"الصحفيين العرب" تصدر تقريرها السنوى بشأن حرية الصحافة.. وتؤكد اتساع حالة الحريات نتيجة الحراك السياسى.. وعبد الوهاب الزغيلات: ثورات الربيع العربى تحولت إلى رياح خماسينية أطاحت بحرية الصحافة والإعلام
الأحد، 25 مايو 2014 01:26 م
كتبت سمر سلامة
أكد اتحاد الصحفيين العرب، أن جوانب التطور الإيجابى فى حالة الصحافة والصحفيين ووسائل الإعلام، فى الوطن العربى، إذا تم استثناء بعض المجتمعات العربية، التى شهدت الكثير من التجاوزرات بحق الصحفيين وصلت لحد التصفية الجسدية، تفوق مظاهر القصور والتردى ومحاولات التقييد التى تمارسها السلطة وغيرها من القوى فى المجتمع.
وكشف الاتحاد، فى تقريره السنوى عن حالة الحريات للصحافة والصحفيين فى الوطن العربى، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الاتحاد اليوم، للإعلان عن تقرير الجنة الدائمة للحريات، تحت عنوان"لا للإفلات من العقاب فى الجرائم ضد الصحفيين والصحافة"، أن العالم العربى شهد خلال العام الماضى حالة من الزخم، والمد الواضح فى حالة الحريات العامة، والحريات الصحفية والإعلامية على وجه الخصوص، كنتاج للحراك السياسى والمد الثورى والإصلاحى التى تشهدها كثير من المجتمعات العربية.
وقال حاتم زكريا أمين عام اتحاد الصحفيين العرب، إنه تم بذل جهد كبير للخروج بهذا التقرير، واجتماعات استمرت لمدة 6 أشهر لرصد حالة الحريات فى جميع أنحاء الوطن العربى، مضيفا أنه رغم وجود تطور ايحابى فى مجال الصحافة، إلا أن هناك المزيد من الخروقات ضد الصحافة والصحفيين، موضحا أن العوامل الإيجابية فى حالة الحريات بالوطن العربى تتفوق على عوامل التردى.
وأشار الأمين العام إلى أن التأمين الاقتصادى للصحفيين، مازال يحتاج إلى دعم، فلا يستقيم العمل الصحفى دون توفير حياة كريمة للصحفيين، ولايمكن ممارسة مقومات الحرية الكاملة دون توفير دخل محترم لها، موضحا أن الاتحاد يحاول أن يبحث تأمين الصحفيين ماليا واقتصاديا فى جميع أنواع الصحف فى مختلف أرجاء الوطن العربى.
فيما قال عبد الوهاب الزغيلات، رئيس اللجنة الدائمة للحريات، إن ثورات الربيع االعربى تحولت إلى رياح خماسينية، قائلا: أنا غير متفاءل للوضع فى الحريات فى بعض دول الوطن العربى، وهناك شقين الأول هناك عمليات حبس واعتقال وخطف واعتداء تقع على الصحفيين، والشق الثانى يتعلق بالوضع القانونى.
وأضاف: "أصبحنا لا نعرف من يقتل الصحفى ومن يسجنه أو يعتقله، ولهذا التقرير أصبح عنوانه لا للإفلات من العقاب، مثال سوريا هناك 130 تنظيما سياسيا وهناك زملاء مجهول هوية قاتليهم، وكذلك العراق، منذ دخول الولايات المتحدة العراق لم يعرف من قتل صحفى واحد، وهذا يشكل خطورة كبيرة، وهذا وضع لا يطاق.
وأكد أن كل هذه المعوقات تواجه الجميع، حتى فى مصر الوضع الصحفى، ليس على ما يرام، موضحا أن الوضع الإعلامى فى الدول التى شهدت ثورات الربيع العربى يواجه اضطهاد حقيقى، أما الدول المستقرة سياسيا وعسكريا فإننا نواجه مشكلة فى التشريعات.
