ضعف الإقبال على التصويت محزن لا شك، ودفع المحبطين وأعداء الثورة إلى رفع أصواتهم، وأعتقد أن الإعلام الفج كان سببا فى إشاعة مناخ سلبى خصوصا أول أمس، الوجوه القديمة اعتقدت أنها انتصرت بالفعل وأن الناس يصدقون نواياهم، فى الأسبوع الأخير ظهر خطاب استعلائى لا مبرر له، أوحى للغالبية أن الأمور محسومة، وتحرك أنصار المرشح الأوفر حظا على أساس «أن الليلة انتهت»، المشير السيسى سينجح لأن الغالبية تريده، ولكن هذه الغالبية ممرورة من أداء المحيطين به الذين يفتقدون الخيال والصدق، تعاملت الفضائيات مع الموضوع بخفة وصلت فى بعض الأحيان إلى حد الابتذال، تشعر أنك فى سوق يبيع بضاعة رخيصة، وأن نجوم مبارك يروجون لمنتجات مركونة منذ ثلاث سنوات، وجاءت النتيجة التى شاهدناها أول أمس، استجداء أصوات أناس يرغبون بالفعل فى المشاركة ولكنهم اكتشفوا أنهم «تحصيل حاصل».
الأعداد التى صوتت لا بأس بها أيضا، ولكننا كنا فى حاجة إلى حالة انتخابات رئاسية تؤكد لنا أولا أننا معا وأننا اتفقنا على تجاوز الماضى وترسل إشارات للعالم أننا إيجابيون أكثر، وأننا نتعامل مع الحدث بإجلال ووقار واحترام، كانت البهجة التى بدأت فى اليوم الأول حقيقية، حولها الإعلاميون إلى شىء آخر، وجعل الذين يقفون ضد فكرة المقاطعة غير متحمسين للنزول، وينبغى على الرئيس المقبل أن يتعلم من هذا الدرس القاسى، لأن الوجدان العام الذى ينشد الاستقرار غير مستعد للتفويض وسط زفة كدابة، يقودها أشخاص أقل من الحدث، النتيجة النهائية وجود رئيس جديد.. لن يمنحه الناس فرصة أخرى إذا استمرت هذه المعاملة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة