يحتاج المجتمع المصرى إلى العمل بسرعة وبشكل ملح وعاجل ومكثف.. والملاحظ أن معظم فئات العمال ورجال الأعمال حتى موظفى الدولة توقفوا – بشكل شبه كامل – عن العمل فى انتظار نتيجة الانتخابات، وكأنما توقفت حياتهم وينتظرون استمرارها مرة أخرى بانتهاء عملية الانتخابات وظهور نتيجتها. لا أحد ينكر أهمية نتيجة الانتخابات ودورها فى المشهد الاقتصادى، ولكن هذا لا يعنى توقف حركة الإنتاج فى انتظار اسم الرئيس القادم. إن ما يميّز المجتمعات المتقدمة هو تكوين الدولة الذى يعتمد على المؤسسات وليس على الأفراد، فنجد فى الولايات المتحدة الأمريكية مثلا تغيير الرئيس يعنى تغيير فى الاستراتيجيات العامة للدولة، وفى التوجهات العامة فى سياسات الدولة، ولكن لا يعنى هذا هدما كاملا لآليات العمل فى الدولة، وبالتالى فإن العمل يستمر بنفس المنهج وبنفس الآليات ولا يتوقف برحيل رئيس أو بمجىء آخر، أما فى مصر فالملاحظ – للأسف – أن كل قيادة تأتى تحاول أن تهدم ما بناه الأسبقون لتقيم بناءً جديدا خاصا بها، وهذا يتكلف من الوقت والمجهود الكثير جدا بالمقارنة بنفس الوقت والمجهود الذى سيلزم للبناء على قواعد القيادة السابقة والبدء من حيث انتهى الآخر.
أكتب مقالى هذا بسبب زيارة قمت بها قبل أيام لمكان فاتن وجميل ومدعاة فخر لنا جميعا فى منطقة (إمبابة)، هذا المكان هو حديقة الجيزة أو كما يقولون (جيزة بارك) على غرار (الأزهر بارك).. هذا المكان تم الانتهاء منه منذ قرابة العام، ولم يتم افتتاحه حتى الآن، وهذا بسبب انتظار الحكومة أن ترسل مسؤولا كبيرا ليقوم بافتتاحه.. وكأنما تقام هذه المشروعات – فقط – ليقوم سيادة المسؤول بافتتاحها بدون أية مراعاة لقيمة المشروع وأهميته ومقدار الإفادة التى ستعود على الشعب. لقد زرت الحديقة التى يشاع عنها أنها تكلفت مبلغ 225 مليون جنيه مصرى (أنا لست متأكدا من الرقم) وبرغم كل هذه الميزانية (إن كانت صادقة) فقد ظلت الحديقة مغلقة فى انتظار الرئيس القادم أوالحكومة القادمة ليتم افتتاحها للجمهور.. أى هراءٍ هذا؟يجب أن يعلم القائمون على شؤون الدولة فى الفترة القادمة أن المشروعات تهدف خدمة الشعب، لأنها تقام بأموال الشعب، وأن الهدف من المشروعات، سواء الاقتصادية أو الخدمية، ليس أن يوضع حجر من الرخام مكتوبا عليه فى عهد الرئيس فلان أو فى عهد الوزير فلان.. نحن نحتاج إلى العمل والاجتهاد وإنكار الذات لإنقاذ مصر من حالة الركود والكساد الذى عانيناه طويلا وازداد فى السنوات الثلاث الأخيرة، وهذا يفرض علينا تهميش أسماء القيادات التى ستكتب على أحجار الرخام فى الافتتاح والنظر بشكل مباشر إلى المستفيدين من هذه المشروعات من أبناء الشعب.
عدد الردود 0
بواسطة:
TIGGO
أيها الفيلسوف !!!!!