وشدد الزغيلات على أن التأمين الاقتصادى للصحفى والإعلامى يعد من أهم المحاور التى يجب التركيز عليها فى بحوث ودراسات، ومطالب توسيع هوامش حرية الصحافة والإعلام حاليا ومستقبلا، مشيرا إلى أن التقرير أنتهى بشقيه الكمى والكيفى إلى أن الحريات الصحفية فى العالم العربى قد شهدت مناخا مواتيا ومزيدا من توسيع هوامش ممارستها فى كثير من الدول العربية، موضحا أن 68% من القيادات النقابية الصحفية فى معظم الدول أكدوا أن الصحفيين يستطيعون ممارسة مهنتهم بحرية وبدون قيود.
وأضاف رئيس اللجنة الدائمة للحريات باتحاد الصحفيين العرب، إلى أن الاتحاد يقف عاجزا أمام ما يتعرض له الصحفيين فى عدد من المناطق الساخنة فى العالم العربى مثل سوريا وليبيا، مشيرا إلى أن هاتين البلدين لا يوجد بهما مؤسسات يمكن مخاطبتها، حيث تقوم الجماعات الإرهابية بالقتل والخطف.
وفى نفس السياق قال الدكتور محرز غالى، أحد المشاركين فى إعداد التقارير الخاصة بحالة الإعلام فى الوطن العربى، "إن اللجنة وضعت عدد من المؤشرات لقياس حالة الحريات فى العالم العربى"، مؤكدا أن الإعلام حصل على مزيد من الحريات فى الشارع العربى، مشددا على أن الأوضاع السياسية جاءت بظلالها على حال الصحافة العربية.
واستعرض الاتحاد تقرير لنقابة الصحفيين المصريين حمل عنوان "الحرية فى بئر الاستقطاب، نصوص داعمة وممارسات قمعية"، ورصد التقرير عدد من الإيجابيات ومنها مشاركة لجنة نقابية من الصحفيين، فى صياغة باب الحقوق والحريات، والتى جرى رفعها للجنة الخمسين، والتى أعدت الدستور، مشيرا إلى أنه تم الموافقة على كل المواد ومنها المواد 50 و51 و68 و71 و76.
واستعرض التقرير السلبيات التى شهدها عام 2013، مشيرة إلى أنه فى ظل حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، رفض مجلس الشورى المحسوب على جماعة الإخوان تغيير نص صغير فى قانون النقابة لرفع استقلالها المادى من خلال نسبة من حصيلة إعلانات الصحف.
وتابع: "فى النصف الأول من العام خرجوا علينا فى إعلام الرئيس المعزول يهاجمون الصحفيين ويكيلون الاتهامات للإعلام، مستخدمين إعلام الدولة من صحف وقنوات تليفزيونية بل الأسوأ من ذلك مستخدمين منابر المساجد".
وأوضح أنه فى النصف الثانى من العام الماضى، شهد انتفاضة الشعب ضد حكم الإخوان فى 30 يونيه 2013، لكن لم تشفع تلك الانتفاضة فى تحسين الحريات الصحفية، وفتحت دعوى محاربة الإرهاب وجماعات الإسلام السياسى، لاستمرار الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين.
ولفت إلى أن تقرير النقابة أوضح تدهور أوضاع الحريات الصحفية نتيجة للاضطرابات السياسية، فجاء خطاب الرئيس المعزول فى 26 يونيه 2013 والذى أعلن فيه أن عام من الحريات الصحفية والإعلامية يكفى.
وأضاف بعد تصاعد المطالبات بفض اعتصامى رابعة والنهضة بدأت موجات العنف تتزايد من كل الأطراف، لتحدث مواجهات أثناء فض الاعتصامين، أسفرت عن مقتل محتجين من الجيش والشرطة، وكذلك صحفيين وصل عددهم إلى 8 شهداء، لتحتل مصر المركز الثالث عالميا فى عدد قتلى الصحفيين بعد سوريا والعراق حسب تقارير المنظمات الدولية العاملة فى مجال حماية الصحفيين، وذلك بعد استشهاد 7صحفيين فى أقل من شهرين من 27 يونيو حتى 20 أغسطس 2013، ليصل الرقم بعد استشهاد ميادة أشرف إلى 10 صحفيين منذ ثورة 25 يناير 2011، بالإضافة إلى احتجاز عدد كبير من الصحفيين والمصوريين وإطلاق سراحهم، فضلا عن محاكمة آخرين امام القضاء فى تهم لا تتعلق بالمهنة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد اتحاد الصحفيين العرب، أن جوانب التطور الإيجابى فى حالة الصحافة والصحفيين ووسائل الإعلام، فى الوطن العربى، إذا تم استثناء بعض المجتمعات العربية، التى شهدت الكثير من التجاوزرات بحق الصحفيين وصلت لحد التصفية الجسدية، تفوق مظاهر القصور والتردى ومحاولات التقييد التى تمارسها السلطة وغيرها من القوى فى المجتمع.
