بدأ الدكتور مشبال وقائع المناقشة بالإشارة إلى الانتفاضة التى أحدثتها كتابات الدكتور عماد عبد اللطيف فى الدرس البلاغى، مشيرًا إلى مشروعه فى ربط البلاغة العربية بالحياة اليومية، وتوجيهها لتصبح ممارسة نبيلة تدعم السعى الإنسانى نحو الحرية والمساواة. وطرح الدكتور مشبال على المؤلف تساؤلين، يخص الأول العلاقة بين البلاغة وتحليل الخطاب والنقد الثقافى، أما الثانى فيخص حدود الموضوعية والذاتية فى الدراسات التى تتعامل مع قضايا سياسية. ثم أعطى الكلمة للمتحدث الأول الدكتور عبد الحفيظ البختى الذى قدم عرضًا نقديًا للكتاب ركز فيه على استعراض أقسام الكتاب وموضوعات، وطرح بعض الأفكار بشأن الأدوات المنهجية التى اعتمد عليها مؤلف الكتاب.
كان المتحدث الثالث فى هذه الندوة هو الدكتور محمد الموساوى الذى أعد دراسة مطولة عن الكتاب. وقد ذكر فى مداخلتها أن الكتاب يشبه العمل الروائى الذى يدور حول ثلاث شخصيات؛ الشخصية الأولى هى الميادين والثانية هى الشاشات والثالثة هى صناديق الانتخابات. وكل شخصية لها صوتها الخاص فى الكتاب، ولها مشروعها وغاياتها وخطابها. وقد أشار الدكتور الموساوى فى مداخلته إلى أهمية الدراسات النقدية للخطاب العربي، خاصة الخطابات شديدة التأثير فى الجماهير العربية مثل الخطابين السياسى والديني، وأبدى إعجابه باللغة الشعرية البسيطة التى كُتبت بها الدراسة، والتى تقربها من القارئ العادي، وتظل مع ذلك محتفظة بقدر من الجمال الأدبى.
وبعد ذلك فتح الباب لأسئلة الحضور الغفير، وتعددت هذه الأسئلة لتشمل موضوعات الكتاب، ومنهجيته، وتدقيق المفاهيم التى وردت فيه؛ خاصة مفهومى البلاغة والحرية، اللذين شكلا العنوان الرئيسى للكتاب. وقد حاول المؤلف الإجابة عن معظم الأسئلة التى تلقاها، خاصة تلك المتعلقة بالعلاقة بين المعرفة البلاغية والإيديولجيا، والعلاقة بين البلاغة وغيرها من العلوم الإنسانية التى تدرس خطابات الحياة اليومية، وأهمية الاستناد إلى مداخل ومقاربات متنوعة فى سياق دراسة الخطاب السياسي، مشيرًا إلى محاولاته لتطوير البلاغة العربية من خلال دراسة استجابات الجماهير، والتركيز على خطابات الحياة اليومية المعاصرة. وفى ختام مداخلته أشار الدكتور عماد إلى سعادته بالاهتمام المغاربى بمشروعه لتطوير البلاغة العربية، مستشهدًا بعبارة ديستوفسيكى "الطرق التى مهدتها سوف تظل صامدة، وفى هذا تكمن كل قيمتى".
.jpg)
.jpg)
.jpg)