قال السفير الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة أنه لا يخشى من خطر يأتى من سد النهضة لأنه فى الأساس سد لتوليد الكهرباء ولكن ما أخشاه أن يكون بداية لبناء سدود للرى نتيجة احتياجات دول إفريقيا المُلحة للزراعة بالرى بدلا من زراعة المطر، لافتًا إلى أن الاهتمام بالملف الأفريقى ضعيف جدًا من قبل الخارجية المصرية.
وأضاف "غالى" خلال مشاركته مساء أمس بندوة "الدبلوماسية والثقافة" بمكتبة مصر العامة أن هناك إهمال واضح من قبل الجانب المصرى للسياسة الخارجية، والدبلوماسى أصبح غير مثقف، وليست على دراية بكل الملفات الدولية، وفقدت مصر ريادتها فى أفريقيا، وأصبحت الآن جنوب السودان تقود القارة وبإمكانيات بسيطة، فضلا عن وجود أزمة فى مالى ولم نجد أى تدخل للجانب المصرى فيها، مضيفا أن علاقتنا بأفريقيا لا تقتصر فقط على أننا شركاء فى حوض النيل لأن ملف المياه يرتبط به مشاريع كبرى كالمواصلات والكهرباء وغيرها.
وأكد "غالى" أن صورة مصر فى الخارج اصبحت غير مرضية مع وجود نوع من الهجوم المستمر من قبل الصحافة الأوروبية، مؤكدا أننا فى حاجة للأهتمام بالخارج على نفس قدر الإهتمام بالداخل، فهذه هى مهمة الدبلوماسى، مشيرا إلى أن العولمة ستعالج المشكلات الداخلية على المستوى الدولى مثل الإرهاب وحتى المواصلات وغيرها.
وأشار "غالى" إلى أنه عندما كان أمينًا عامًا للأمم المتحدة كان هناك اجتماع دورى لرابطة الأحزاب الأفريقية وللتقريب بين الثقافات ومحاولة توحيد اللغة، فضلا عن قيامه بجمع وزراء الرى فى القارة الأفريقية ليتعرفوا على المنظمة المشرفة على نهر "أسيا".
فيما قال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة أن الدكتور بطرس بطرس غالى مس جوهر المشكلة المصرية، مشيرا إلى أن الخطر الحقيقى يكمن فى المدرسة والتعليم والمدرس وليس فى سد النهضة، مشيرا إلى أن مصر لا تمتلك ثروات احتياطى ضخمة ولكن كل ما تستند عليه ثقافة وتاريخ يجعلها رائدة فى مجالات عديدة، قائلا "فبدون الماضى لا يمكن بناء المستقبل" ولفت إلى كتاب طه حسين "مستقبل الثقافة فى مصر" الذى لم يكن له علاقة بالثقافة سوى عنوانه.
وتوجه عرب بنصيحة للرئيس القادم قائلا فيها "عليك الاهتمام بالتعليم فالمدرسة هى التنمية الحقيقة لمستقبل البلاد ويجب أن يكون فيها المسرح والموسيقة والفن التشكيلى".