وكشف الاتحاد، فى تقريره السنوى عن حالة الحريات للصحافة والصحفيين فى الوطن العربى، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الاتحاد اليوم، للإعلان عن تقرير الجنة الدائمة للحريات، تحت عنوان"لا للإفلات من العقاب فى الجرائم ضد الصحفيين والصحافة"، أن العالم العربى شهد خلال العام الماضى حالة من الزخم، والمد الواضح فى حالة الحريات العامة، والحريات الصحفية والإعلامية على وجه الخصوص، كنتاج للحراك السياسى والمد الثورى والإصلاحى التى تشهدها كثير من المجتمعات العربية.
وقال حاتم زكريا أمين عام اتحاد الصحفيين العرب، إنه تم بذل جهد كبير للخروج بهذا التقرير، واجتماعات استمرت لمدة 6 أشهر لرصد حالة الحريات فى جميع أنحاء الوطن العربى، مضيفا أنه رغم وجود تطور ايحابى فى مجال الصحافة، إلا أن هناك المزيد من الخروقات ضد الصحافة والصحفيين، موضحا أن العوامل الإيجابية فى حالة الحريات بالوطن العربى تتفوق على عوامل التردى.
وأشار الأمين العام إلى أن التأمين الاقتصادى للصحفيين، مازال يحتاج إلى دعم، فلا يستقيم العمل الصحفى دون توفير حياة كريمة للصحفيين، ولايمكن ممارسة مقومات الحرية الكاملة دون توفير دخل محترم لها، موضحا أن الاتحاد يحاول أن يبحث تأمين الصحفيين ماليا واقتصاديا فى جميع أنواع الصحف فى مختلف أرجاء الوطن العربى.
فيما قال عبد الوهاب الزغيلات، رئيس اللجنة الدائمة للحريات، إن ثورات الربيع االعربى تحولت إلى رياح خماسينية، قائلا: أنا غير متفاءل للوضع فى الحريات فى بعض دول الوطن العربى، وهناك شقين الأول هناك عمليات حبس واعتقال وخطف واعتداء تقع على الصحفيين، والشق الثانى يتعلق بالوضع القانونى.
وأضاف: "أصبحنا لا نعرف من يقتل الصحفى ومن يسجنه أو يعتقله، ولهذا التقرير أصبح عنوانه لا للإفلات من العقاب، مثال سوريا هناك 130 تنظيما سياسيا وهناك زملاء مجهول هوية قاتليهم، وكذلك العراق، منذ دخول الولايات المتحدة العراق لم يعرف من قتل صحفى واحد، وهذا يشكل خطورة كبيرة، وهذا وضع لا يطاق.
وأكد أن كل هذه المعوقات تواجه الجميع، حتى فى مصر الوضع الصحفى، ليس على ما يرام، موضحا أن الوضع الإعلامى فى الدول التى شهدت ثورات الربيع العربى يواجه اضطهاد حقيقى، أما الدول المستقرة سياسيا وعسكريا فإننا نواجه مشكلة فى التشريعات.
وشدد الزغيلات على أن التأمين الاقتصادى للصحفى والإعلامى يعد من أهم المحاور التى يجب التركيز عليها فى بحوث ودراسات، ومطالب توسيع هوامش حرية الصحافة والإعلام حاليا ومستقبلا، مشيرا إلى أن التقرير أنتهى بشقيه الكمى والكيفى إلى أن الحريات الصحفية فى العالم العربى قد شهدت مناخا مواتيا ومزيدا من توسيع هوامش ممارستها فى كثير من الدول العربية، موضحا أن 68% من القيادات النقابية الصحفية فى معظم الدول أكدوا أن الصحفيين يستطيعون ممارسة مهنتهم بحرية وبدون قيود.
