استقبلت وزيرة الثّقافة البحرينية الشّيخة مى بنت محمّد آل خليفة، المهندس كمال بن أحمد محمّد وزير المواصلات فى مكتبها بوزارة الثّقافة، وذلك لمتابعة ومناقشة آخر مستجدّات أعمال التّرميم والتّطوير لمشروعى مبنى البريد ومبنى الجمارك الواقعين فى منطقة باب البحرين.
وأكّدت الوزيرة خلال اللّقاء على أهميّة هذا التّواصل من أجل التّوصّل إلى البناء الأمثل وحفظ التّاريخ البحرينى فيما يتعلّق ببداية الاتّصالات والمواصلات، مشيرةً إلى أنّ وزارة الثّقافة حريصة على إنقاذ عمران تلك الحقبة وتوثيق تلك المرحلة بكامل تغيّراتها وأثرها من خلال استعادة العمران الأصلى المبنى وفق طرز معماريّة محليّة وتقنيّات تقليديّة، وإعادة تفعيله أيضًا من خلال إحياء الدّور الوظيفى وتشغيل تلك المرافق لئلا تتعرّض للاندثار أو التّبديل.
وأوضحت خلال حديثها أنّ الفريق الهندسى بوزارة الثّقافة يعمل فى الوقت الحالى على تطوير أعمال التّرميم والعناية بمبنى البريد، الذى تمّ التّخطيط له ليكون متحفًا توثيقيًّا للاتّصالات وبداية الحركة البريديّة والمراسلات فى المنطقة، حيث سيحوى على أهمّ مقتنيات تلك المرحلة، راصدًا التّغيّرات الاجتماعيّة والإنسانيّة اللّاحقة، ومستعرضًا بداية تلك الفترة.
كما أشارت إلى أنّ مبنى الجمارك الذى يقع شمال باب البحرين يخضع منذ أبريل الماضى إلى عمليّات ترميم وإعادة تأهيل ليكون جاهزًا لاسترداد دوره الوظيفى فى الاتّصالات والمواصلات من خلال المكاتب البريديّة وذلك خلال العام المقبل، بالتّوازى مع سنة (تراثنا ثراؤنا).
وبيّنت كذلك أنّ فريق العمل الهندسى يسعى للقيام بدوره على أكمل وجه من خلال الحفاظ على هذا العمران التّاريخى الذى لا زال يحتفظ بالكثير من العناصر المعماريّة التّقليديّة وتقنيّات البناء القديم التى لوحظت فى الأسقف والجدران.
من جهته أكّد وزير المواصلات أنّ هذه الخطوات التى تقوم بها وزارة الثّقافة مصدر اعتزازٍ، وأنّ هذه الإجراءات الحفاظيّة التى تعيد استثمار أهمّ المواقع التّاريخيّة التى شهدت تحوّلات مفصليّة من شأنها أن تعزّز التّوثيق الثّقافى والاجتماعىّ، مشيدًا بهذا الاتّجاه الثّقافى ومبيّنًا أنّ هذه الاشتغالات هى مسؤوليّة وطنيّة يتشارك مسؤوليّتها الجميع، وأنّ خطوة توثيق تلك الفترة والحفاظ على أوّل المبانى فى مجال الاتّصالات والمواصلات ستعيد لتلك المواقع أهميّتها الوظيفيّة والمكانيّة فى آن.