فى عام 2011 اقترح الطبيب الباكستانى «شاكيل أفريدى» على الاستخبارات المركزية الأمريكية برنامجًا للقبض على زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وتضمن البرنامج تنظيم حملة تمويهية لتطعيم الأطفال فى قرية «آبوت أباد» الباكستانية، ضد مرض التهاب الكبد الوبائى، وأثناء إعطاء الأطفال التطعيم كان الأطباء يحصلون على عينات DNA منهم، لمطابقتها مع عينات DNA أخوات بن لادن اللاتى قتلن فى أحداث بوسطن مسبقاً، وبالتالى إذا ما ثبت تطابق الحمض الجينى للأطفال وأخوات بن لادن، إذا فمن المؤكد أن الإرهابى المطلوب للعدالة موجود فى القرية مع أبنائه، وهذا ما حدث بالفعل وتم قتله فى 2011 على يد البحرية الأمريكية.

من هذه الواقعة بدأ الإعلان عن استخدام المخابرات الأمريكية لحملات التلقيح لأغراض التجسس، خاصة فى أفغانستان وباكستان، إلى أن تنبهت حركة «طالبان» إلى ما وراء هذه الحملات من أهداف، ومنذ عام ونصف العام كثفت مجموعات مسلحة الهجمات على حملات التلقيح والتطعيم مما أدى إلى تفشى موجة خطيرة من حالات شلل الأطفال، كما نتج من هذه الهجمات قرابة الـ56 قتيلا ديسمبر 2012، مما أثر من جهة أخرى على حملات التطعيم الشرعية التى ظلت هى الأخرى مستهدفة.

وأنهت الولايات المتحدة الأسبوع الماضى الجدل حول هذا النوع من التجسس، بعدما تعهدت بعدم اللجوء إلى حملات التلقيح لأغراض تتعلق بالتجسس، بحسب ما أعلن البيت الأبيض، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى «كايتلن هايدن»: إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سى آى إيه» جون برينان قرر فى أغسطس 2013 «ألا تستعمل السى آى برامج التلقيح لأغراض للتجسس».
وأضافت أن الوكالة لن تسعى بالإضافة إلى ذلك إلى الحصول أو إلى استغلال الحمض النووى الريبى أو أى عناصر وراثية أخرى تم الحصول عليها من خلال هذه البرامج، مشيرة إلى أن «هذه السياسة تطبق فى العالم بأسره على الأمريكيين وعلى غير الأمريكيين».