صبرة القاسمى

"داعشم"

الجمعة، 23 مايو 2014 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انطلق صوته خارجًا من الفضاء الإلكترونى بخلفية ثابتة ينتصفها "العقاب" و"ذو الفقار" وكتابة عربية لما ينطق به: "نعلن ضم مصر إلى الدولة الإسلامية، لتكون إمارة تابعة لنا، وخطوة مباركة فى طريق الخلافة الراشدة، ولتكون دولتنا، الدولة الإسلامية فى العراق والشام ومصر داعشم، وننادى المسلمين بالتنصل من الطاغوت والانضمام إلى جند الدولة، ونحذر الأسر المصرية من ترك أبنائها فى الجيش المصرى، فحكمه عندنا حكم المرتد الكافر المحارب، فاسحبوا أبناءكم".

بيان يتوق إبراهيم عواد البدرى "أبو بكر البغدادى" زعيم "داعش"، أن يلقيه فى القريب العاجل أو البعيد المتأخر.. لا يهم.. ما يهم أن تصبح مصر "ميما" ضمت إلى "داعش".. خطوات فعلية اتُخذت لتكون طريقا لهذا البيان، أهمها الاجتياح الفكرى، وهى خطوة تعداها "داعش" إلى خطوات أخرى.

الأفكار تسبق البشر، والجدليات تتقدم الآليات، انتشر "داعش" وبقوة فى مصر، عبر فكره وخطابه وتبناه فى مصر صنفان، الأول قيادات جهادية رفضت فكر القاعدة، بعد أن اختلط بالجهاد المصرى عبر زعيمها الحالى، الدكتور أيمن الظواهرى، والثانى وهو الأخطر، شباب حدث السن أعجبهم الخطاب الجهادى لـ"داعش"، باعتماده على مقولات السلفية الجهادية، وتخطيها، ليكون الخطاب الأحد والأعنف ضمن خطاب الجهاديين.

انتقادات سابقة وجهت لـ"القاعدة" من منظرى الجهاد أهمها وثيقة ترشيد الجهاد لـ"سيد إمام"، المعروف إعلاميا بـ"الدكتور فضل"، شوائب لطخت صفحتها البيضاء، ما تحاشاه "داعش" فى منهجه، وفى مخاطبته وعدم مهادنته أحد حتى "الإسلاميين" المخالفين.. ما جعله قبلة لأصحاب الفكر الجهادى.

"داعش" فى مصر.. حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها.. له نصيب الأسد فى الاستحواذ على اهتمام "الشباب".. أفلامها.. عبر اليوتيوب والمواقع الجهادية والتواصل الاجتماعى الأعلى مشاهدة.. وقناة زعيمها على اليوتيوب أكثر متابعة من "باسم يوسف".. تسجيلات لعمليات قتالية.. تدريبات.. دروس فقهية.. "داعش" جنة الجهاد فى الأرض.. مجاهدون "مهاجرون " تركوا بلادهم وأدركوا "الهجرة" لينضموا له.. و"أنصار" من أهل البلاد.. ساندوا إخوانهم.. استحضار جيد لمصطلحات نبوية يحرص "البغدادى" أن يزيد بها بياض صفحته الجهادية.. ليجذب بها "مهاجرين" أكثر.

عقب ثورة 30 يونيو.. أخرج "داعش" شرعى – لقب من يعملون فى القضاء والفقه فى داعش- مصرى.. فى فيديو يزيد وقته عن الساعة والنصف.. يتحدث عن الوضع فى مصر.. وأن أعينهم هناك.. رسالة فهمها الكثير أنها محاولة الوجود فى مصر.. والحقيقة أنهم هنا.. بيننا.. فى فضائنا الإلكترونى.. فى عقول شبابنا.. وفى أحلامهم.

الفكر لا يحارب إلا بالفكر.. والعقيدة أشد قوة وتمسكا من الأفكار.. ولا تحارب إلا بالعقيدة.. "الأزهر" و"الأوقاف" المؤسسة الرسمية.. دورهما الإلكترونى غائب.. أقل عدد الصفحات على التواصل الاجتماعى متابعة صفحاتهما.. لا يشعر الناس بوجودهما.. عكس "داعش" الذى يقفز فى وجهك كلما فتحت "الفيس" أو "تويتر" أو يوتيوب، معارك ضارية يخوضها وزير الأوقاف لمنع شيوخ سلفيين اشتهروا باعتدالهم من اعتلاء المنبر.. والأجدر به.. توظيفهم.. لصالح الوطن والبلاد لأنهم يمتلكون لغة شبيهة.. ولا يفل الحديد إلا الحديد.

الحمل ثقيل.. نلقيه على "الأزهر" و"الأوقاف" ولكنه دورهما.. المؤسسة الدينية الأعرق فى العالم.. يجب أن تكون قبلتها "الشباب".. الحرب الفكرية.. يجب أن يكون فى مقدمتها "الأزهر" وفى مؤخرتها "الأوقاف".. وفى الميمنة الإسلاميون والسلفيون المعتدلون.. وفى الميسرة المجتمع.

نعود لـ"داعش".. الذى كاد أن ينهى المرحلة الثانية من وجوده فى مصر، ليدخل إلمرحلة الثالثة التى تسبق ضم الميم إلى الشين.. وهو حديث له بقية..
* مؤسس الجبهة الوسطية - جهادى سابق.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

hany

"داعشم"

عدد الردود 0

بواسطة:

امال

ربنا يستر

عدد الردود 0

بواسطة:

ميار احمد

معضلة كبيرة

اذا صدق هذا التحليل و هذه الرؤية فنحن امام معضلة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة