مع انتهاء فرز الأصوات فى انتخابات الرئاسة المصرية، وقرب الإعلان الرسمى للمشير السيسى رئيسا لمصر، بدأ كثير من القوى الإقليمية فى المنطقة تتطلع إلى عودة الدور المصرى، بعد انقضاء المرحلة الانتقالية الصعبة، التى قلصت حضورها على مسرح الأحداث الدولية.
وقال عصام عبد الله الباحث فى العلاقات الدولية، إن تركيا وإيران تتابعان باهتمام تلك المرحلة، لأن هناك ترتيبات إقليمية فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هناك تغييرا فى القوى بفعل نجاح الانتخابات المصرية وتقلد المشير السيسى رئاسة مصر، التى ستعود قوية وستلعب دورا محوريا مع الدول العربية، لأن تركيا وإيران يقدمان أنفسهم للخارج على أنهما قوميتين مختلفتين، مؤكدا أن هاتين الدولتين لهما أطماع وتطمحان فى أخذ النصيب الأكبر للتقسيم الجديد الذى يتم الآن.
وأكد أن عودة مصر لثقلها العربى من خلال الدعم الكبير الذى قدمته السعودية والإمارات معناه أن القومية العربية لم تنته كما يراد لها، وأن العرب ليسوا لقمة صائغة تستطيع أيا من القوى الإقليمية الأخرى التى ظلت على حواف الشرق الأوسط أكثر من ربع قرن أن تعود وتقصى العرب فى هذه اللحظة الراهنة، وكأن القدر والعناية الإلهية يرتبان عكس ما يراد لهذه المنطقة من القوى الخارجية والإقليمية الطامعة فى مقدرات العرب.
وتابع: أتصور أن الإسلام السياسى والإخوان سيستمران لفترة فى عرقلة أى نجاح للمصرين بزعم أنهم كانوا الأقرب للحكم، وأنهم الأحق ولن يعترفوا بنتيجة الانتخابات، مؤكدا أن الإخوان لديهم أجندة خارجية تطبقها بعموم العالم العربى ومصر كانت دولة الانطلاق.
وأوضح فى حوار عبر سكاى نيوز عربية أن الجماعة لن تكف عن الأذى وافتعال المشكلات ولكن ستواجه مواجهة حازمة من جموع المصريين، مشيرا إلى عد وجود ما يسمى بالربيع العربى ولكن ثورات حقيقية لم تحركها إيديولوجيات.
واستطرد: الترتيبات على الأرض تؤكد أن تركيا لم تستوعب الدرس وخسرت العالم العربى السنى وتطمح وسط هذه الترتيبات فى استعادة بعض نفوذها فى بعض الدول العربية الذى كان موجودا خلال الإمبراطورية العثمانية، مشيرا إلى أن عين تركيا الأول على الترتيبات التى تتم وهو احتلال الجزء الشرقى من البحر المتوسط، خاصة قناة السويس لأن هذه المنطقة ستكون أكبر مخزون إستراتيجى للغاز الطبيعى والممر الدولى الأكثر والأغلى فى العالم وهو قناة السويس.
وأكد أن هناك أطماعا حقيقية لتركيا التى ظلت تناور خلال 25 عاما الماضية، وتدعى بأنها تقف على حدود المنطقة وتستخدم أسلوب وفلسفة لا مشاكل مع الجيران، والآن تتحالف مع تنظيم مشبوه يريد تفتيت المنطقة.
ومن جانبه قال جاسر الجاسر الكاتب والباحث السياسى، اليوم تبلورت الصورة وتحددت ما هى مصر التى ستكون فى المستقبل، مشيرا إلى أن الرهان كان على ألا تتم هذه الانتخابات، وكانت هناك رغبة فى فشل هذه الانتخابات، وألا تعلب مصر دورا، ومن لا يتعامل مع مصر اليوم سيتعامل معها غدا ومصر تشكلت اليوم حتى قبل إعلان الرئيس وتشكيل الحكومة.
وأشار إلى أن الفرق الذى حدث هو وقوف دول الخليج بجوار مصر وإعادة روح مصر، واستعادتها لدورها الذى كان مغيبا خلال تلك الفترة الماضية الأمر الذى أدى إلى اختلال التوازن فى المنطقة بأسرها، موضحا أن التكتل العربى الجديد لديه رؤية مختلفة مصطلحية فى وجوده.
وأضاف الجاسر أن مصر عمليا تتمدد إلى الخارج، فمصر لا تملك مقومات اقتصادية، ولكن ثقل مصر يكون من خلال محوريتها السياسية والبشرية ودورها العسكرى.
وقال: بعد تقلد المشير السيسى رئاسة الجمهورية، ستنشأ دولة جديدة تغير معطيات الدول فى التعامل معها، وأتصور دور خليجى أكبر مع مصر خلال الفترة المقبلة.
وعن الدور التركى فى المنطقة فى غياب مصر، قال: تركيا لعبت دورا مزعجا بشكل كبير وخسرت كثيرا فى علاقتها مع الدول العربية وراهنت على الإسلام السياسى واندفعت بشدة فى هذا المجال، متوقعا أن تشهد العلاقة بين مصر وتركيا تطور بين الحين والآخر، موضحا أن تركيا لديها رغبة التدخل فى الدول العربية كثيرة وشائعة بشكل كبير، ولابد أن تراجع موقفها، موضحا أن هناك تغيير فى اللهجة التركية تجاه مصر، وهناك جهد سعودى لإعادة ترتيب هذا الوضع.
وأكد: تركيا ستشعر أن هناك حائطا عربيا مع مصر خلال الفترة القادمة.
لعبة التوازنات الجديدة فى الشرق الأوسط بعد إنجاز المرحلة الثانية من خارطة المستقبل.. خبير علاقات دولية: ترتيبات إقليمية جديدة بعد تقلد السيسى رئاسة مصر.. وباحث سياسى: مصر تتمدد عمليا إلى الخارج
الخميس، 29 مايو 2014 11:56 م
السيسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد رابسو
حلوة احتلال قناة السويس دي