"شادى المنيعى".. الشاب الذى عاش "مهربا" ومات "إرهابيا".. عمل مع عصابات سرقة الأعضاء البشرية للأفارقة مع إسرائيل..وتعرف على جهاديين بالسجن حولوا مسار حياته..وكتيبة القصاص قضت على أسطورته بجبال سيناء

الجمعة، 23 مايو 2014 06:58 م
"شادى المنيعى".. الشاب الذى عاش "مهربا" ومات "إرهابيا".. عمل مع عصابات سرقة الأعضاء البشرية للأفارقة مع إسرائيل..وتعرف على جهاديين بالسجن حولوا مسار حياته..وكتيبة القصاص قضت على أسطورته بجبال سيناء الإرهابى شادى المنيعى
كتب أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت أسطورة الشاب "شادى المنيعى"، الذى أرهق أجهزة الأمن التى ظلت تلاحقه لعدة سنوات فى معاقل ودروب جبال سيناء، والذى قام بكل الأفعال التى تساعده للوصول إلى الزعامة وقيادة الجهاديين حوله.

اشترك "المنيعى" بمقتبل حياته فى عمليات تهريب الأفارقة لإسرائيل عبر الأنفاق، وساعد عصابات تقوم بقتل الأفارقة والحصول على أعضائهم البشرية لعلاج الإسرائيليين القابعين داخل مستشفيات "تل آبيب"، وتحولت حياته عقب الزج به بين القضبان، عندما تقابل مع جماعات جهادية وجندوه معهم.

أنشأ "المنيعى" مركز لتدريب الشباب فى بلدته على عمليات القتال والمشاركة فى معارك، وكان يشارك فى كل العمليات الإرهابية مؤسسا عدة حركات بأسماء مختلفة لتشتيت الآمن والحصول على مقابل مالى من القيادات.

نشأة "المنيعى" الباحث عن الزعامة والقيادة بشتى الطرق
ولد « شادى زيد سليمان عواد المنيعى» عام 1988م بقرية المهدية، وهو من عائلة «المنايعة»، وهى فرع من قبيلة السواركة، التى تجمع كل فئات المجتمع السيناوى، حاصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الفارابى فى منطقة الجورة، متزوج ولديه طفلان.

ومن أبرز أصدقاء الجهادى الإرهابى شادى المنيعى رجل يدعى "سليمان حرب المنيعى" المشهور بـ"أبومريم"، والذى قتلته القوات المسلحة أواخر يناير المنصرم، وهو من أقرب الأصدقاء لشادى، وشارك مع والده منظمة التحرير الفلسطينية فى الحرب ضد قوات "الاحتلال الإسرائيلى"، وكان قد تم أسر والده فى السبعينيات من القرن الماضى، إلى أن تم الإفراج عنه عام 1983، ضمن صفقة تبادل الأسرى فى الثمانينيات، وعاد مرة أخرى إلى سيناء وعمل بالزراعة حتى مماته.

وكان قد تم إلقاء القبض عليهما واعتقالهما لمدة عام فى سنة 2007 بتهمة تهريب الأفارقة إلى إسرائيل، وكان شادى بعد الخروج من السجن وانضمامه إلى تنظيم التوحيد والجهاد يمتلك 3 منازل، الأول فى "المهدية" وهو منزل الأسرة الذى تقيم به، والثانى فى "المقاطعة"، أما المنزل الثالث فكان فى "منطقة العجراء" وهو مخصص لاستقبال الشباب القادمين من شمال إفريقيا ومن السودان يتم تدريبهم بمنطقة محيطة بالمنزل على القتال، تمهيدا لإرسالهم للقتال فى سوريا، ويتم تهريبهم عبر الأردن.

الاتجار فى الأعضاء البشرية للأفارقة بالاشتراك مع إسرائيل
كان "المنيعى" يقوم بما هو أخطر من تهريب الأفارقة – حسبما أكد اللواء شريف إسماعيل، وكيل المخابرت العامة السابق، مستشار الأمن القومى فى شمال سيناء فى تصريحات صحفية – حيث كانت هناك عصابات إسرائيلية تقوم باخترق الحدود وتقيم خياما بها مستشفى داخل سيناء، بالتنسيق مع عصابات من البدو، وتقام فى منطقة قرب منفذ العوجة.

وكانت مهمة تلك المستشفى أخذ عينات من الأفارقة الذين يستعدون للتهريب إلى داخل إسرائيل، للتأكد من عدم إصابتهم بأمراض معدية، ويتم تحليل تلك العينات، للتأكد من سلامة الإفريقى، ومدى مواءمة أعضائه البشرية لما هو مطلوب فى مستشفيات إسرائيل لمرضى يحتاجون إلى زرع أعضاء بشرية للعلاج، وفى حالة تطابق المواصفات كان يتم قتل الإفريقى وسرقة أعضائه البشرية، وكان شادى المنيعى يرأس العصابات التى تشرف على ذلك.

تغير حياة المنيعى للفكر الجهادى
ويعد التغير الذى طرأ على حياة "شادى المنيعى" داخل السجن، عقب القبض عليه بتهمة تهريب الأفارقة، ففى السجن احتضنته عناصر السلفية الجهادية، والتى كانت معتقلة على ذمة قضية "تفجيرات دهب ونويبع"، وقاموا بتجنيده فى جماعة "التوحيد والجهاد".

