اختفى حسين كامل بهاء الدين، وزير التعليم الأسبق، من الساحة السياسية، وعاود الظهور مرة أخرى فى ملف شئون الطفل، وتولى رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال، "بهاء الدين" فتح قلبه لـ"اليوم السابع" وتحدث عن ملف الطفل وكيفية الارتقاء به من خلال تنشئته اجتماعيا بصورة صحيحة من البداية، فإلى نص الحوار..
-ما هو دور الجمعية المصرية لطب الأطفال بالنسبة لمجال الطفولة؟
الجمعية تدرب العديد من فئات المجتمع لأن دورها تدريبى أكثر، حيث تدرب الأطباء على مستوى الجمهورية على الإفاقة عقب الولادة، لأن هناك العديد من الأطفال يموتون سنويا بعد الولادة مباشرة، بسبب عدم الإفاقة بعد خروجهم للنور، كما يتم تدريب الأطباء على تقليل العدوى،كما يتم تنظيم دورات لتدريب المشرفات بمراكز الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى تدريب فوج من الإعلاميين أيضا، وسيتم تدريب أفواج أخرى لأنهم حجر الزاوية فى مجال الطفولة.
-أبر المراكز المتعاونة مع الجمعية فى الفترة الأخيرة فى مجال الطفولة؟
الجمعية تتعاون مع كل الجمعيات والمراكز المتخصصة فى مجال الطفل، لكل أبرز جهة تتعاون مع المجلس بصفة واضحة ومستمرة فى الفترة الأخيرة هى المجلس القومى للأمومة والطفولة، خاصة بعد الطفرة التى يشهدها المجلس فى الشهور الماضية من ناحية الاهتمام والدفاع عن حقوق الأطفال، بعد تولى الدكتور عزة العشماوى أمانته.
-من وجهة نظرك ما الأسباب التى أدت إلى تزايد العنف ضد ومن الأطفال فى الفترة الأخيرة ومنها الاغتصاب والقتل والخطف والاستغلال وغيرها؟
هناك العديد من الأسباب التى أدت إلى تزايد أشكال العنف ضد الأطفال منها إساءة معاملة الأطفال والضرب والتفكك الأسرى وغيرها، وهذه الأسباب نابعة من داخل الأسرة، وتؤدى إلى إصابة الطفل بعدة أمراض، أولا نقص المناعة ضد العنف، حيث أصبح الطفل لا يميز بين العنف واللا عنف، وأصبح يتعامل معه على أنه ظاهرة طبيعية، ودور الأسرة على حدة يتمثل فى أن الأم لها دور من خلال رضاعة الطفل رضاعة طبيعية، لأن ذلك يغذى الذكاء والنماء العاطفى، ويخرج جينات جيدة لدى الطفل، بالإضافة إلى الرعاية اللصيقة للطفل، واشتراك الأم فى ألعابه، والأب له دور أساسى أيضا، بالإضافة إلى مشاركة المؤسسات الخاصة أو المتخصصة فى مجال رعاية الطفولة.
أما بالنسبة للمدرسة فدورها مهم أيضا، حيث إن المعلم كان ولا يزال أحد الركائز الأساسية التى يعتمد عليها سلوك الطفل فمعاملة الطفل معاملة حسنة تجعله سويا، على العكس تماما من معاملته معاملة سيئة وتوبيخه وضربه فى حالة ارتكابه شيئا ما داخل المدرسة لأن الإقناع أفضل بكثير من الضرب.
-هل الإعلام له دور مؤثر مثل الأسرة والمدرسة على الأطفال وخاصة فى المراحل العمرية المبكرة؟
بالفعل دور الإعلام مهم ومؤثر جدا لأن الإعلام أصبح ينقل المعلومة إلى الأطفال، ويمكن أن يرسخ فى عقليته فكرة ما تؤدى به إلى ارتكاب أى شكل من أشكال العنف، مثل مشاهد القتل والاغتصاب وغيرها، وأنا أشيد بوقف رئاسة الوزراء مؤخرا فيلم "حلاوة روح"، نظرا لما يتضمنه من مشاهد خارجة، واغتصاب طفل لجارته، وهذا سيزيد من كوارث الاغتصابات التى زادت مؤخرا، حيث إن الاغتصاب هو الإيدز الجديد والذى ينتشر بسرعة فى المجتمع من خلال عرض المشاهد غير اللائقة بوسائل الإعلام.
