بينما نحن منشغلون بانتخاب رئيس مصر، وندخل فى اشتباكات حول نسبة المشاركة فى الانتخابات، وجدوى التصويت أو المقاطعة، تشهد الجزائر اجتماعات ولقاءات شديدة الأهمية بالنسبة لنا، وربما ضاع الحديث عنها وسط انشغالاتنا الداخلية.
الجزائر تستضيف اليوم المؤتمر الوزارى السابع عشر لحركة عدم الانحياز، بحضور وزير الخارجية نبيل فهمى الذى سيلقى كلمة مصر فى الاجتماع الذى ربما لا يمثل أى أهمية فى حد ذاته، لكن أهميته تنطلق أساسًا من الجهد الذى قامت به الخارجية طيلة الأيام الماضية لعقد اجتماع تشاورى لدول الجوار لليبيا، على هامش الاجتماع الوزارى لحركة عدم الانحياز، لتناول تطورات الأوضاع فى ليبيا وسبل الخروج من المأزق الراهن، خاصة أن مصر كانت ولا تزال الأكثر تضررًا من حالة التشرذم داخل ليبيا، وليس أدل على ذلك من كم الأسلحة الليبية التى أغرقت الشارع المصرى خال العامين الماضيين، فضلًا على أن ليبيا تحولت إلى مركز لإدارة وتخطيط العمليات الإرهابية التى تنفذ فى مصر.
لقد بذلت مصر- ولا تزال- جهودًا مع دول الجوار الليبى لتبنى إستراتيجية واضحة ومحددة لحل الأزمة فى الجارة الشقيقة، خاصة أن أى تحرك مصرى فردى لن يؤتى بأى ثمار حقيقية إلا حينما تتكاتف دول الجوار مع بعضها البعض، وتشعر بخطورة ترك الوضع الليبى على ما هو عليه، وأننا جميعًا لا نملك ترف الانتظار، خاصة بعدما احتد الوضع السياسى والأمنى هناك، بعد النجاحات التى حققها اللواء خليفة حفتر على الأرض، اعتمادًا على حالة الكره لكل من ينتمى لجماعة الإخوان التى تحاول إدارة ليبيا، مثلما فعل إخوانهم فى مصر. إن عملية ضبط الحدود الليبية مع دول الجوار، والسيطرة على عمليات تهريب الأسلحة، وكذلك المتطرفون، هى لب القضية التى تحتاج لإجماع من دول الجوار، خاصة أن أى حكومة ليبية لن تستطيع بمفردها السيطرة على الحدود إلا بمساعدة الجيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة