كوفى عنان فى حوار مع الجارديان: السوريون يدفعون أرواحهم ثمنا للحروب التى تشنها القوى الإقليمية.. تقاعس المجتمع الدولى عن التدخل فى الأمور الطارئة يعصف بأى فرصة للبحث عن السلام

قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفى عنان" فى حوار مع صحيفة الجارديان البريطانية، إن العالم خيب آمال الشعب السورى المنكوب، ليتركهم ضحايا لحرب تحصد الآلاف من أرواحهم، فى حين أن الدول المجاورة تشن حروبا بالوكالة داخل سوريا بدلا من محاولة إنهاء الأزمة.

وقال عنان "إذا ألقينا نظرة سريعة على المجتمع الدولى سنجد أزمات تدور فى سوريا وأفريقيا الوسطى، أوكرانيا ونيجريا، لهذا سنجد أن المجتمع الدولى غير قادر على التعامل مع أكثر من أمر طارئ، كما أن فكرة التدخل العسكرى تبدو غير مرحب بها".

وأشارت الصحيفة إلى أن عنان استقال من قبل من مهمته كمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا فى أغسطس 2012، واصفا مهمته بالمهمة المستحيلة لأن الموقف الدولى غير موحد تجاه الأزمة، ولانتشار الأسلحة داخل سوريا، وقال عنان "إن عدم تعاون دول المنطقة مثل إيران وتركيا مع مجلس الأمن، وحرب الوكالة التى تخوضها كل من "طهران" و"الرياض" داخل سوريا، تعصف بأى فرصة لإيجاد السلام.

وأضاف عنان بأن الأمم المتحدة تستطيع أن تصبح بالقوة التى يريد المجتمع الدولى أن تصبح بها، لكنه أردف قائلا "على المجتمع الدولى توفير الموارد اللازمة لكى يتحقق هذا الأمر، فى الماضى تعودنا الشكوى ضد حروب الوكالة التى تشنها كل من الولايات المتحدة وروسيا، اليوم تحول الأمر إلى حروب وكالة تشنها بعض القوى الإقليمية، وهناك دول لا تخش القوى العظمى كخوفها من القوى الإقليمية التى تجاورها، والتى تستطيع أن تلعب بدور مدمر إذا أرادت ذلك".

وأكد عنان أن التدخل العسكرى ليس حلا لكل أزمة، لكنه يرى أن الدول أصبحت غير متحمسة لإرسال جنودها إذا تطلب الأمر ذلك، وقال "فى وضع مثل سوريا لن تجد دولة تبدى رغبتها فى التدخل العسكرى، فالشعوب حاليا- مثل الشعب الأمريكى- أصبح يخشى المغامرات العسكرية، لهذا التدخل أصبح يفتقد وجود الحل العسكرى، والمعضلة هى أن المحاولات الدبلوماسية والسياسية فى سوريا ذهبت أدراج الرياح بسبب الانقسام فى صعيد الدولة والمنطقة ومجلس الأمن حول الأزمة"، مضيفا "لقد خيبنا آمال الشعب السورى، فهم يدفعون أرواحهم ثمنا للأزمة، بينما تتبادل الأطراف الأخرى الاتهامات".

وقال عنان إن الأزمات التى تواجه المجتمع الدولى حاليا تذكره بتلك التى اندلعت فى منتصف التسعينيات من القرن المنصرم، عندما اشتد وطيس الحروب الأهلية فى كل من الصومال ورواندا ويوغسلافيا آنذاك.