فاتن البوشى تكتب: الحلم

الخميس، 22 مايو 2014 10:14 م
فاتن البوشى تكتب: الحلم امرأة تبكى ـ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم الأحاسيس التى تصرخ بأعماقى والتعابير التى تكمن فى عقلى، والمشاعر التى تفيض من كيانى إلا أن قلمى يعاندنى ويأبى فى الاسترسال فى البوح، وكأنى أمسك قلمى لأول مرة فى حياتى، لا أعرف من أين أبدأ، ولا كيف كنت أنانية لأبعد الحدود كم تدللت وكم حرمته من حقوقه وكم أثرت الزوابع بينه وبين أهله كى يبتعدوا عن حياتى.

كم كان كريما وصابرا معى. أنى أصارح ذاتى الآن والدموع تملأ عينى والأسى نار تتأجج فى صدرى، فقد كانت مشاعره نبيلة يغدق على بأجمل وأرق الأحاسيس.

كنت أسهر مع صديقاتى وسأغيب خارج المنزل وأعود لأواجه أسئلته بكل وقاحة وأن اعتذرت بكل غرور وعجرفة واثقة بأن حبه سيشفع لى. كم جعلته يقلق على حتى ينتابه الفزع..

كان يحافظ على بيتنا من الدمار ولم أفكر إلا فى نفسى، ومن بعدى الطوفان، ورغم كل هذا كان متمسكا بى وكلما بعت اقترب منى أكثر كنت أطلب وهو ينفذ، وكلما بكيت يتألم لحزنى وكلما أسأت يبرر أخطائى حتى شعرت بمدى عمق مكانتى فى نفسه، وتماديت فى جهلى، وظننت أنه رجل ضعيف وزوج لا شخصيه له.. رجل عاطفى يعيش فى زمن تداعت فيه كل تلك المشاعر، ووصل حد نفورى من تصرفاته وسلبيته وطلبت منه الانفصال وبعد إلحاح منى وتمنع منه وبعد أن وسط القريب والبعيد لأتراجع عن قرارى، أستسلم فى النهاية، ووافقنى وبعد مرور وقت قليل على فراقه، وشعرت بمدى حبى له واحتياجى لوجوده بجانبى.

أحسست بحرقة الفراق فقد فقدت قلبا عطوفا وزوجا متسامحاً وحياة كانت، جنة وأرفة الظلال، لم أحافظ عليها ولم تنفعنى الآن صديقاتى وسهراتى ولا استهتارى، وأحاول أن أنزع صورته من قلبى، وأن ألغى صوته من ذاكرتى وأمحو من عقلى طيبة قلبه وتسامحه، وأن أخمد فى كيانى السعادة التى كانت تتغلغل فى أعماقى كلما لاحت ذكرياتى معه.

وبعد تجربتى التى أنا السبب فى فشلها أعترف بأننى خدعت نفسى حين ارتديت العديد من الوجوه المقنعة، وجوه مرسوم عليها التعالى والكبر والغرور واللا مبالاة، وكأنى أعيش فى مؤامرة وانقلاب ضد سعادتى، وهناك مظاهرة فى جميع حواسى وفى دمى وقلبى وكل جزء فى جسدى يرفضنى بعد أن حفرت بإرادتى شقائى، وضعت فجوة باعدت بينى وبين أقرب الناس إلى قلبى.

وفصلت بيننا فى الزمان والمكان لكن كلما باعدت بيننا المسافات إلا أن أنفاسه استشعرها تحتوى أنى فى كل كلمة وموقف وسلوك تعلمته بفضله.

أستشعر وجوده فى كل حرف وسطر وجملة أقرأها وفى كل لفتة ولمحة وهمية أراها أمامى، فقد حفر أجمل وأرق التصرفات فى سجل ذاكرتى، وسيكون دائما معى فى كل مكان، وأدعو ربى فى كل وقت أن يسمع ندائى ويغفر ذلاتى ويسامح جهلى.. ترى هل أستيقظت وجدتنى أدعو الله أن يكون حلما؟.. نعم إنه حلم، كنت أحلم.. يا لها من فرحة عارمة تجتاح كيانى حين أستيقظت ووجدتنى أحلم ووجدته بجوارى، إنه لحلم لعين حقا!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة