جمهور الأهلى تحديدا سيفهم مغزى الكلمات القادمة ..
فى بدايات بعض المواسم الكروية تشعر الجماهير فى المدرجات بالأداء الضعيف للأحمر، وتكتم خوفها من المستقبل طمعا فى تحسن الأحوال وتجاوز عثرات البداية، أهل الخبرة من جماهير الدرجة الثالثة يؤمنون بأن حالة الأهلى السيئة لا تزول إلا بهزيمة مبكرة، يسمونها هزيمة الإفاقة أو جرس الإنذار المبكر الذى لا يؤثر على ترتيب الأهلى فى جدول الدورى ولكنه يدفع الجميع داخل النادى للترابط وإعادة ترتيب الأوراق، إما بتعديل الخطط او تغيير الجهاز الفنى أو إعادة تعبئة الهمم.
الإندهاش الذى أتبعه صدمة، ثم لحق به انزعاج بسبب ضعف اقبال الناخبين على التصويت فى اليوم الأول من الإنتخابات الرئاسية وعدم اقتراب مؤشر المشاركة من الأرقام العالية التى توقعها البعض، يكاد يقترب فى فلسفته من تلك الحدوتة التى قصصتها عليك عن النادى الأهلى.
فرصة ذهبية لكى يستفيق الكل من غفوته،ويطلع كل طرف من أطراف المنظومة السياسية المصرية على حقيقة الواقع دون عمليات التجمييل التى تجريها وسائل الإعلام ليل نهار، وغباء بعض مقدمى البرامج والكتاب الذين يرفعون دوما من سقف تطلعات الناس بالنسبة للمشاركة دون الإستناد إلى أى احصاء رقمى أو علمى.
ابتعد قليلا وتدبر رسائل الإقبال الضعيف للناخبين فى اليوم الأول – هذا إن كان ضعيفا أصلا- ، وستجد الجماهير المصرية مثلها مثل المدرس الخبير الذى قرر فجأة أن يمنح الجميع درس العمر فى اللحظة الصعبة والحاسمة والذى يمكن تلخيصه فى النقاط التالية:
1- أن يعلم أى مرشح رئاسى قبل الجلوس على كرسى الحكم أنه لا يملك قلوب الجميع، وأن نزول المصريين بالملايين فى الشوارع يرجع إلى شعورهم بالخطر على مصر وليس استجابة إلى نداء شخص بعينه.
2- الثقة الزائدة لا تجلب حظا ولا مكسبا إما ان تعمل وفق القواعد السياسية الصحيحة وتكسب أو ترتكن إلى حملة انتخابية مهلهلة وضعيفة تحت شعار أصل الفوز مضمون والناس بتحبنى.
3- السياسة لها قواعد والإنتخابات لها قانون ودروب لابد من أن يسلكها كل البشر حتى أكثرهم شهرة، لابد من حملة قوية منظمة ، موجودة فى كل شبر من مصر، لا يغلق المتحدثون باسمها تليفوناتهم ويعاملون الناس وكأنهم أصبحوا فى الحكم، الإنتخابات فى حاجة إلى رجال حول المرشح على درجة من الوعى تمنعه من التورط فى لقاء شخصيات تفقده تعاطف قطاعات معينة.
4- حمدين يدفع ثمن عجزه المالى وعدم قدرته على الحشد واستخدام خطاب واحد متوجه لفئة الشباب ورهان على ثورة 25 يناير فقط، والسيسى يدفع ثمن عجرفة وغطرسة أفراد حملته المفككة الذين لم يتركوا وفدا يزور الرجل إلا وأهانوه بالإجراءات الأمنية وسوء التنظيم والإنتظار .
5- عبد الفتاح السيسى هو أحد أبرز المستفيدين من درس ضعف الإقبال لأنه أصبح مطالب ومجبر الأن على أن يولى وجهه شطر اعادة دراسة اختياراته وأخطاؤه فى تشكيل أعضاء الحملة الإنتخابية الخاصة به والدائرة المحيطة به من مستشارين ومساعدين، لأن المشير الذى يتكلم دوما عن العمل فى الشارع، يكتشف الان أن حملته لم تعمل فى المحافظات ولا الشوارع وارتكنت إلى أن الناس تحب مرشحها.