وبدأ المنيعى نشاطه فى تلك الجماعات بعد خروجه من السجن، وكان يستخدم مسجدا بالقرب من طريق الجورة - وادى العمرو فى الاجتماع مع العناصر التكفيرية، وبدأ يروج للفكر التكفيرى، كما أجرى اتصالات وقام بالتنسيق الكامل مع جماعات مماثلة توجد فى منطقة الشيخ زويد، وتحديدا جماعة أبوفيصل، أبوحمدين، وجماعة أبومنير، وهى جماعات تكفيرية تختلف إلى حد ما عن جماعة التوحيد والجهاد التى كان يتبعها شادى.

إنشاء مركز لتدريب الشباب للجهاد مقابل 200 دولار
ولم يكتف الشاب العشرينى من العمر بما سبق، ولكنه فعل المستحيل للوصول للزعامة التى لطالما راودته فى طفولته، حيث إنه أنشأ مركزا على أرض تمتلكها أسرته فى منطقة "المهدية" لاستقطاب العناصر الشابة، و كان يختار شبابا فى مقتبل العمر، أعمارهم بين 18- 16 عاما، وكان يخصص لهم راتبا بقيمة 200 دولار شهريا، ويقوم بتدريبهم على الأعمال القتالية، والرماية من على ظهر الخيل، وأثناء ركوضها، وكانت منطقة الرماية هى منطقة "الجميعي"، التى تقع خلف مطار "الجورة" الذى تستخدمه القوات الدولية.

وكان التدريب يتم 3 مرات فى الأسبوع، مع تغيير مستمر فى أيام التدريب باستثناء يوم الجمعة فى الفترة بين الساعة 8- 11 قبل صلاة الجمعة، وهو كان يوما أساسيا فى التدريب، وكانت القوات التى يدربها تؤدى صلاة الجمعة فى مسجد "أبومنير"، وكانت الصلاة فى ذلك المسجد عندئذ مقصورة على تلك الجماعات التكفيرية.

تشتيت الأمن بأسماء مختلفة لعدة حركات جهادية
بعد ذلك أعلن شادى المنيعى أنه تولى قيادة الجناح العسكرى للحركة، والتى تبنت عدة عمليات تحت أسماء مختلفة، منها "حركة الرايات السوداء"، و"حركة المرابطون"، و"أكناف بيت المقدس"، ثم اسم "كتائب شهداء الأقصى" (وهو نفس اسم كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح الفلسطينية)، ثم أخيرا "كتائب أنصار بيت المقدس"، وكلها أسماء بعيدة عن "التوحيد والجهاد"، وهو التنظيم الأساسى.

وجاءت تلك الاستراتيجية التى قام بها المنيعى فى تغيير أسماء الحركات بعدة عمليات، بهدف تشتيت جهود الأمن وتضليله، كما يبدو أن شادى كان يتلقى دعما على كل تنظيم، باعتبار أنه تنظيم جهادى جديد، ولكن فى الحقيقة فهو لم يكن إلا تنظيما واحدا.

العمليات التى شارك بها المنيعى
ومن العمليات التى شارك فيها المنيعى "تفجير خطوط الغاز فى سيناء"، والهجوم المتكرر على الكمين الموجود فى طريق الريسة- العريش، وكذلك عملية خطف العمال الصينيين، بخلاف أن جماعته كانت نفذت عملية خطف ضباط الشرطة المصريين فى أعقاب ثورة 25 يناير، والملاحظ أنه بعد خطف الصينيين أعلن شادى أنه يتبع تنظيم القاعدة، وأنه يخضع لإمارة أيمن الظواهرى.

نهاية "المنيعى" على يد "كتيبة القصاص" من أبناء سيناء
كشفت مصادر أمنية أن العملية التى اشترك فيها عرب وقبائل سيناء كانت فجراً، وتمكنت القبائل التى حشدت رجلين من كل قبيلة، وتم اكتمال عدد المشاركين لـ15 من رجال وشباب القبائل مشكلين "كتيبة القصاص"، واشتركوا مع الحملة الأمنية من رجال العمليات الخاصة، ورصدوا سيارة "المنيعى"، الذى كان يشكل مصدر خطورة كبيرة فى الوضع الأمنى بسيناء بأكملها، والمخطط الأول لكل العمليات الإرهابية عقب مقتل "توفيق محمد فريج" زعيم الجماعة فى مارس الماضى.

وأضافت المصادر أن عملية التصفية شملت كلا من "شادى المنيعى" القيادى الأول فى جماعة أنصار بيت المقدس، و"سليمان الحمادين" شقيق زوجة شادى، و"سالم الحمادى" القياديين فى الجماعة، وأحد الموالين لها "أحمد زايد"، لدى تحركهم وخروجهم من مناطق المواجهات جنوب الشيخ زويد ورفح واتجاههم نحو منطقة "جبال المغارة" بوسط سيناء.

وقالت المصادر، إنه أعقب رصد السيارة التى تقل المجموعة على طريق فرعى بالمغارة، توجه أعضاء القبائل البدوية، وتمكنوا من رصد السيارة، وأحاطوا بها، وأطلقوا عليها سيلاً من الأعيرة النارية، وكانت العملية مدعومة بعناصر ذات قدرة قتالية عالية من قوات العمليات الخاصة، واحترقت السيارة نتيجة الرصاص الكثيف الذى أطلق عليها.



























مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة