هيام محيى الدين يكتب: ويستمر المصريون فى صنع التاريخ

الخميس، 22 مايو 2014 04:38 م
هيام محيى الدين يكتب: ويستمر المصريون فى صنع التاريخ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاولت قوى الظلام والتطرف أن تقنع العالم بأن الشعب المصرى؛ أو جانب مؤثر منه على الأقل غير راضٍ عما حدث فى 30 يونيو و3 يوليو 2013، وأشاعوا أن ما حدث انقلاب عسكرى لا يعبر عن إرادة شعبية؛ وتجاهلوا الملايين الثلاثين التى خرجت تسقط حكم الجماعة؛ والغضب الشعبى العارم ضد ممارساتها؛ وقد كتبت مقالا فى أوائل شهر فبراير 2013 بعنوان " متى يعرف الرئيس أن الأغلبية ترفضه " ونشر فى كتابى " مقالات فى الفكر والسياسة "الذى صدر فى إبريل من نفس العام؛ فصلت فيه الخلل السياسى الأبله الذى مارسه محمد مرسى وجماعته وخلافهم العميق مع معظم فئات الشعب ومع كل مؤسسات الدولة ومحاولاتهم الغبية السيطرة على مؤسسات الحكم والتشريع والثقافة والإعلام والتعليم بصورة فجة تتسم بالجهل والطغيان السياسى غير المسبوق وعددت أخطاء الرئيس والجماعة بداية من اصطدامه بحكم الدستورية العليا بحل مجلس الشعب ومرورًا بإعلانه الدستورى الذى صنع من نفسه إلها لا يرد له قرار وانتهاء بإدانته بالتحالف، والاعتماد على تأييد ألد أعداء الأمة والوطن (أمريكا وإسرائيل؛ وكان هذا المقال تعبيرًا دقيقًا ورصدًا واقعيًا للرأى العام المصرى شعبًا ومؤسسات ورؤيته للرئيس وجماعته؛ ولم ير الإخوان فى عقليتهم ما كان يراه الشعب المصرى كله وظنوا أن أجنحة حماس العسكرية التى أخرجتهم من السجون فى يناير 2011 قادرة على إرهاب الشعب المصرى وإجباره على الاستسلام لغبائهم وحكمهم المتسم بالظلم والطغيان، واستبعاد كل القوى الشعبية لينفردوا وحدهم بالسلطة معتمدين على تحالفهم مع الولايات المتحدة لتحقيق مشروعها المسمى بالشرق الأوسط الجديد ؛ وحين أسقطهم الشعب وأيده الجيش بناء على نداء الشعب لجيشه ليحقق إرادته أصابهم جنون واهم أدى بهم إلى إنكار الواقع؛ ومحاولة تشويه الجيش الوطنى وقيادته، ووجدوا من يصدق دعواهم فى الخارج ويتعامل مع الأحداث على أنها انقلاب عسكرى وليس ثورة شعبية، ولكن الشعب المصرى وقف وقفة تاريخية ليؤكد إراداته وقاوم بشرف ووطنية كل ما أثارته الجماعة وحلفاؤها من إرهاب غير مسبوق وهجوم على أقسام الشرطة وجنود الجيش وتفجير وتدمير لمؤسسات الدولة، واجتاز هذه الفترة الصعبة بتماسك أدهش العالم؛ رغم كل محاولات الجماعة وتنظيمها الدولى؛ وحلفاؤها من أعداء مصر؛ ومع تقدم خارطة الطريق المصرية فى تحقيق أهدافها التى تمثت فى إصدار دستور عصرى متميز وافق عليه الشعب بأغلبية ساحقة؛ وبدأ الإعداد للانتخابات الرئاسية وممارسة سياسة خارجية تتسم باستقلال القرار؛ ورفض أى إملاءات خارجية، ووضع بدائل متعددة للخروج من الأزمات التى صنعتها القوى الكبرى لتعويق ووقف مسيرة مصر فى التخلص من فاشية وإرهاب الجماعة؛ مما أدى إلى فشل محاولاتهم وتأييد الدول العربية المؤثرة، والقوى العالمية ذات المصالح المشتركة مع مصر لاختيارات شعبها وإرادته؛ وحين بدأ التصويت فى الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج ذهلت الشعوب العربية والأوروبية والأمريكية؛ التى كانت متأثرة بدعايات التنظيم الدولى للجماعة وأكاذيب قناة الجزيرة القطرية؛ بهذا الإقبال غير المسبوق على السفارات والقنصليات المصرية فى مائة وأربعين دولة؛ رغم إلغاء التصويت بالبريد الذى استغلته الجماعة فى الانتخابات السابقة وصممت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أن يكون التصويت هذه المرة شخصيًا وبحضور الناخبين بأنفسهم إلى مقار السفارات والقنصليات للإدلاء بأصواتهم؛ وقد قطع آلاف المصريين فى الخارج مئات الأميال بكل وسائل المواصلات المتاحة ليدلوا بأصواتهم فى مظاهرة وطنية مصرية مبهرة تنافس فى إبهارها للعالم ما قام به الشعب المصرى فى يناير 2011 ويونيو 2013؛ ففاقت أعدادهم كل الانتخابات السابقة للمصريين بالخارج والتى تمت فى عهد الإخوان عن طريق البريد فى غالبيتها؛ وقد كانت دعاية الإخوان فى أوربا والولايات المتحدة وتركيا وقطر، تؤكد مقاطعة المصريين لهذه الانتخابات التى نسبتها كذبًا إلى انقلاب عسكرى يرفضه الشعب المصرى، وكان إقبال المصريين فى هذه الدول على الإدلاء بأصواتهم وتحمل مشقة الانتقالات والسفر من مقار عملهم وإقامتهم إلى مقار السفارات والقنصليات شيئًا مبهرًا ومفاجئًا لمن تأثروا بدعايات قناة الجزيرة القطرية وتنظيم الإخوان الدولى؛ ففى قطر ذاتها توجه قرابة العشرين ألف مصرى من المقيمين هناك لإدلاء بأصواتهم، مما يؤكد فشل الدعاية الإخوانية فى عقر دارها فى خداع المصريين؛ ولم تجد قناة الجزيرة سوى أكاذيب تافهة تثير السخرية لتبرر ما حدث؛ وقد قال لى صديق لبنانى يعيش فى بروكسل ببلجيكا على الفيس بوك أنه ذهل ودهش من هذا الإقبال غير المسبوق للمصريين على التصويت فى الانتخابات وقال بالحرف الواحد: هذا الشعب المصرى عجيب لقد صنع التاريخ ومازال يصنعه حتى اليوم وبهر العالم؛ ومازال فى جعبته الكثير من الإبهار وقال إنه يفخر بأنه عربى ينتمى إلى نفس الأمة التى ينتمى إليها الشعب المصرى.
إن ما فعله المصريون بالخارج يضعنا جميعا داخل مصر فى موقف التحدى وإثبات الذات فلا يمكن أن يكون مصريو الخارج أكثر وعيا ووطنية وشموخا وإصرارا على صناعة المستقبل واستعادة الأمن والرخاء والحرية والديمقراطية من المصريين داخل الوطن، الذين عاشوا وعايشوا ومازالوا يقاومون إرهاب جماعة خائنة للوطنية كارهة لكل شعب مصر إلا من ينتمى إليها، نريد من المصريين جميعا يومى 26، 27 مايو 2014 أن يثبتوا للعالم أجمع أننا شعب يصر على الحرية ويصمم على استعادة أمنه ورخائه بالتوجه بالملايين إلى لجان الاقتراع كما نزل بالملايين إلى الميادين لإسقاط الطغيان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة