صالح المسعودى يكتب: مصر بين التدين والتخوين

الإثنين، 26 مايو 2014 12:47 م
صالح المسعودى يكتب: مصر بين التدين والتخوين صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مسكين هذا الشعب المصرى العظيم، فقد وقع بين شقًى الرحى فما يكاد هذا الشعب الطيب يتنفس الصعداء من أمر جلل، إلا وابتلى بشاكلة جديدة من البشر تعاند الأقدار لتفرض وجهة نظرها بطريقة او بأخرى غير مدركين هذا التغير الذى حدث للمجتمع.

قد لا أرتكز على وثائق محددة وأنا أطرح وجهة نظرى إننا كمصريين سبقنا العالم بالتدين وقدمناه على التخوين فبالنسبة للتدين فقد سبقنا العالم بكل المقاييس، فقد آمنا بالبعث قبل آلاف السنين، وتحكم الدين فى حياة المصريين أكبر فترات التاريخ ونتذكر جميعًا دور الكهنة ( وهم مسئولو العبادة ) فى الحياة العامة للشعب أغلب فترات حكم الفراعنة، وما من محتل أو غاصب لأرض مصر إلا وكان من ضمن تفكيره.

كيفية السيطرة على هذا الشعب من خلال أوتار الدين. أى إننا كمصريين نميل للتدين بطبيعة الحال والفطرة التى خلق الله الناس عليها.

ولكنى للأسف الشديد رغم معرفتى بتاريخ التدين فى مصر، إلا إننى لا أتذكر ولا أكاد أجزم بأننى أعلم متى بدأ التخوين فى مصر، وهل هو من موروثاتنا القديمة أم هو دخيل على سلوكيات وأخلاقيات هذا البلد الطيب الذى ذكره رب العزة فى كتابه العزيز أكثر من ذكره ( مكة ) بلد الله الحرام.

أقدم لك اعتذارى عزيزى القارئ عن هذه المقدمة الطويلة فقط، بها حاولت ألفت انتباهك وأجذب اهتمامك لتشاركنى بفكرك وقلبك لنساير الأحداث سويا، فقد تسمح لنا الظروف أن نغير ما جد من سلوكيات دخيلة على المجتمع أو حتى نكون من ضمن أسباب التغيير للأفضل لمجتمع يحلم بمستقبل مشرق.

فقد أوردت المقدمة سالفة الذكر لأننى لاحظت هذا التغير الغير محمود على سلوكيات المجتمع، إما من باب التدين أو من جهة التخوين.

فقد تلاحظ مثلى عزيزى القارئ أننا ابتلينا ومن فترة ليست بالكبيرة بملاك الدين، ومن اعتقد أنه صار بحفظه عن البعض( بعض) الأفكار الغريبة عن المجتمع، أنه صار المتحدث الرسمى باسم الدين بل ويكاد يستخرج صكوك الغفران ثم تحول وتطور الأمر معه أنه يعادى من يخالفه الرأى ومن تلك النوعية ظهرت الأفكار المتطرفة حتى وصلنا إلى تكفير الغير، طالما لا يشاطرنا أفكارنا المريضة بطبيعة الحال.

فقد اعتقد بعضهم أنه حامل مشعل التدين بل إن بعضهم يكاد يعتقد انه من ادخل الإسلام إلى مصر ( فهو فاتح العصر الحديث )
ولكنى لا أنكر أبدًا تصدى بعض العلماء من ( الراسخون فى العلم ) لتلك الهجمة المتطرفة ومحاولة توضيح سماحة الاسلام قبل أن يشوه هؤلاء صورته.

أما ما جد على هذا المجتمع هو مصيبة التخوين، فما كدنا نتخلص من ملاك الدين حتى ظهر لنا ملاك الوطنية، حيث ظهر حديثًا من يحملون للأسف صكوك الوطنية فهم يمنحونها لمن شاءوا وينزعونها كذلك وقتما شاءوا، وللأسف الشديد لم يقتصر ملاك الوطنية على الأفراد بل زاحمهم أيضًا فى نفس المنهج والفكر بعض المؤسسات الوطنية العامة، فالكثير عند هؤلاء مشكوك فى وطنيتهم.

فهم من يحملون وسام الوطنية ويجيدوا تخوين الآخرين ونزع عباءة الوطنية عنهم.

وإن توقف الأمر عند مجرد الشك فى الوطنية، فهذا أمر يعتبر جيدًا، لأنه قد يتحول الأمر إلى القدح فى الأشخاص ممن يخالفونهم الرأى إلى العمالة والجاسوسية وغيرها من أقبح الألقاب التى يوصم بها الخصوم.

فأصبح التخوين سلاحًا جديدًا يمتلكه البعض يستخدمه حسب أغراضه وأهدافه وقتما شاء.

بالتأكيد عزيزى القارئ المحترم، إن كل من ملاك الدين وملاك الوطنية هم حجر عثرة فى طريق تقدم مصر وما يصنعونه ليس فى مصلحة الوطن، الذى يصارع التيارات الداخلية والخارجية التى تحاول تعطيل مسيرة وطن يفيق من كبوته.

فهل ينجو الوطن من ملاك الوطنية ومحتكريها، كما واجه ملاك الدين وأدعياءه؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة