تباينت آراء الخبراء حول تصريحات المشير عبد الفتاح السيسى حول إمكانية استصلاح 4 ملايين فدان خلال المرحلة المقبلة مضافة إلى الرقعة الزراعية، حيث رأى الخبراء أن استصلاح هذه المساحة يمثل "حلما كبيرا" فى ظل محدودية الموارد المائية لمصر وثبات حصتها من مياه النيل والأزمات القائمة حالياً معهم، خاصة إثيوبيا وقضية "سد النهضة" التى لا نعلم حتى الآن إلى أى مدى ستصل ثم إنه من غير المنطقى أن نتحدث عن التوسع فى الرقعة الزراعية باستصلاح، بينما نهدر أراضى الدلتا بالبناء عليها، بل نستمر حتى الآن فى هذا الإهدار رغم أن قيمة الفدان وجدواه فى الدلتا تماثل 5 أضعاف الفدان الصحراوى.
وشدد الخبراء لـ"اليوم السابع"، ضرورة التوسع فى إنتاج الوقود ومنافسة قطاعات الصناعة والتوسع العمرانى للقطاع الزراعى، بالإضافة إلى الزيادة السكانية التى تتطلب مضاعفة إنتاج الغذاء، لذلك لابد من استبعاد الأراضى الزراعية فى الدلتا" من أى توسعات مستقبلية فى السكن أو الصناعة وتوسعة المساحة التى نتكدس عليها من خلال الامتدادات الصحراوية فى المحافظات.
وأوضح مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية والرى أن إضافة 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية فى مصر أمر يعد مستحيلا الوصول إليه فى هذا الوقت، خاصة أن نصيب الفرد من المياه وصل إلى تحت خط الفقر المائى بعد تراجعه لأول مرة ليصبح 625 متراً مكعباً سنوياً، بعد أن كان 650 متراً فى السابق، بسبب الزيادة السكانية وثبات حصة مصر من مياه النيل عند 55.5 مليار متر، موضحاً أن التقارير الدولية تحدد الفقر المائى بـ1000 متر مكعب، ما يعنى أن المواطن المصرى تحت خط الفقر المائى بـ375 متراً مكعباً.
فى حين أكد مصدر آخر أنه يمكن تنفيذ البرنامج وتوفير المياه، من خلال تطوير نظم الرى والتحول من الرى المطور إلى الرى المطور بالرش، والتنقيط بالمناطق الصحراوية، وزيادة الإنتاجية الزراعية للفدان والحفاظ على البيئية مع إنشاء أحواض داخل الأراضى كخزانات لضمان ضخ تيار مائى مستمر لشبكة الرى المطور.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والرى إنه دون المياه لا توجد رؤية مستقبلية للتنمية، مشيراً إلى البدء فى تنفيذ قواعد صارمة لوقف الرى بالغمر فى الأراضى الصحراوية ومنع استنزاف الخزان الجوفى، مع إغلاق الآبار المخالفة، مؤكداً أنه توجد لجنة حكومية مشتركة تضم وزارات الرى والزراعة والإسكان تتولى حالياً تحديد المساحات التى تم البناء عليها لإعادة منظومة توزيع مياه الرى فى محافظات الدلتا.
وحذر وزير الرى من استمرار إهدار مياه الرى بالزراعة بنظام الغمر فى الأراضى الصحراوية مما يسبب ضياع كميات كبيرة من مياه الري، فضلا عن عدم وصول المياه إلى نهايات الترع الفرعية، مشيراً إلى أن هناك متابعة يومية لكل المحطات مع عمل الصيانة الدورية اللازمة لها خاصة للمناطق التى تعانى من مشكلات فى الرى القيام بإحلال وتجديد جميع محطات الرى القديمة والحرجة على مستوى محافظات الدلتا والوادى وتركيب وحدات طوارئ لتعويض أى نقص فى الإمدادات المائية.
وأوضح وزير الرى أنه يوجد خزان جوفى جديد بالوادى الجديد، يتم حاليًا استكشاف مدى استدامته لأكثر من 100 عام قادمة على أساس استخدام طرق الرى الحديثة، وتكفى لرى الأراضى الزراعية التى سوف يتم استصلاحها، فضلًا عن تغطية الاحتياجات التنموية الأخرى، وذلك وفقًا لمؤشرات دراسات الخزان الجوفى التى يقوم بها معهد بحوث المياه الجوفية التابع للوزارة.
وأكد عبد المطلب أن الوزارة انتهت من وضع خريطة متكاملة لتنمية الموارد المائية بالوادى الجديد وعمل مسح شامل لهذه المناطق، مشيراً إلى أن قطاع مياه الجوفية بالوزارة انتهى من وضع الضوابط اللازمة فى استخراج تصاريح الآبار الجوفية لضمان عدم استنزاف خزان الوادى الجديد وانخفاض مستوى المياه لضمان الاستدامة للمشروعات الزراعية الحالية وزيادة عمر الآبار الافتراضى التى يمكن أن يصل إلى أكثر من 100 عام.
وأضاف أن الوزارة تقوم بتنفيذ برنامج قومى لإحلال وتجديد جميع الآبار الجوفية، التى لم يتم تغييرها منذ 1968 واستبدالها بآبار ومعدات حديثة ومتطورة لضمان توفير جميع احتياجات المحافظة من مياه الشرب والزراعة.
وكان المشير كشف أن الفدان الذى يتحدث عنه ينتج ما يعادل 8 أفدنة من الفدان العادى ويعمل به ما بين 6 و7 أشخاص إلى جانب أنه لا يحتاج إلى نفس حجم المياه التى يحتاجها الفدان العادى، مشيرا إلى أن مصر ستسعى لاستصلاح مليون فدان خلال عام من انتخابه، موضحاً أزمة تعطيل هذا المشروع الذى كان فى أدراج البحوث الزراعية إلى ارتفاع تكلفة الفدان، لكن الدولة ستعمل على إجادة، وذلك لارتفاع قيمة عوائده، موضحا أن مصر ستستخدم هذا الفدان فى زراعة الفاكهة والخضراوات لاستغلال منطقة الدلتا فى زراعة القمح والأرز.
تباين الآراء حول اقتراح "السيسى" زراعة 4 ملايين فدان جديدة.. خبراء: الاستصلاح "حلم كبير" بسبب محدودية مواردنا المائية وثبات حصتنا من النيل.. ومصدر مسئول: نصيب الفرد من المياه وصل إلى تحت خط الفقر
الجمعة، 23 مايو 2014 12:14 ص