لأحمد فؤاد نجم فى قلبى منزلة لا يعلمها إلا الله، ليس فقط بسبب مسيرته الشعرية الرائقة وتاريخه النضالى الناصع، ولكن لأن وجوده كان ضروريا فى حياتك، ولأنه يمنحك إحساسا منعشا طوال الوقت، يمتلك طاقة روحية جبارة كأنه من المتصوفة الكبار، الطفل الذى بداخله أنقذه من التورط فى الحسابات الرخيصة، الليلة كان ينبغى أن يكون معنا كما كان يحدث لنحتفل بعيد ميلاده الخامس والثمانين، منذ منتصف الثمانينيات وأنا موجود فى هذه الليلة، التى يغنى فيها ويتمم على البهجة التى جمعت العشاق حوله، عشت إلى جواره سنوات فى حوش قدم أتعلم على يديه مبادئ الألفة، أنت مع شخص لا يريد شيئا من أحد ولا يتعلق بشىء، لا يملك مالا ولكنه أغنى من قابلت.
كان بيته عامرا طوال الوقت بالخير والغناء والشعر والأصدقاء، بعد زلزال 91 أخذ الغورية معه إلى سطوح مساكن الزلزال فى المقطم، لم أحضر أى أمسية أو تأبين أقيم له بعد رحيله، لأننى لم أستوعب غيابه أصلا، كان يعرف فى الناس ويمتلك قدرة مذهلة فى اختصار المسافات معهم، هى القدرة التى جعلت قصيدته نافذة وودود وصادقة، أصدقاؤه الحقيقيون معظمهم من خارج الوسط الثقافى والسياسى، يشعر معهم بطمأنينة ويستمع إليهم بصدق ويوبخهم على أحزانهم، ويحكى لهم شيئا من حكاياته الأسطورية، ويطمئنهم على المستقبل الذى يملك معلومات أكيدة بأنه سيكون أفضل، كنا نحتكم إلى فطرته النقية إذا نزل الضباب، ونثق فى خطواته وهو يتقدمنا فى مواجهة الخطر .. كل سنة وأنت طيب يابا الحاج.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة