إبراهيم داود

صورة البطل

الأحد، 25 مايو 2014 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمل ما فى الثورة المصرية أنها شعبية شارك فيها الجميع، وبالتالى أصبحت شرعية الذين شاركوا فيها أكبر من شرعية بعض الثوار المغشوشين ومعظم من كتبوا عنها، وربما كانت الثورة الأولى فى التاريخ التى كتبها المشاركون فيها على الهواء مباشرة أو على مواقع التواصل الاجتماعى، ولهذا السبب فشلت كل محاولات كتابتها على المستوى الرسمى والأدبى، فى الأيام الفائتة أخرجت وأنا أرتب مكتبتى عشرين كتابا عنها بين يوميات وقصائد وانطباعات، كل واحد يريد أن يؤكد لنفسه وللآخرين بالطبع أنه تعرض للخطر، وربما كتب فى المقدمة جزءا عن معاناته أيام مبارك، لم يستثمر أحدهم المادة الخام التى وفرتها حناجر الشباب، تم استدعاء لغة الخمسينيات والستينيات فى التعبير، وبالتالى فقدت الثورة طزاجتها، تراجعت اللغة الجديدة المتقشفة أمام البلاغة القديمة فى الشعر، وفشل السرد الركيك العاطفى فى التعبير عن الحدث الجليل، لم أستوعب كتابات رموز مبارك، لأنها غارقة فى فخ الوصف والتأريخ الذى لم يعد حكرا على الأدباء، هم آمنوا بالثورة بعد نجاحها، ولم يعايشوها ولم يسهموا فى رصف الطريق إليها مثل أحمد فؤاد نجم وصنع الله إبراهيم ومن اختار مثلهما الانحياز لشعارات يناير، لم ينجح المتلهوجون فى نقل الرواية إلى الجانب الآخر كما حدث فى أمريكا الجنوبية التى أفرزت ثوراتها كتابا غيروا شكل الكتابة فى العالم، لم ينجح معظم الشعر أيضا لأنه استخدم الطرق القديمة فى القنص، وسعى الشعراء إلى رسم صورة البطل قبل صورة الشاعر، لم ينجح الأدب فى الارتقاء بلغة السياسيين والإعلاميين، الثورة فى الأدب لم تبدأ بعد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة