مريض الكبد قد يحتاج إلى متابعة مستمرة وإذا أصيب بأمراض أخرى لابد أن يعرض الأدوية التى يتناولها على طبيب الكبد وخصوصا مرضى الفيروسات الكبدية خشية أن يحدث لهم تليف سريع فى الكبد أو فشل الكبد وقد يتساءل مريض الكبد هل يمكن أن يتناول مريض الكبد الكورتيزون وأدوية الروماتويد.
يقول الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيدور بلهارس يعتبر عقار الكورتيزون سلاحا ذا حدين إذا أحسن استخدامه وتم إعطاؤه لمرضى الالتهابات المناعية بالكبد التى يتم علاجها بالكورتيزون بجرعات محددة ويتم سحبها بالتدريج على مدار شهور بعد الاستجابة الإكلينيكية للعلاج يكون فى هذه الحالة الكورتيزون جيد ومعالج لمرضى الالتهابات المناعية للكبد ولكن عند استخدام الكورتيزون لعلاج أى مرض آخر فى الكبد يكون من شأنه مضاعفة الأعراض وحدوث تقدم فى حالة الكبد حسب المرض فبعض الأطباء يصفون الكورتيزون كعلاج للصفراء المستمرة الناتجة عن الفيروسات الكبدية وخاصة فيروس A"" وهذا خطأ شائع يجب على الأطباء توخى الحذر فى مثل هذه الحالات لأنه من الممكن أن يؤدى الكورتيزون المستخدم إلى حدوث الالتهاب الكبدى الحاد الشديد والذى يحدث معه ارتفاع شديد بالأنزيمات الكبدية وتطور فى الوظائف التخليقية للكبد من سيولة وألبومين تؤدى إلى دخول المريض إلى العناية المركزة وحاجته إلى زراعة الكبد ومن ثم يجب على الأطباء عدم إعطاء الكورتيزون كعلاج للصفراء المستمرة فى بعض حالات الالتهاب الفيروسى الكبدى.
وقال إن هناك بعض الحالات التى يتم إعطاؤها الكورتزون لمرضى الكبد إما لوجود حساسية بالصدر أو أمراض مناعية للمفاصل مثل الروماتويد أو الزئبة الحمراء وقبل إعطاء الكورتيزون فى هذه الحالات يجب عمل فحص شامل للمريض لاكتشاف وجود فيروسات كبدية من عدمه.
وأكد أنه إذا تم إعطاء الكورتيزون فى وجود فيروس سى دون علاجه يؤدى هذا إلى تدهور حالة الكبد وحدوث تليف بصورة أسرع والوصول إلى سرطان الكبد فى وقت أسرع أما عند إعطاء الكورتيزون لمرضى الروماتويد فى وجود فيروس بى تكون الطامة الكبرى إذا لم يعلم الطبيب وجود الفيروس أو تجاهل عمل الفحوصات اللازمة حيث يؤدى الكورتيزون فى هذه الحالة إلى نتائج وخيمة للمرضى المصابين بفيروس بى حيث يتحول المرض من غير نشط وكامن إلى التهاب شديد يودى بحياة المرضى إذا لم يتم عمل زراعة كبد عاجلة ولذا يجب التنبيه على أطباء الأورام وأطباء المناعة الذين يستخدمون الكورتيزون بكثرة التأكد من خلو المريض من فيروسى بى وسى ويجب إعطاء أدوية الانتى كفير أو التينوفوفير لهؤلاء المرضى الذين يعانون من فيروس بى قبل إعطاء الكورتيزون بوقت مناسب وأثناء إعطاء الكورتيزون وغيرة من المثبطات المناعية وبعد انتهاء العلاج بالكورتيزون أيضا حسب الخطوط الاسترشادية للجمعيات الدولية للكبد.
وأكد أن الكورتيزون يؤدى إلى التدهن الكبدى وهذا التدهن الكبدى يؤدى إلى مضاعفات خطيرة إذا تم استخدام الكورتيزون فترات طويلة بدون مبرر وبدون وجود أى داعٍ لاستخدامه فى الكبد وإذا كان هناك فيروسات كبدية مثل فيروس سى يؤدى الكوتيزون إلى تطور الحالة إلى الأسوأ وإضافة مرض آخر غير التهاب الكبد المزمن سى الذى يعانى منة المريض يضاف إليه التدهن الكبدى الذى ينتهى بتليف وأورام كبدية ولذا فإن الخطوط الاسترشادية للجمعيات الدولية بعدم استخدام الكورتيزون إلا فى علاج الأمراض المناعية فى الكبد أو فى أى عضو آخر شريطة أن يكون دلالات الفيروسات الكبدية سلبية بمعنى أن لا يكون هناك فيروسات كبدية والتى يجب أن تعالج قبل إعطاء الكورتيزون كما توصى الخطوط الاسترشادية للجمعيات الدولية بإعطاء الأدوية المعالجة لفيروس بى كإجراء استباقى قبل إعطاء الكورتيزون أو أثناء العلاج به لمرضى فيروس بى حتى وإن كان الفيروس كامنا والأنزيمات طبيعية وعد الفيروس "زيرو" فى الدم ما دام هناك دلائل لوجود فيروس بى فى الدم.
كما أنه من المعروف أن مرضى فيروس سى يكون معامل الروماتويد فى الدم لديهم إيجابى ولكنه كاذبا بمعنى أن آلام المفاصل المصاحبة لمرضى فيروس سى يكون بسبب الفيروس وليس بسبب الروماتويد والمحك والمؤشر الرئيسى الذى يدل على وجود الروماتويد من عدمه فى مرضى فيروس سى هو اختبار مضاد "CCP" الذى يكون إيجابيا فقط فى مرضى الروماتيويد النشط.
الكورتيزون يدمر الكبد ويحدث التليف بصورة أسرع مع وجود فيروس سى.. ويؤدى للإصابة بسرطان الكبد.. وينشط فيروس بى الكامن ويحوله لالتهاب شديد يودى بحياة المريض
الخميس، 29 مايو 2014 09:42 ص