السؤال الذى يطرح نفسه الآن: لماذا قام الناخبون سواء كانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً أثناء القيام بالإدلاء بأصواتهم برفع علم مصر وبالرقص أمام اللجان الانتخابية، وهذا أمر غير مسبوق فى الانتخابات الرئاسية السابقة ؛ فهذا إن دل على شىء فإنه يدل على أن الإخوان قد نجحوا فى كسب عداء وكره المصريين لهم، وإن المصريين فرحوا بزوال عهدهم الذى لم يستطع الاستمرار طويلاً.
لقد تعرضت مصر منذ تاريخها الطويل إلى هجمات وحروب من أعدائها سواء كان ذلك حروب عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية أو نفسية من أجل النيل منها ومن حريتها واستقرارها.
لا أعرف لماذا هذه الرغبة المُلحة لهؤلاء الأعداء؟ هل ذلك بسبب موقع مصر الاستراتيجى بين الدول فقط؟ هل لأن مصر بها خيرات كثيرة غير مُستغلة من قِبل أبنائها ويردون استغلالها أسوأ استغلال بما فى ذلك استغلال شعبها وتسخيرهم كما حدث سابقاً أيام الاحتلال الفرنسى والإنجليزى لمصر؟
الإجابة بالتأكيد هى من كتاب الله عز وجل وليس بعد قول الله قول فقد قال الله تعالى: {اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} (سورة البقرة: 61).
الآن ونحن فى هذا العهد الحديث، قد سال لُعاب بعض الدول مرة أخرى عليها والمثال على ذلك دولة قطر وتركيا وحماس والسودان وأثيوبيا … إلخ بالتعاون مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين للنيل من مصر ووضعها تحت قبضتهم، لما لها من سمات وخصائص خاصة تتمتع بها من بين دول العالم فجميعهم يريدون أن يأخذوا قطعة منها وتوزيعها على أنفسهم، فمنهم من أراد سيناء، وآخر قناة السويس، وآخر حلايب وشلاتين، وآخر يريد بناء سد النهضة على مجرى نهر النيل … وما خفى كان أعظم.
فهؤلاء المغتصبون يسعون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية التى تجلب لهم النفع والرضا النفسى بغض النظر عما سيترتب على ذلك من نتائج قد تكون سيئة وخطيرة على الأمة العربية والإسلامية وعلى الإنسانية؛ حقاً اشعر بالحسرة والغيرة على دينى ووطنى ممن لا يعقلون ولا يتدبرون ولا ينظرون إلى ما هم يفعلون ولا يدرون بأنهم فاسقون يتحولون بجميع الألوان والأطياف، لتحقيق ما هو قد يرضيهم ولا يعنيهم مستقبل وطن ولا أمة.
وفى طيات هذه الأحداث لا يعنيهم بكاء طفل أو امرأة أو شيخ كبير نتيجة الآثار المترتبة التى قد تقع على هؤلاء من تحقيق دمار وخراب فى البلدان العربية والإسلامية، ولا على حرقة قلب أم على ولدها الذى استشهد من أجل هذا الوطن.
فهذا ليس غريباً على هؤلاء الأعداء أن يحاولوا تشكيل وعى سياسى خاطئ للبعض لكى يستطيعوا محاربة مصر نفسياً لأنهم لا يستطيعون النيل منها عسكرياً. فقد حاولوا ومازالوا يحاولون للنيل من استقرار مصر. ألم يقرأوا تاريخ مصر القديم والحديث ، فإلى هؤلاء الأعداء من لم يعرف تاريخ مصر جيداً فعليه أن يقرأه واستيعابه جيداً فمصر مقبرة الغزاة .
فمصر لا نخاف عليها لأنها فى حفظ الله وأمنه، فقد قال عنها الله عز وجل فى كتابه العزيز: { ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ } (سورة يوسف: 99).