6- مفاجأة ضعف الإقبال تدفع المشير لإعادة التفكير فى من حوله من رجال وتشجعه على ضرورة التخلص من الوجوه القديمة التى أحاطت به أو أوهمت الناس أنها تحيط به، و كانت سببا مباشرا فى عزوف قطاع شعبى كبير رافض لعودة وجوه دولة مبارك القديمة عن المشاركة.
7- مفاجأة ضعف الإقبال كشفت للمشير ومن معه أن الوجوه الإعلامية القديمة والضالة التى اعتمدت عليها الحملة فى الحشد على الطريقة القديمة لم تعد تصلح للعمل السياسى لأنها لا تملك سوى خطاب تقليدى وقديم لا يؤثر فى الناس..
8-- الحديث عن ضعف الإقبال إشارة قوية إلى أن كل الأحاديث السابقة حول الدولة العميقة وقدرتها على تحريك الجماهير، وكل الأساطير الدائرة حول رجال الحزب الوطنى وقدرتهم على حشد الجماهير، والسلفيين وقدرتهم على حشد الناس بالدين، ووسائل الإعلام وقدرتها على تعبئة الناس ببث مشاعر الخوف، ماهى إلا أوهام وتحليلات بعيدة عن الواقع ، الشعب المصرى أثبت أنه بلا كتالوج ، لا يحركه أحد ولا يتحكم فيه جهاز .
9- مايراه البعض اقبال ضعيف كان فرصة لإعادة اكتشاف ندالة وسفالة وانتهازية الإخوان، الجماعة التى كانت قبل أسبوع من الأن تصف الشعب المصرى فى بيانتها بأنه عبيد بيادة وجهلة وشعب دموى، هى نفس الجماعة التى أصدرت مساء اليوم الأول فى الإنتخابات بيانا تشكر فيه الشعب المصرى وتصفه بالعظيم لأنه قاطع الإنتخابات ..
10- اليوم الأول من الإنتخابات الرئاسية كشف عن غباء فج تعانى منه قيادات الإخوان، غباء إخوانى نقى يدل على أنه لا أمل فى جماعة لا تجيد قراءة الواقع بدليل أنها لم تصبر وتعجلت كعادتها فى حصد ثمار عمل لم تبذل فيه جهد، وأصدرت بيان تشكر فيها الشعب على المقاطعة وقالت فى البيان أن المصريين رفضوا الخروج لأنهم مؤمنون بأن مرسى هو رئيسهم الشرعى وكان البيان شرارة الإستفزاز التى دفعت الناس للخروج فى اليوم التالى للرد على محاولة الإخوان الصيد فى الماء العكر
11- الوضاعة الإخوانية اتضحت، والأخلاق الإخوانية العفنة تجلت أمام الناس التى شاهدت بعينها فضائية الجزيرة وصفحة الحرية والعدالة وصفحات الإخوان يسخرون من كبار السن والعجائز أمام اللجان ويصفونهم بجيل النكسة الجاهل الذى ضيع مصر، بينما نفس الفضائيات والمواقع الإخوانية وصفت كبار السنة وهم فى طوابير الإنتخابات الرئاسية التى نجح فيها مرسى بأنهم رغم ضعفهم أصروا على استكمال الحلم ومساعدة الشباب فى بناء المستقبل ..
محمد الدسوقى رشدى يكتب : سيادة المشير.. مرحبا بك فى عالم السياسة
الثلاثاء، 27 مايو 2014 05:51 م
المشير عبد الفتاح السيسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
وفر نصائحك لحد يكون بيهوهو وملوش فى الشغل
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف السباعي
انها انتخابات استثنائية فى تاريخ مصر تكشف لنا الغث من الثمين
عدد الردود 0
بواسطة:
hatimissa
معنى المقاطعة