وأضاف رئيس اللجنة الدائمة للحريات باتحاد الصحفيين العرب، إلى أن الاتحاد يقف عاجزا أمام ما يتعرض له الصحفيين فى عدد من المناطق الساخنة فى العالم العربى مثل سوريا وليبيا، مشيرا إلى أن هاتين البلدين لا يوجد بهما مؤسسات يمكن مخاطبتها، حيث تقوم الجماعات الإرهابية بالقتل والخطف.
وفى نفس السياق قال الدكتور محرز غالى، أحد المشاركين فى إعداد التقارير الخاصة بحالة الإعلام فى الوطن العربى، "إن اللجنة وضعت عدد من المؤشرات لقياس حالة الحريات فى العالم العربى"، مؤكدا أن الإعلام حصل على مزيد من الحريات فى الشارع العربى، مشددا على أن الأوضاع السياسية جاءت بظلالها على حال الصحافة العربية.
واستعرض الاتحاد تقرير لنقابة الصحفيين المصريين حمل عنوان "الحرية فى بئر الاستقطاب، نصوص داعمة وممارسات قمعية"، ورصد التقرير عدد من الإيجابيات ومنها مشاركة لجنة نقابية من الصحفيين، فى صياغة باب الحقوق والحريات، والتى جرى رفعها للجنة الخمسين، والتى أعدت الدستور، مشيرا إلى أنه تم الموافقة على كل المواد ومنها المواد 50 و51 و68 و71 و76.
واستعرض التقرير السلبيات التى شهدها عام 2013، مشيرة إلى أنه فى ظل حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، رفض مجلس الشورى المحسوب على جماعة الإخوان تغيير نص صغير فى قانون النقابة لرفع استقلالها المادى من خلال نسبة من حصيلة إعلانات الصحف.
وتابع: "فى النصف الأول من العام خرجوا علينا فى إعلام الرئيس المعزول يهاجمون الصحفيين ويكيلون الاتهامات للإعلام، مستخدمين إعلام الدولة من صحف وقنوات تليفزيونية بل الأسوأ من ذلك مستخدمين منابر المساجد".
وأوضح أنه فى النصف الثانى من العام الماضى، شهد انتفاضة الشعب ضد حكم الإخوان فى 30 يونيه 2013، لكن لم تشفع تلك الانتفاضة فى تحسين الحريات الصحفية، وفتحت دعوى محاربة الإرهاب وجماعات الإسلام السياسى، لاستمرار الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين.
ولفت إلى أن تقرير النقابة أوضح تدهور أوضاع الحريات الصحفية نتيجة للاضطرابات السياسية، فجاء خطاب الرئيس المعزول فى 26 يونيه 2013 والذى أعلن فيه أن عام من الحريات الصحفية والإعلامية يكفى.
وأضاف بعد تصاعد المطالبات بفض اعتصامى رابعة والنهضة بدأت موجات العنف تتزايد من كل الأطراف، لتحدث مواجهات أثناء فض الاعتصامين، أسفرت عن مقتل محتجين من الجيش والشرطة، وكذلك صحفيين وصل عددهم إلى 8 شهداء، لتحتل مصر المركز الثالث عالميا فى عدد قتلى الصحفيين بعد سوريا والعراق حسب تقارير المنظمات الدولية العاملة فى مجال حماية الصحفيين، وذلك بعد استشهاد 7صحفيين فى أقل من شهرين من 27 يونيو حتى 20 أغسطس 2013، ليصل الرقم بعد استشهاد ميادة أشرف إلى 10 صحفيين منذ ثورة 25 يناير 2011، بالإضافة إلى احتجاز عدد كبير من الصحفيين والمصوريين وإطلاق سراحهم، فضلا عن محاكمة آخرين امام القضاء فى تهم لا تتعلق بالمهنة.
مشاركة