرون العالم، وظهر أرقى ما فى المعدن المصرى.. لا حادثة تحرش واحدة، ولا صدام طائفيًا واحدًا، وما أن سقط النظام حتى تزايدت مظاهر الفوضى، وأسباب الاضطراب، وظهر من المعدن المصرى أسوأ ما فيه! انفلات أمنى، وتسيب أخلاقى، وتخبط سياسى، إلى أن قفز «الإخوان المسلمون» إلى الحكم، وبدأ مسلسل التدهور، كأنما كتب على المصريين إما أن يعيشوا فى ظل الاستبداد والفساد، أو أن يقعوا فريسة فصيل متحجر لا يؤمن بالوطن، ولا يحترم أرضه وحدوده، ثم كانت انتفاضة الثلاثين من يونيو 2013 التى استعاد بها المصريون وطنهم بعد سنة من الحكم الفاشل للجماعة.
ونعود إلى ثورة 25 يناير لنقرر أنها أكثر الثورات إبهارًا، وأقربها مقارنة بثورة 1919، واضعين فى الاعتبار أن الشرائح العمرية للمصريين تجعل من هم دون الأربعين يمثلون أكثر من ثلثى السكان، لذلك فإن ثورة 25 يناير هى ثورة شباب مخلص فى معظمه، صادق فى دوافعه، لكن اندست بين صفوفه عناصر سياسية منظمة خطفت الثورة من أصحابها ووظفتها لصالحها، وجدير بالذكر أن المشكلة الحقيقية لثورة 25 يناير هى أن الجموع التى احتشدت قد خرجت بالاستدعاء الإلكترونى، وهو ما يسهل ظاهرة التجمع الجماهيرى، لكنه لا يقدم قيادة للثورة، فتلك كانت مشكلتها الحقيقية، فلو أنها تمكنت من تقديم قيادة فردية أو جماعية لتغير الأمر واختلف المسار.
مصطفى الفقى يكتب: ثورة 25 يناير أكثر ثورات المصريين تأثيرا.. أظهرت المعدن الحقيقى للشعب ولم تشهد حالة تحرش واحدة.. والتدهور بدأ مع قفز الإخوان على السلطة
الخميس، 29 مايو 2014 08:54 ص
مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة