القرار الأهم للرئيس الجديد

إذا شاء الرئيس الجديد لمصر أن يحقق نجاحًا مهمًا منذ اللحظة الأولى لدخوله قصر الرئاسة، عليه أن يتخذ قرارًا بالغ الأهمية، وهو إصدار عفو عام عن كل المحبوسين فى قضايا سياسية، شريطة ألا يكونوا قد مارسوا العنف أو دعوا إليه أو قاموا بالتحريض ضد أجهزة الدولة.
إن أكبر مشكلة ستواجه الرئيس المقبل هى كيف يمارس مهامه بكفاءة، بينما هناك أناس - معظمهم شباب - زج بهم فى السجون بتهم غير إرهابية مثل خرق قانون التظاهر، وغالبية هؤلاء الشباب تظاهروا سلميًا بعد أن اكتسب المصريون حق التظاهر ضد كل ما يعتقدون أنه ظلم أو غبن أو تعد على الحقوق والحريات.
لقد خان التوفيق وزير الداخلية حين رفض أن يعلن عن أرقام المحبوسين فى حواره مع «المصرى اليوم» قبل أيام، ذلك أن هذا الرفض يؤكد أن الأرقام ضخمة ومرتفعة، وأن ما يقوله الإخوان وأنصارهم عن الاعتقالات والتعذيب قد يكون صحيحًا بكل أسف.
لا ريب أن المصريين لم يجدوا صيغة إنسانية ملائمة مع وزارة الداخلية حتى الآن، برغم أن الوزارة فقدت المئات من جنودها وضباطها على يد جماعات العنف والإرهاب، لذا على الرئيس الجديد أن يسعى إلى ضبط العلاقة بين الشعب وجهاز الشرطة، لأن التراث بينهما بائس، وسمعة الداخلية ملطخة بالعنف منذ عهد حبيب العادلى، والتعاطف الكبير الذى تعاظم مع الشرطة بعد أن تعرض رجالها للعمليات الإرهابية الخسيسة قد يتراجع إذا لم ينتبه الرئيس إلى المشكلات الناتجة عن سلوكيات بعض العاملين فى هذا الجهاز الحساس.
أعرف جيدًا أن جبالا من المصاعب تنتظر من يظفر بالمنصب الأرفع فى مصر، وأن أحلام الناس فى الحياة أكثر عدلا وجمالا تنمو كالأشجار، كما أدرك أن المصريين سيلتفون بحب حول رئيسهم الجديد، لأنهم سيختارونه بحريتهم، وعليه ينبغى على هذا الرئيس أن يستثمر حب الناس واقتناعهم به، ويتخذ من القرارات الشجاعة ما يعزز هذا الحب ويدعم هذه القناعة.
لا تتردد فخامة الرئيس واجمع حولك أهل مصر، فالمهام ثقيلة، ولن تستطيع إنجازها إلا بمشاركة كل المصريين العاشقين للوطن.. وما أكثرهم!