كل منا لديه قدر من الشعور بالذات والثقة فى المحاسن والمميزات، ولذا يوجد الكثيرون ممن يشعرون بشخصيتهم ولا تضعف ثقتهم فى مميزاتهم ولا فى صفاتهم الحسنة فى كثير من المواقف أى واثقين تمام الثقة فى ذاتهم، ويتمتعون بقدر عال من الثبات، ولكن قد يحدث أن يتعرض أى شخص مهما كانت درجة صموده وثباته وثقته فى نفسه إلى نوع من الضعف المؤقت والتذبذب فى الشخصية، بسبب موقف مؤقت أو قد يأخذ بعضا من الوقت، فكيف يمكن أن يتصرف الشخص فى هذه الحالة، وكيف يعاود ثقته وثباته من جديد سريعا ؟
عن هذا السؤال المهم يجيبنا الدكتور محمد سليم، أخصائى النفسية والعصبية، مؤكدا أنه لا يوجد من لم يتعرض لمثل هذه المشكلات المؤقتة على مدار حياته، ولكننا نركز حديثنا هنا عن الواثق فى ذاته ويتسم بالثبات الذاتى، فالشخص يظل محافظا على صفاته وطبائعه وحالته النفسية، ولكن قد تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فى إحدى المواقف فيتذبذب الشخص وتتأثر شخصيته ونفسيته وثقته بذاته وقدراته، بسبب هذه الهزة السريعة، فقد يعانى المرء خلالها من خلل الثبات الذى اعتاده وكونه، وهو ما يسبب له مشكلة حرجة يجب أن يتخلص منها ويعود لطبيعته.
وعلى الشخص الذى يتسم بالثبات الذاتى أن يصم فى مثل هذه المواقف الحرجة، وأن يساعد نفسه للخروج منها بأسرع وقت، عن طريق الحفاظ على رباطة جأشه النفسية، وعلى صموده النفسى، لكى ينتصر أمام نفسه يجب أن يحافظ على صموده النفسى أمام الغير، ويحاول أن يظهر بمظهر الواثق الذى لا يتأثر بشىء، فهذا الشعور وحده كاف له لكى يستطيع إكمال خطته فى استعادة ثقته فى نفسه، فضلا عن ضرورة عدم تحدثه عما حدث له من تذبذب واهتزاز فى الشخصية مع الآخرين، كذلك عليه أن يحاول عدم الالتفات لرأى الآخرين، مع محاولته لتذكير نفسه بمميزاته وصفاته الطيبة الواثقة، ونظرته القديمة الواثقة لنفسه، حينها سوف يستعيد ما فقده سريعا.