الأوهام تعمى الإنسان عن الحقيقة.. أطباء: القلق والخوف والتوتر والمجتمع المريض يخدعونك بالإصابة بالأمراض النفسية.. وينصحون: استمتع بحياتك ولا تتوقف عند الحالات المؤقتة

الجمعة، 23 مايو 2014 10:09 ص
الأوهام تعمى الإنسان عن الحقيقة.. أطباء: القلق والخوف والتوتر  والمجتمع المريض يخدعونك بالإصابة بالأمراض النفسية.. وينصحون: استمتع بحياتك ولا تتوقف عند الحالات المؤقتة صورة أرشيفية
كتبت مروة محمود إلياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحياة لا تلبث أن تتغير كل فترة، ولا شك أن المرض والوهم يسرى وسط الجماعة بشكل سريع وينمو ويكبر دون القدرة على إيقافه بسهولة، والكثير يعيشون فى الحياة موهومين، ومخدوعين فى أنفسهم، ومقتنعين بإصابتهم بأمراض معينة لا رائحة لها ولا وجود لها، وهذا هو النتاج الحقيقى لعدم إدراك الشخص لكينونته وحقيقته وقدره.

التحدث عن تخيلات وأوهام العقل يطول ومن جانبه يوضح الدكتور محمود زياد أخصائى النفسية والعصبية ما هو تفسير إصابة الإنسان ببعض الأمراض النفسية والأوهام النفسية التى لا وجود لها، ويقتنع تمام الاقتناع بوجودها وبإصابته بها وبضررها البالغ عليه، مشيرا إلى أن الإنسان كتلة من التفكير لا يمكن أن يصل عقله عن حياته، فهو شخص يفكر طوال الوقت، فى كينونته، سبب وجوده ماهيته، طبيعة شخصيته، عيوبه، مميزاته، وقواه ونقاط ضعفه، ويرها من الأفكار الكثير، بعض الأشخاص ورغم تفكيرهم الدائم فى ذواتهم لا يستطيعون التبصر بداخلهم، والتعرف على طبيعة شخصياتهم، ويعيشون ويموتون وهم يجهلون طبيعتهم وشخصياتهم.

يظن بعض الأشخاص أنهم يعانون من اضطرابات نفسية ناتجة عن هذا الصراع الذى ينشأ بداخلهم، نظرا لعدم إدراكهم لمعنى ذواتهم بالشكل الكافى، فيعتقد الشخص منهم أنه يعانى من اضطراب حاد غير طبيعى وغير مفسر، ولطالما لا تفسير له فيرجع السبب لإصابته بمرض نفسى عصبى، وهو اعتقاد خاطئ ومبرر غير السليم، مما يدفع بالفعل للعيش فى حالة خيالية غير حقيقية وهالة يصنعها لنفسه يتقوقع بداخلها، ويعمق بذلك مشكلته الحقيقية ويهرب منها ومن مواجهتها ويزيد من انفصاله وحقيقته وطبيعته، ويختار الطريق الأصعب، ألا وهو أنه يعانى من أزمة نفسية أو اضطراب نفسى حاد وجب له العلاج، وهذا العيش فى الحالة يجعله مقتنعا بالتدريج بهذه الكذبة ويتصرف على أساسها.

وأضاف "هذا هو السبب الرئيسى فى ظهور الكثير من الاضطرابات النفسية الوهمية والداء النفسى غير الحقيقى، فهى كثيرة ومتعبة ولها أنواع مختلفة، كحالات القلق والخوف والتوتر والعصبية الطبيعية والتى يمكن أن تظل فى مستواها الطبيعى الإنسانى والتى لا يخلو شخص منها، ولا يوجد من لا يمر بفترات توتر أو خوف إلخ، مما كان بناؤه العقلى الذاتى والنفسى، فقد يفسد الشخص من حاله لمجرد تكرار شعوره بالتوتر عند التعرض لموقف ما، أو لشعوره بالعصبية فى مواقف شديدة الإثارة، ويخرج بنفسه المشكلة من إطارها الطبيعى المؤقت إلى أزمة كبيرة ضخمة تتضخم يوميا، وقد يشعر بغربة واغتراب، وميل للأذى، وفشل فى كل المجالات، أو قد يعتقد إصابته بالعزلة أو الاكتئاب أو الفوبيا وغيرها".

وفى السياق ذاته أكد الدكتور أحمد سلامة أخصائى النفسية، أن المشكلة تكمن فى تعميق بعض الأطباء غير المؤتمنين على المهنة لهذه الأمر غير الموجودة، والتى لا يكون المريض قد وصل لمرحة من المرض فيها توصف بأنها "حالة مزرية" بالفعل، وتواجد هذا الطبيب باستمرار وسهولة وصول المريض إليه يجعل الأمر يبدو كأزمة حقيقية يعانى منها، ولكن فى الحقيقة يكون علاجه نظرة داخل ذاته والتخلص من شوائبها لأنه لا يحتاج إلى مساعدة وحالته طبيعية ويمر باضطرابات النفس المؤقتة التى يمر بها أى إنسان خلال يومه أكثر من مرة.

وأضاف أخصائى النفسية، أن من يعمق من الأزمة هو عامل المحيط بالمريض، فيحوله لمريض فعلى وحقيقى، بسبب إقناعه فى مجال نفسى عام يحيط به طوال الوقت بأنه يعانى من علة نفسية وداء نفسى، ويجب أن يتخلص منه.

ولابد على الإنسان أن يكون رقيب حاله، يتحملها، ويتحمل تقلباتها، يستمتع بحياته ولا يقف كثيرا عند عثراتها، ولا يتوقف عند مشكلاته وحالاته المؤقتة كثيرا ويقول لنفسه "هذا وضع مؤقت وسوف أتخلص منه بأسرع وقت بلا شك".








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة