كشفت مصادر مقربة من الرئيس الأسبق مبارك، أنه لم يكن يتوقع الحكم الصادر فى قضية القصور الرئاسية، مشيرة إلى أنه أصيب بالصدمة عندما سمع الحكم.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت أمس بالسجن المشدد 3سنوات لمبارك، و4سنوات لنجليه علاء وجمال، فى القضية المعروفة إعلاميًا بالقصور الرئاسية.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الأسبق كان يتوقع البراءة، بناءً على تطمينات من المقربين له، موضحة أنه التزم الصمت عندما غادر المحكمة ولم يتحدث كثيرًا كعادته ولم يلوح لأنصاره بيده، وأنه ردد "إنه كان رئيسًا للجمهورية ولم يكن معنيًا بالإشراف على تجديد القصور، بل كان هذا الأمر يتابعه آخرون"، وذلك بناء على حديث مبارك لنجليه.
وأضافت المصادر حول كواليس أول ليلية لمبارك فى المستشفى بعد الحكم، أن مبارك عاد إلى مستشفى القوات المسلحة وملامح الحزن مرسومة على وجهه، وحاول أن يخلو لنفسه ورفض الحديث مع المقربين له، إلا فى أمرين، حيث طلب من الفريق القانونى له سرعة دراسة حيثيات الحكم للطعن بالنقض عليه، كما طلب منه ضرورة تقديم مذكرة للنائب العام يطالب فيها ببقائه بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وعدم عودته إلى طرة بسبب سوء حالته الصحية.
وأوضحت أن مبارك طلب من المقربين له إحضار "بنطلون وتيشرت" أزرق لارتدائه بدلا من البدلة الزرقاء، التى لم يتخيل يومًا أن يرتديها، مشيرة إلى أنه ما زاد حزن مبارك عندما علم بضرورة الظهور بالبدلة الزرقاء أمام وسائل الإعلام لأول مرة خلال أيام قليلة فى 31 مايو الجارى، تحديدًا أثناء جلسة إعادة محاكمته برفقة نجليه وآخرين فى قضية "قتل المتظاهرين".
وكشف المقربون من الرئيس الأسبق، بأن حالته الصحية بدأت تسوء ورفض الانصياع لمطالب مرافقيه بالنوم، وبالرغم من محاولات البعض الحديث معه إلا أن مبارك فضل الصمت كثيرًا، وذلك بعد إعادة تعيين حراسة أمنية عليه ومنع الزيارات، وحرص الأطباء على منحه بعض المهدئات.
وفى أول تعقيب لأبناء مبارك وأنصاره على الحكم الصادر ضده، نشروا بيانًا لهم على صفحة "آسف يا ريس" عبر شبكة التواصل الاجتماعى "الفيس بوك"، قالوا فيه: "نعلن نحن إدارة آسف يا ريس احترامنا الكامل لجميع أحكام القضاء والقانون بما لها أو عليها ونلتزم باستكمال المسار القانونى للمحاكمات وآخرها الحكم الصادر ضد الرئيس مبارك ونجليه، ونحن فى انتظار الخطوات القانونية التى سيتخذها أ.فريد الديب محامى الرئيس مبارك والتى ستضمن طعنًا عن الحكم الصادر اليوم".
وتابع أنصار مبارك فى البيان: "تعودنا فى الفترة الأخيرة أن نرى ونشاهد الرئيس مبارك وأولاده وهم يدفعوا ثمن أى أحداث أو انتخابات رئاسية قادمة، حيث حصل الرئيس مبارك على حكم المؤبد قبل الانتخابات الرئاسية الماضية، وها هو الآن يحصل على حكم الـ3 سنوات قبل الانتخابات الرئاسية القادمة".
ثم وجهوا كلمات لمبارك قالوا له فيها: "نحن مستمرون فى الدفاع عن سيادتك ونثق فى براءتك ونعلم أنه ليس حسنى مبارك الذى يلوث شرفه العسكرى بالمال الحرام. صبرًا سيدى الرئيس فلا كرامة لرئيس فى بلده".
وعلى جانب آخر، أكد الفريق القانونى للرئيس الأسبق بأن صدور الحكم على مبارك لا علاقة له بالانتخابات، والأمر بمحض الصدفة البحتة، وإن فريق الدفاع يعكف على دراسة حيثيات الحكم تمهيدًا للطعن عليه بالنقض.
وكانت محكمة جنايات القاهرة والمنعقدة بأكاديمية الشرطة قضت اليوم الأربعاء، بمعاقبة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك 3 سنوات مشددة، ومعاقبة نجليه جمال وعلاء بالسجن المشدد 4 سنوات، وإلزامهم برد مبلغ 21 مليونًا و197 ألف جنيه، وتغريمهم متضامنين 125 مليونًا، فيما أسند إليهم وبعدم جواز نظر الدعوى لـ4 آخرين هم عمرو محمود محمد خضر، ومحيى الدين عبد الحكيم إبراهيم "مهندسان برئاسة الجمهورية"، وعبد الحكيم منصور أحمد منصور "مدير عام بشركة المقاولون العرب"، ونجدة أحمد حسن أحمد "مدير عام مشروعات شركة المقاولون العرب"، وذلك فى القضية المعروفة إعلامياً بـ"قصور الرئاسة"، والمتهمون فيها بتسهيل الاستيلاء على مبلغ 125 مليون جنيه من ميزانية رئاسة الجمهورية والمخصصة للقصور الرئاسية، والتزوير فى محررات رسمية، كما نسب إليهم الإضرار العمدى بالمال العام.
وأثبتت المحكمة ترك الادعاء المدنى من "المقاولون العرب" وإحالة دعوى المدنى من المقاولين من الباطن للمحكمة المختصة.
يذكر أن جملة المبالغ التى تم الاستيلاء عليها وتضمنها بلاغ الرقابة الإدارية، تقترب من مليار و100 مليون جنيه.
كواليس ليلة حزينة قضاها مبارك بعد الحكم عليه بالسجن 3سنوات فى "قصور الرئاسة".. الرئيس الأسبق رفض ارتداء البدلة الزرقاء.. وأمر بسرعة دراسة حيثيات الحكم للطعن عليه.. وطلب عدم ترحيله إلى طرة لسوء حالته
الخميس، 22 مايو 2014 06:48 م