سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 مايو 1882.. البارودى يستقيل من رئاسة الحكومة لقبول الخديوى توفيق الإنذار البريطانى الفرنسى.. وعرابى: "من كان معنا فليقم"

الإثنين، 26 مايو 2014 08:40 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 مايو 1882.. البارودى يستقيل من رئاسة الحكومة لقبول الخديوى توفيق الإنذار البريطانى الفرنسى.. وعرابى: "من كان معنا فليقم" أحمد عرابى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حضر الأسطولان الإنجليزى والفرنسى إلى مياه الإسكندرية، وخاطبت الدولتان مصر بالتهديد والوعيد، كان ذلك بسبب اشتداد الخلاف بين الوزارة برئاسة محمود سامى البارودى، والخديوى توفيق، خاطبت الدولتان الخديوى بضرورة استقالة الحكومة، وحسب كتاب" الزعيم الثائر أحمد عرابى " للمؤرخ عبد الرحمن الرافعى، أنه فى يوم 25 مايو 1882 جاءت تعليمات الحكومتين الفرنسية والبريطانية إلى قنصليهما فى مصر، ومضمونها تقديم بلاغهما النهائى إلى الوزارة المصرية وانتظار الجواب منها، وبعد ظهر ذلك اليوم قدم القنصلان البلاغ إلى البارودى فى شكل مذكرة "نوتة"، طلبا فيها استقالة الوزارة، وإبعاد "عرابى باشا" عن القطر المصرى مؤقتا مع حفظ رتبه ومرتباته ونياشينه، وإقامة عبد العال حلمى باشا وعلى فهمى باشا الديب فى الأرياف بجهات لا يخرجان منها مع حفظ رتبتهما ومرتباتهما ونياشينهما.

كان الحدث كبيرا، ويأتى فى مجمل أحداث أخرى تتضافر جميعها لتهيئة " المسرح " لاحتلال بريطانيا لمصر والذى سيأتى فيما بعد، ويوم أن تلقت الحكومة مذكرة التهديد اجتمعت لمناقشة الأمر، وقررت رفض مطالب الدولتين، وينقل "الرافعى " عن "البارودى " قوله بأن نصح عرابى بقبولها فلم يقبل هو وإخوته، وأيد هذه الراوية " أحمد بك رفعت " سكرتير مجلس الوزراء، إذ قال أن " البارودى " أفضى إليه بأنه مقتنع بقبول هذه المطالب ولكن " الجهادية " لم تقتنع، فقال له " أحمد بك رفعت " :" اقنعهم "، فأجابه "البارودى ": " لا يمكنني، فإننا متحالفون ها مع بعض".

ذهب "الخديوى" مذهبا مختلفا عما ذهبت إليه الحكومة حيث أعلن قبول مطالب الدولتين، مما أغضب الحكومة فقدمت استقالتها فى مثل هذا اليوم " 26 مايو 1882 " وقبل الخديوى الاستقالة وهاجت الخواطر وخاصة بين الضباط لأن قبول استقالة الوزارة معناه إقصاء عرابى عن وزارة الحربية.

فى اليوم التالى للاستقالة بلغ التحدى ذروته، ففى منزل " محمد سلطان باشا " رئيس مجلس النواب، اجتمع النواب وكبار العلماء، وانضم إليه " عرابى " وجمع من كبار الضباط منهم " عبد العال حلمى " وعلى فهمى باشا ومحمد عبيد بك، وعدد من صغار الضباط والجنود الذين دخلوا الاجتماع فى شكل مظاهر عسكرية وطالبوا علنا بخلع الخديوى.

ويتحدث "عرابى" عن وقائع هذا الاجتماع فى مذكراته، وتشمل خطبته التى قالها أمامه، وهاجم فيها الخديوى ورفض الخضوع لمطلب بريطانيا وفرنسا، ونادى بخلعه وقال :" من كان معنا فليقم"، ويصف "الرافعى" الحال بعد هذه الكلمة من عرابى بقوله :" حدثت ضجة كبيرة فى المكان ووقف الضباط، ولكن معظم النواب والملكيين لم يقوموا، فتهددهم الأميرالاى محمد بك عبيد بالسيف، فظلوا جالسين، وتبين من ذلك الموقف أن النواب لا يوافقون عرابى على خلع الخديوى.

والملاحظ أن تناول "الرافعى" لقضية الثورة العرابية، عبر كتابه "الزعيم الثائر أحمد عرابى" لا يؤيد مسارات الثورة العرابية، ويصف "عرابى" فى كثير من خطواته بـ"المتهور".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة