قالت صحيفة "الوطن" السعودية، إن النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية فى الخارج واكتساح المرشح عبد الفتاح السيسى لم تكن مفاجئة، لكن المفاجئ هو الفارق الكبير بينه وبين المرشح الآخر حمدين صباحى، إلى الحد الذى يؤكد "انعدام المنافسة"، وأن صباحى ليس الند الذى يمكن للناصريين أن يراهنوا عليه، برغم محاولاته اليائسة استمالة الجمهور الإخوانى، الذى لم يعد يجد طريقا إلى مرشح.
وأضافت فى افتتاحيتها اليوم بعنوان "هكذا استوعب الناخبون المصريون الدرس" إن القول بانعدام المنافسة، يتأكد بالنظر فى نتيجة الانتخابات فى الدول التى حاول خطابها الإعلامى تكريس مصطلح الانقلاب، وفى الدول التى وقفت مع "الإخوان" بكل ما تستطيعه، سواء أكان ذلك بالدعم الإعلامى، أم بالدعم المالى المباشر، لكن ذلك كله لم يجد نفعا، مما يعنى أن المصريين قد حددوا طريقهم، وأدركوا حاجات المرحلة، ولذا باتت أى محاولات إعلامية للتأثير عليهم شبيهة بخطوط فراغية على أوراق من فراغ.
ورأت الصحيفة أن هناك أسبابا كثيرة لميل الغالبية الساحقة من المصريين نحو عبدالفتاح السيسى، منها شخصيته ذات "الكاريزما" الخاصة، مؤكدة أن كل تلك الأسباب هامشية بالنسبة إلى السبب الرئيسى، وهو أن السيسى صاحب الدور الأكبر فى استنقاذ مصر من الإخوان- حسب الصحيفة.
وقالت "نعم، استنقاذ مصر من الإخوان المسلمين، هو السبب الأكثر وضوحا فى شعبية السيسى، وهو العامل الأهم فى ارتفاع نسبة المصوتين لصالحه؛ حيث إن المصريين شاهدوا بأم أعينهم وأبيها ـ خلال عام واحد فقط ـ محاولات الإخوان تفصيل دستور على مقاسهم، وما تبعه من محاولات مكشوفة لأخونة الدولة والمجتمع وكل شىء، حتى إن العلاقات الخارجية المصرية خضعت للرؤية الإخوانية التى يمكن وصفها بأنها "عصابية" فى جوهرها، مما جعل علاقات الدولة تتحول من أن تكون مع الدول، إلى أن باتت مع الجماعات والتنظيمات، وهو ما لا يكون إلا عند الأنظمة ذات الأهداف الأيديولوجية، وهى ـ فى الغالب ـ مختلفة عن أهداف الأوطان التى تحكمها أنظمة من هذا النوع.
واختتمت تعليقها قائلة "باختصار، النتائج الأولية للانتخابات المصرية فى الخارج تقول: لقد استوعب المصريون الدرس جيدا".
