إلى الذين لازالوا غاضبين وناقمين ومصممين على مقاطعة الانتخابات تعاطفًا وتضامنًا مع الرئيس السابق ونظامه وإخوانه، سأقول لكم أنتم فقط تنظرون إلى الجزء الممتلئ من الكوب ولا تريدون ملاحظة الجزء الفارغ.
فالجزء الممتلئ لديكم هو نظرتكم للواقع بمنظاركم أنتم والذى ترون من خلاله أن الشرعية تركت العالم كله لتذهب إلى الرئيس السابق محمد مرسى، وإلا لو أنتم مؤمنون حقًا بالشرعية، فلابد أن تؤمنوا أيضًا أن الرئيس الأسبق أتى بالشرعية المتمثلة فى صناديق الانتخابات حتى لو كان قد شابها بعض التزوير طالما ارتضيتم بنتائجها فى السابق ولم تثوروا على الموقف.
حينذاك، فتلك كانت شرعية ويومكم كان شرعية واليوم تتم الشرعية وأنتم فقط لا تريدوا رؤية أى شرعية سوى شرعية رئيسكم هذه واحدة. والشىء الآخر فأنتم حينما تنظرون إلى الجزء الممتلئ من الكوب فيكون تضامنكم مع شرعية واحدة من ضمن ثلاث شرعيات ربما يكون ذلك نابع من وازع دينى، متفائلين بأن الرئيس السابق وجماعة الإخوان المسلمين سيكونون سببًا فى ضبط وتهذيب النفوس وردنا إلى ديننا ردًا جميلا.
فهذا لا شك شىء حسن وجميل لو أن الأمور أخذت مجراها الطبيعى ولكن المشكلة هنا أنه حدث ربط لديكم بين نجاح الرئيس السابق ذى الوجهة الإسلامية ونجاح الدين الإسلامى، وإن ما يحدث لكم هو تداعى الأمم عليكم استشهادًا بالحديث النبوى الشريف فى موضع غير موضعه، والدليل هو ذهاب كل الطوائف المصرية للصناديق بالخارج، وأيضًا إعلان حزب النور المشاركة بل وتأييد المشير السيسى وهو مسلم فكيف تتداعى عليكم الأمم الغير مسلمة.
والغريب حقًا هو أنكم عندما لاحظتم الفشل والتخبط الإدارى أبان هذه الفترة القصيرة، فقد غض بعضكم الطرف ولم تبالوا بنتائجها، ومن هنا يجب علينا أن نرضى بالأمر الواقع كمسلمين لنرتب أوراقنا ونعيد حساباتنا ونرفض ذلك التكتيك الهجومى العدائى فى التعامل مع الموقف، فيجب الانخراط فى الأحداث والمشاركة بوازع دينى وطنى دون النظر لأى مصلحة ودون النظر إلى عيوب الآخرين، وإن لم يحدث ذلك فالحكاية فيها إن، ولو نظرنا نظرة سريعة على بعض الأحداث البسيطة التى قد تجعلنا نشك أن الحكاية فيها إن.
فكيف للشيخ القرضاوى المقيم فى قطر يعرف أن أمريكا يهمها أمن إسرائيل ثم يستجدى بل ويستعطف أمريكا بأن تقف مع الحق والعدل ويقدم لها الشكر على إمدادها للجيش الحر فى سوريا بالمال والسلاح، بل ويطلب المزيد ويطمأنها بألا تخاف على أمن إسرائيل، فإذا قيل ذلك كله على المنبر فى خطبة جمعة، فالحكاية فيها إن.
عندما تقود قطر المعارضين العرب ضد أنظمتهم وتشترك مع الناتو فى ضرب ليبيا، وتعتبر مأوى للفارين وهى فى الأصل لها علاقات راسخة بأمريكا وإسرائيل وتظهر بصوره زعيمة الثوريين، فالحكاية فيها وعندما يصدر عنكم هاشتاجا مسئ للذوق العام وأنتم أصحاب وازع دينى، فالحكاية فيها إن.
وأخيرًا إلى إخوانى فى الله الذين مازالوا يعتقدون أن هؤلاء كانوا نصرة للدين، أذكركم بقول الله تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) صدق الله العظيم، فشرط الإيمان يجعلكم تقبلون الآخر، وأنتم واثقون، شرط الإيمان يزيل عنكم الهم والغم والحزن والإحساس بالفشل شرط الإيمان يجعلكم مؤمنين بأن للبيت رب يحميه، فالمطلوب منكم فقط هو المشاركة بنية خالصة لله عسى أن تكونوا خير شريك فى ذلك الوطن، وأنتم كذلك وأيضًا يجب أن تبحثوا عن إن وأخواتها أصل الحكاية فيها إن.
الرئيس السابق محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
مصر هى اللى فيها ان
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
يارب