بعد أن أجرى المرشحان لانتخابات الرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى حوارات مع وسائل الإعلام الأجنبية باللغة الإنجليزية، قارن المصريون بخفة دمهم المعهودة بين لغة السيسى وصباحى الإنجليزية وبين اللغة التى كان ينطق بها الرئيس المعزول محمد مرسى وتضمنت التعليقات سخرية وانتقاداً لإنجليزية مرسى وبعضاً من الاستحسان لإنجليزية السيسى وصباحى.
نطق رؤساء مصر للإنجليزية اختلف من رئيس لآخر حسب خلفيته الثقافية والتعليمية والمهنية، فعبد الناصر كان متحدثاً إياها بطلاقة وكانت إجادته لها ترجع لشغفه بقراءة الصحف والمجلات الأجنبية، إضافة إلى تلقيه دورات عسكرية فى الخارج .
وكان عبد الناصر حريصاً على مطالعة إنتاج مطابع ومكتبات الغرب أولاً بأول، وكان مهتماً بقراءة مقالات الكتاب الذين يقرأ لهم قادة الغرب وساسته حتى يتفهم مواقفهم وطريقة تفكيرهم ورؤيتهم لمنطقة الشرق الأوسط والصراعات فيها وحركات التحرر الوطنى.
أما السادات فبعد توليه الرئاسة، كان شغوفاً بالإعلام الغربى ولذلك طلب تزويد قصر الرئاسة بسينما يشاهد من خلالها كافة الأفلام الأجنبية فى نفس توقيت بثها فى أميركا وأوروبا.
وكان السادات يهوى قراءة روايات وليام شكسبير وتشارلز ديكنز وأتاحت له فترة اعتقاله بالسجن الحربى مطالعة الأدب الإنجليزى حتى أتقن اللغة، بل إنه عندما قام بخطبة زوجته جيهان السادات نجح فى انتزاع موافقة والدتها الإنجليزية الأصل بعدما تحدث معها بلغتها وتناقش معها كثيراً فى الأدب الإنجليزى.
وفى حديث له مع صحافى أجنبى، أجاب عن سؤال وجهه له المذيع: "ماذا تريد أن يكتب الناس عنك بعد رحيلك؟" فأجاب: "أود أن يكتب على قبرى: عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ". وكان يريدها أن تكتب بالعربية والإنجليزية معاً.
كان السادات أيضاً يتعمد أن يجرى مباحثاته مع قادة الغرب فى الخارج باللغة الإنجليزية، أما الحالة الوحيدة التى تعمد أن ينطق فيها بالعربية خارج مصر فكانت خلال خطابه الشهير بالكنيست الإسرائيلى.
أما حسنى مبارك، فلم يكن مختلفاً عنهما فقد كان مستمعاً جيداً للإنجليزية وكان ينطقها بإتقان وأتاحت له فرصة سفرياته المتكررة للخارج لتلقى دورات عسكرية فى إجادة اللغة.
وعندما كان يجرى لقاءات ومقابلات إعلامية مع صحفيين أجانب كان يتحدث بالإنجليزية دون غيرها، معللاً ذلك بقوله: "لابد أن تصل الرسالة للخارج بلغته". لكن فى سنواته الأخيرة كان مبارك يستخدم سماعة الترجمة الفورية لضعف أذنه وعدم قدرته على الإنصات جيداً بسبب تقدمه فى السن.
أما الرئيس السابق محمد مرسى كان على النقيض من ذلك، فبالرغم من أنه عاش فترة فى أميركا للحصول على الدكتوراه فى الهندسة، فإن نطقه للإنجليزية كان مثاراً لسخرية المصريين ومادة كوميدية قدمها الإعلامى الساخر باسم يوسف.
فخلال زيارة له إلى برلين جلس مرسى يتحدث إلى الألمان، وقرر أن يضع بصمته الخاصة فى وسط حديثه ليقول الجملة الأشهر على الإطلاق "جاز أند ألكهول دونت مكس".
ولم تهدأ صفحات التواصل الاجتماعى بعد حديث مرسى، فهاجمه معارضوه وسخروا من نطقه للإنجليزية، بينما دشن المؤيدون له صفحات بررت طريقته فى الكلام بقولهم: "إن الدول الغربية تلقى القبض على من يقود سيارته مخموراً، وإن عبارة مرسى فى ثقافة المجتمعات الغربية هى عبارة محلية دارجة وتعبر عن قانون ثابت عندهم فلا يمكن أن يختلط الكحول بالجاز".
وهاجمت الصفحات المؤيدة لمرسى الساخرين منه وردوا عليهم بقوله إن المجتمعات الغربية تُعجب بمن يتحدث بلهجتها المحلية.
أما عبد الفتاح السيسى، المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، فقد بدأ حواره مع إحدى القنوات الأجنبية بالترحيب بالمذيعين أعقبها جملة أكد فيها أنه يحرص على إقامة دولة الديمقراطية بواسطة الحريات والقانون.
السيسى نطق الإنجليزية فى الحوار بطريقة تبدو نوعاً ما جيدة، وكما قال أقاربه ومعارفه فقد تعلم اللغة من خلال السائحين الذين كانوا يتوافدون على محل والده تاجر الصدف والأرابيسك فى حى خان الخليلى جنوب القاهرة، إضافة لسفرياته المتكررة لأميركا وأوروبا لتلقى دورات عسكرية.
أما حمدين صباحى، المرشح المنافس، فيعترف بأنه يتحدث الإنجليزية من غير إجادة أو طلاقة ويحتاج لمترجم أحياناً لينقل له ما يقوله ضيوفه الأجانب.
من عبد الناصر لمرسى.. نرصد كيفية نطق الرؤساء للإنجليزية.. الزعيم تحدثها بطلاقة.. والسادات أتقنها.. ومبارك استخدمها بحواراته.. ولغة مرسى أثارت السخرية.. والسيسى يجيدها.. وصباحى يعترف بحاجته لمترجم
الأربعاء، 21 مايو 2014 11:01 م
جمال عبد الناصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوي
الكذب حباله قصيره .. وليتهم يفهمون