المستشار علاء الدين إبراهيم محمود يكتب: صبر الصدمة الأولى

الثلاثاء، 27 مايو 2014 10:19 ص
المستشار علاء الدين إبراهيم محمود يكتب:  صبر الصدمة الأولى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير منا لا يستسيغ الصبر عند تجرع المصائب وذلك لمرارة مذاقها وصعوبة استيعابها؛ ولكن هناك بعض الناس الذين يثبتون عند تلقى الصدمات فى بداياتها، وهؤلاء يصلون إلى النتيجة ذاتها التى يصل إليها الجزعون ولكن بعد فترة طويلة.

إن الرضا بقضاء الله وقدره هو أول السبل التى يمكننا سلوكها لتحمل مرارات الصبر وآلام فراق الأحبة، وذلك لأن الله عز وجل قدر كل شىء حسب مشيئته، وبالتالى فإن ما يصيبنا لا راد له؛ ولو أننا توقفنا بتأن مع الآية 22 من سورة الحديد والتى يخبرنا فيها المولى عز وجل بأنه: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) لعلمنا أن الرضا بقضاء الله هو أمر مفروغ منه، لأن ما كان حتماً كان سيكون وإن لم نرد.

إن الحياة مليئة بالمتناقضات فقد تأتينا بالفرح والترح فى اليوم ذاته؛ وليس من الحكمة بمكان أن نسعد أو نحزن إلا بقدر ملائم لما يصيبنا دون تطرف فى الفرح أو الترح؛ فلا شىء يستحق أن يجعلنا نفقد تسليمنا بقضاء الله وقدره؛ فكما أن المصيبة هى ابتلاء من الله لعبد من عباده ليرى مقدار صبره؛ فإن النعمة كذلك هى ابتلاء من الله لعبده ليرى مقدار شكره.

إن الصبر هو طريق آمن للوصول لمرضاة الله عز وجل؛ فمن فقد أخاه أو أباه أو أمه أو من يحب فعليه أن يعلم أنه فقدهم فقط إلى حين، وأنه لا ريب سيعاود لقاءهم وسيأنس بصحبتهم من جديد؛ فخالق الأكوان أرحم بعباده منهم؛ وعلى خلاف ذلك فإننا نرى أن الجزع لا يأتى بخير يذكر، بل إنه يدمر من يلوذون به، لأنهم يصبحون عرضة لأمراض الاكتئاب والضغط والسكر.

إن حوادث الأيام وتقلبات أحوالها تثبت لنا أن رحلتنا فى هذه الحياة ما هى إلا دقائق، وإن طال أمدها؛ لذا فإن العاقل لا يتيه غيا بالحياة وزينتها وإنما يعمل على أن ينهل من معن الطاعات ويتجنب مستنقعات المعاصى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة