تمضى الأيام ويبقى من سيرة البشر حُلو الأثر فمن يرحل لا يعود، ولأجل هذا فى الذكرى تجديد للعهد وإحياء للأثر، وإن باعدت المقادير بين البشر وأمانيهم فالعزاء أن القلوب تنبض بالأمل ومن هنا كان حديثى عن "أمل" شاعر الألم وحارس الحلم المصرى الأمين "عليه" بأشعاره "المُعبرة"طوال عُمره القصير وتجربته الثرية إلى أن فارق الدنيا الفانية فى 21 مايو سنة 1983 عن عمر يُناهز الثالثة والأربعين، تاركا قصائد منقوشة كالوشم فى ضمير مصر التى لا تنسى أبدا قصيدته الأثيرة "لا تصالح" وقد جاهر بعذابات مواطن مصرى لا ينسى جرح كل مصرى وعربى جراء جرائم الدولة العبرية التى التهمت وطنا بأسره هو فلسطين الحبيبة وجاوزت المدى باحتلال سيناء والجولان ولأنها لاعهد لها فلا تصالح معها، ومع ذلك كان التصالح وأثبتت الأيام أن قول أمل دنقل الشاعر المتصل بآلام الأمة العربية متصلا بالواقع حيث لا جدوى من سلام ورقى بينما فلسطين محتلة.. أمل دنقل أسطورة مصرية سطرت تاريخا عبر قصائد خلدته ومن ينسى قصائد البكاء بين يدى زرقاء اليمامة وأوراق الغرفة 8 وهى قصائد الاحتضار على هامش عذابات مرض السرطان الذى جعله لا يبرح فراش المرض إلى أن لقى ربه. وتبقى قصيدة الكعكة الحجرية موضع حيرة لا لشىء سوى أنه كان يتنبأ بزمن قد لا يعيشه وقد فارق لأجدنى فى ذكراه أردد آخر مقاطعها وقد قال:
- دقت الخامسة
وتفرَّقَ ماؤكَ – يا نهرُ – حين بلغت المصب!.. ...
المنازل أضرحة، والزنازن أضرحة، والمدى أضرحة... فارفعوا الأسلحة... ارفعوا الأسلحة!
....فى ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل.. .النهر يراد له أن يتوقف عن الجريان والمصريون فى شتات وقد تحولت المنازل إلى أضرحة حيث لازم الألم الجميع حزنا على حال البلاد والعباد... انتظارا لرحيل العتمة وبلوغ الحصاد.
مصر لن تنسى أمل دنقل الشاعر الصادق مع نفسه المعبر عن أمانيها الذى سطر تاريخاً من الشعر فى عُمر قصير عنوانه محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل الراحل فى 21 مايو سنة 1983.. وسبحان من له الدوام.
أحمد محمود سلام يكتب: فى ذكرى رحيل صاحب رائعة "لا تصالح"
الجمعة، 23 مايو 2014 08:04 م
الشاعر أمل دنقل