الوسواس القهرى من الأمراض النفسية الشهيرة التى تصيب ما يقرب من 4% من الأشخاص على مستوى العالم.
يشير الدكتور محمد خليل استشارى الأمراض النفسية والعصبية، إلى أن الوسواس القهرى هو أحد الاضطرابات النفسية التى ترتبط بزيادة القلق، مضيفًا أن الإصابة بهذا المرض تعنى أن فكرة مرضية تسيطر على الإنسان لتصل إلى حد الهوس الشديد.
وأوضح استشارى الأمراض النفسية أن الوسواس القهرى هو مجموعة من التخيلات والأفكار الوهمية، التى تفتقر إلى المنطقية أو الواقعية فى سردها، مضيفًا أنه قد يكون مريض الوسواس مدركًا لجنون الفكرة التى تسيطر عليه، مهما حاول التخلص منها، لكنه لا يستطيع التخلص منها، بل تزداد المشكلة سوءًا، وقد يكون الوسواس موجه تجاه أمر ما، مثل الهوس بالنظافة، حيث يقوم المريض بغسل يديه طوال الوقت حتى أنه قد يسبب ندوب وجروح نتيجة لمبالغته فى فكرة النظافة الشديدة.
عن أسباب الإصابة بالوسواس القهرى، قال "خليل" أن هناك عدة عوامل تساعد على الإصابة بهذا المرض، منها العوامل الجسمانية، مثل تغيرات أو اضطرابات هرمونية بالجسم، إضافة إلى أن التاريخ العائلى قد يكون له عامل بالإصابة بهذا المرض.
أما العامل الثانى للإصابة فهو العامل البيئى، فهناك بعض الدراسات التى تؤكد أن البيئة التى ينشأ فيها المريض تكون أحد أسباب الإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى ازدياد معدل التوتر والقلق، وأحيانًا بعض السيدات يصبن بهذا المرض كأحد مضاعفات الإصابة بالحمل.
وأكد "خليل" أن الوسواس القهرى يصيب الجميع بلا استثناء فقد يصيب الأطفال بداية من 12 عامًا، أو يصيب البالغين فى عمر 25 عامًا، محذرًا من مضاعفات الإصابة بهذا المرض، لأنها قد تصل إلى حد التفكير والإقدام على الانتحار، والدخول فى دوامة الإدمان، والإصابة بأمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق الشديد، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وزيادة مشاكل العمل، ومشكلات اجتماعية.
وأضاف استشارى الأمراض النفسية أن علاج الوسواس القهرى يشمل عدة استراتجيات، الأولى هى العلاج الدوائى، وتلك الأدوية ليست لعلاج الوسواس بل تكون الأدوية مضادة للاكتئاب، وتساعد على تقليل التفكير القهرى، أما الخطة الثانية فهو العلاج الإدراكى، من خلال إدراك المريض بأنه مريض، ثم يبدأ العلاج النفسى من خلال إجراء بعض الجلسات العلاجية، بالإضافة إلى أنه يجب أن يتم المعرفة أن الوسواس القهرى لا يتم علاجه بالكامل، وإنما يتم تخفيف آثاره.