يتوجه، اليوم الأربعاء، وفد من مسؤولين سياسيين وعسكريين إلى "بامبارى" (350 كيلومتر على بانجى)، فى زيارة ترمى إلى "تهدئة الأوضاع" المتوترة فى إفريقيا الوسطى، منذ تنصيب السيليكا لقيادة أركان جديدة أواخر الأسبوع الماضى، حسب مصادر دبلوماسية فرنسية فى بانجى.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الوفد مشكل من السفير الفرنسى شارل ماليناس والجنرال سوريانو، "قائد عملية "سانغريس" الفرنسية فى أفريقيا الوسطى، والممثل الأمنى الخاص لنائب أمين عام الأمم المتحدة وممثل الاتحاد الإفريقى، بالإضافة إلى وزيرين من إفريقيا الوسطى أحدهما وزير إدارة المجال، بحسب مصادر وزارية للأناضول.
واتجهت الأوضاع فى بلدة "بامبرى" بين السيليكا (ميليشيات مسلمة) والأنتى بالاكا (ميليشيات مسيحية) إلى مزيد التوتر بتنصيب السيليكا لقيادة أركان جديدة يأتى على رأسها "جوزيف زنديكو" قائد أركان قوات السيليكا الجديد التى أطلقت على نفسها اسم "القوة الجمهورية". وفيما بدأت الأوضاع فى الغليان بـ "بامبرى"، مقر قيادة قوات السيليكا، حاول قادة التحالف المسلم خلال مؤتمر صحفى، عقد الاثنين، فى بانجى، تبديد المخاوف التى أبدتها الحكومة متعهدين بأن تبقى إفريقيا الوسطى "واحدة وغير قابلة للتقسيم".
ويوم 9 مايو الجارى عقد قادة جماعة "السيليكا" المسلمة، اجتماعا بمشاركة 30 من قيادة الجماعة بينهم الجنرال محمد موسى دافان و100 من أعضائها، فى مدينة "نديلي" التى تبعد حوالى 500 كم شمال العاصمة "بانغي"، أقرت خلاله تعيين جوزيف نديكو قائدا جديدا لأركان التحالف. وقد حرص تنظيم السيليكا على تقديم أعضاء قيادة الأركان الجديدة للسكان فى مدينة بامبارى، التى وقع عليها الاختيار لإيواء قادة أعضاء التنظيم.
وكانت الحكومة الانتقالية فى أفريقيا الوسطى قد أعربت عن قلقها، أمس الإثنين، إزاء اجتماع نديلى . وعلق الامين العام للتنسيق فى السيليكا، "مصطفى سابون" على ذلك قائلا للأناضول "لو أننا انتخبنا رئيسا ونصبنا قائدا عاما للأركان لأمكن تسمية ذلك بالانقلاب العسكرى، لكن الأمر ليس كذلك بتاتا".
من جهته، قال المسؤول عن العلاقات الخارجية للمكتب السياسى المؤقت للسيليكا اريك ماسى، إن "الأضرار التى تسبب فيها الطرفان السيليكا والأنتى بالاكا وإن كانت كبيرة إلا أنها لا تبيح تقسيم إفريقيا الوسطى". وكان رئيس حكومة إفريقيا الوسطى أندرى نزابايكى قد اتهم، الاثنين، السيليكا والأنتى بالاكا بالوقوف وراء تأجيج "النزعات الانفصالية" بعقد مؤتمراتهما فى كل من نديلى وبانغى.
وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، فى مارس من العام الماضى، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزى، وهو مسيحى جاء إلى السلطة عبر انقلاب فى عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ذات الغالبية المسلمة ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.
واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقى بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولى، فى العاشر من الشهر الماضى، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندى، فى محاولة لاستعادة الاستقرار فى البلد المضطرب.
مساع فرنسية لتهدئة الأوضاع فى بامبارى بأفريقيا الوسطى
الأربعاء، 21 مايو 2014 06:03 ص