أبوبكر الديب يكتب: هل يختار الليبيون طريق سوريا؟

مضى ما يقارب الثلاث سنوات على اندلاع الثورة الليبية، وما زال الأشقاء فى ليبيا يتيهون فى بحر الاقتتال بحثًا عن الاستقرار.. ليبيا التى دفعت ضريبة غالية من الدم لإسقاط نظام القذافى ما زالت تنزف.. ولم تتمكن حتى الآن من إقامة نظام ديمقراطى بديل، ولا من إقامة مؤسسات حكومية قادرة على فرض سيطرة الدولة على الأرض وذلك لانتشار السلاح فى أنحاء ليبيا مع القبائل، ومع القوى الثورية ومع الميليشيات إضافة للتدخلات الدولية فى شئونها.

وتتجه ليبيا وبقوة نحو أزمة حقيقية، وهى أزمة تحتكم أطرافها إلى السلاح، وتتجه أصابع الاتهام حول تفجير العنف بليبيا إلى أمريكا، وإسرائيل، ودول أخرى، وشخصيات محددة تعمل بحسب أجندات خارجية.. وتقف وسط كل هذا الحكومة الليبية عاجزة لا تستطيع الحركة أو المواجهة.. وليبيا الآن على مفترق طرق، إما أن يجمع الحكماء وأهل السياسة الأطراف على حلّ سياسى توافقى لا يقصى أحدًا، وإما أن تكون الكلمة للسلاح والقوة العسكرية، وهذا سيزيد من فرص التدخلات الخارجية، وسيعيق بناء الدولة.

وعلى مصر الدور الأكبر فى حل الأزمة الليبية من خلال إقناع جميع الأطراف بالحوار والتفاوض لأن تداعيات عدم الاستقرار فى ليبيا خطيرة على مصر فضلاً عن آلاف العمال المصريين الذين يعملون فى ليبيا وأصبح الوضع بالنسبة لهم خطير جدًا.
كما أن على الليبيين تغليب لغة العقل، والتوافق على السلاح وعليهم أن يختاروا طريقهم وأن يسألوا أنفسهم هل نحن سائرون إلى النموذج السورى أم إلى النموذج التونسى؟.