-هل أنت من أنصار تغليظ العقوبة على الأطفال للحد من جرائم العنف منهم؟
لست مع تغليظ العقوبة لأنها ليست حلا للمشكلة، فالأطفال مرتكبو الجرائم ضحية المجتمع من خلال المؤسسات السابق ذكرها وهى الأسرة والمدرسة والمجتمع، بالإضافة إلى ما تشهده المجتمعات الآن من حروب مختلفة، وصراعات عرفية وعمليات إرهابية من جانب جماعات محظورة، وهناك شىء مهم جدا، لا يلاحظه الكثير وهو الألعاب الإلكترونية، فتأثيرها خطير جدا على الأطفال، حيث إن أمريكا تنفق 30 مليار جنيه سنويا على تلك الألعاب، وأنا مع إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال بدلا من القسوة عليهم وعقابهم.
-استغلال الأطفال فى المظاهرات والدعاية الانتخابية وغيرها من وجهة نظرك كيف يكون الرادع لهذا.. خاصة لو كان استخدامهم من جانب دور رعاية أو مؤسسة خاصة برعاية الأيتام؟
يعد أى استغلال للأطفال لأى غرض جريمة يجب ردعها، وبدا هذا واضحا فى استخدام الإخوان للأطفال فى مظاهراتهم خلال الشهور الماضية، وعلى وزارة التضامن اتخاذ إجراء حاسم فى هذا، لأن من بينهم أطفال دور رعاية، أما بالنسبة لاستغلال الأطفال فى الدعاية للانتخابات الرئاسية، فتقوم اللجنة العليا للانتخابات باتخاذ إجراءات تحول دون حدوثه، ويجب أن تحال للنائب العام وإذا ثبت تبعية الأطفال لدار رعاية ما، تقوم وزارة التضامن بحلها ووقف نشاط الجمعية مباشرة.
-ما هى مقترحاتك لحل ظاهرة أطفال الشوارع؟
ظاهرة أطفال الشوارع تحتاج لحلول سريعة ومبكرة، فأى مكان فى مصر أصبح يوجد به طفل شارع يقطن تحت كوبرى، وهذه المشكلة تحتاج لجدية من جانب المسئولين والاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة ستحل هذه المشكلة، وستقضى عليها جذريا، وإيجاد مأوى للأطفال الحاليين ضرورى جدا حتى لا يستغلوا فى أعمال منافية للقانون.
ما الأسباب التى ترى أنها أدت إلى خروج عبد الله عصام والملقب بـ"المخترع الصغير" من مصر ولجوئه لأمريكا ورفضه العودة لوطنه مرة أخرى؟
المخترع الصغير لم يهتم به خلال مرحلة الطفولة المبكرة، ما أدى إلى خروجه من مصر، بالإضافة إلى أنه يعتنق أفكارا متطرفة نتيجة عدم الاهتمام به، ولو كان هناك اهتمام بطفولته ما كان هذا مصيره.
ماذا تطلب من رئيس مصر القادم فى مجال الطفولة وكيف نستطيع إخراج جيل مستقبلى قوى قادر على قهر الصعاب؟
أناشد الرئيس القادم أن يضع مشروع الطفولة المبكرة على قمة أولوياته، لأنه كفيل أن يضع مصر على قمة الدول خلال 20 عاما، ومن شأنه أن يعد جيلا جديدا من المواطنين قادرا على أن يكون جيلا من القوى العاملة لدفع عجلة الإنتاج، وزيادة المنتج المحلى، وتحقيق دخل من خلال تصدير المنتجات المصرية إلى الخارج، بالإضافة إلى إعداد رجال جيش وشرطة أقوياء قادرين على حماية الأرض، وبالتحديد قوات مسلحة لا تتميز فقط بالاسلحة لكن بالمواطن القوى السوى، كما سيؤدى الاهتمام بالطفولة المبكرة أيضا إلى إخراج مواطنين لا يتوجهون للتطرف والإرهاب، ولا يتوجهون للإساءة لأحد، قادرين على أداء واجباتهم حريصين على أداء حقوقهم تجاه المجتمع.
حسين كامل بهاء الدين: الاغتصاب إيدز جديد ينتشر بالمجتمع.. وأثمن وقف فيلم حلاوة روح.. والاهتمام بالطفل يؤدى إلى إعداد جيش قوى.. وأناشد الرئيس القادم الاهتمام بالأطفال.. واستغلالهم سياسيا جريمة
الأحد، 25 مايو 2014 06:12 ص
حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق مع محرر اليوم السابع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة