ناصر عراق

هل مبارك وابناه مجرد لصوص ؟

الجمعة، 23 مايو 2014 05:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحكم الذى ناله الرئيس الأسبق وابنيه (السجن المشدد ثلاث سنوات لمبارك وأربع سنوات لعلاء وجمال، وتغريمهم 125 مليون جنيه، وإلزامهم برد 21 مليون جنيه)، أقول هذا الحكم يكشف حجم الخديعة التى حاول أنصاره أن يبيعوها لنا نحن المصريين، بعد سقوط الرجل وطرده من عرين الرئاسة، وهى أن مبارك بطل قومى، وأنه كان يخدم البلد كما تزعم جماعات (آسفين يا ريس أو أبناء مبارك)، لكن قبل أن نواصل الحديث تعال طالع معى ما قاله القاضى فى حيثيات الحكم، كما نشرت بالأهرام أمس الخميس 22 مايو 2014 صفحة 22.
قال المستشار أسامة شاهين، إن هيئة المحكمة (عايشت أحداث القضية بكل جوارحها، وألمت بوقائعها، ورأت أن الأفعال التى أتاها مبارك والذى مَنّ الله عليه بحكم مصر، وأقسم على احترام الدستور والقانون، وبات نائبًا عن شعبه فى إدارة شؤونه وقائمًا على أمواله، فكان لزامًا عليه كبح جماح نفسه وأولاده وغيرهم عن المال العام، لا يستبيح منه شيئا إلا بحقه، وكان عليه أيضا أن يعدل بالمساواة بين أبعد الناس وأقربهم فى قضاء الحقوق. وهذه ليست بدعة أو تكليفاً بما لا طاقة له به، فلنا فى السلف الصالح قدوة، فقد سوى عمر بن الخطاب بين أبنائه وسائر المسلمين، فبلغ بذلك ما بلغ. وقد اتفق الفقهاء والعلماء على أن مالك المال العام هو الشعب، لا يختص به أحد دون أحد، بيد أن المتهم الأول مبارك، وبدلا من الالتزام بأحكام الدستور والقانون، أطلق لنفسه ولنجليه العنان فى المال العام، يغترفون منه ما شاءوا دون رقيب ودون اعتبار، وحق عليهم العقاب، إنزالا لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون إنما أموالكم وأولادكم فتنة وإن الله عنده أجر عظيم»).
انتهى الاقتباس من كلام القاضى الجليل، لكن السؤال، هل هذه هى جريمة مبارك الوحيدة؟ وهل سرقة المال العام أسوأ من تدمير بلد بأسره؟ وهل سماحه لجماعات التشدد الدينى والتخلف الحضارى بالتمدد والتوغل فى شرايين المجتمع حتى أتلفوها، لا تعد من جرائمه الكبرى؟ وهل لا يتحمل مبارك المسؤولية الأولى عن قتل المتظاهرين فى ثورة يناير 2011، بوصفه كان صاحب أعلى سلطة فى البلد فى ذلك الوقت، وبالتالى يستطيع أن يتخذ من القرارات ما يوقف نزيف الدم فى الميادين؟
إن جرائم مبارك فى حق هذا الوطن لا تعد ولا تحصى، والذين يدافعون عنه الآن، ويطلبون له الرحمة بحكم أنه بلغ من العمر أرذله، عليهم أن يعودوا إلى المحكمة، ويقرأوا الحكم ضده جيداً، لأن العقاب فى هذه الحالة هو رحمة بالشعب الذى سرقوه ونهبوه ودمروا حياته، (أفتح هذا القوس لأذكرك بالضجيج الذى صاحب ذكرى يوم ميلاده الفائت، حيث حيا عشاقه من نافذة المستشفى، وزاره نجوم سينما، وامتدحوه بفجاجة، وهم لا يعلمون أنهم يمتدحون لصاً كبيراً).
للأسف الشديد لقد دخل مبارك التاريخ من باب اللصوصية، وهو عار لم يلطخ سمعة أى حاكم مصرى من قبل، وكلى أمل أن يتعظ رئيسنا القادم – أياً كان اسمه – من هذا الحكم، ويعلم أن الحفاظ على أموال الشعب من أهم واجباته، عسى أن يشعر المصريون أن أموالهم لا تنفق إلا فى خدمتهم وتوفير حياة لائقة لهم، فالحياة متعة تستحق أن تعاش، بدلا من العذابات والكوارث والمآسى التى تطاردنا فى الليل والنهار!





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد حمدى

شكرا للكاتب على هذا المقال القيم

عدد الردود 0

بواسطة:

حمزه ابو حمزه

** ( قطعت جهيزه قول كل خطيب ) **

عدد الردود 0

بواسطة:

No body could do better than Mr . Moubarak

No body could do better than Mr . Moubarak

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اولا كل الاحترام والتقدير لهذا القاضى العادل الشجاع الذى لا يهاب فى الحق اى سلطه او مافيا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ثانيا فساد مبارك وجرائمه ليس لها حصر ومازالت معظمها داخل الصناديق السوداء لحماية المافيا

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

مبارك واولاده نهبوا البلد وما فيش كلام تاني

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدى عبد العزيز

شكر للكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

ايوب السيد عبدالرحيم

يسلم فمك انت والقاضى المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد

مش حرامى

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف

خطبة جوفاء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة