سعيد الشحات يكتب ذات يوم: 21 مايو 1983. . رحيل أمل دنقل.. "شاعر الكتابة على علب الثقاب والسجائر" وينتظر الشعر العربى تعويضه حتى الآن

الأربعاء، 21 مايو 2014 08:40 ص
سعيد الشحات يكتب ذات يوم: 21 مايو 1983. . رحيل أمل دنقل.. "شاعر الكتابة على علب الثقاب والسجائر" وينتظر الشعر العربى تعويضه حتى الآن أمل دنقل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فارق الشاعر "أمل دنقل" سرير الآلام إلى الأبد فى مثل هذا اليوم "21 مايو 1983"، وهو يبلغ من العمر 43 عاما فقط، وضع فيها تجربته الشعرية التى تعد من أهم تجارب الشعر العربى.

رحل "شاعر لا تصالح" وهو فى ذروة إبداعه، مما دفع الشاعر العراقى الكبير سعدى يوسف إلى القول: فقد الشعر المصرى أمله فى تطور الخطوة التالية لـ"صلاح عبد الصبور" تطورا حاسما، ولسوف ينتظر الشعر المصرى طويلا حتى يبزغ فيه شاعر له سمات "أمل" الأساسية.

يذكر "أمل" ملامح حياته الأولى فى حوار له مع الصحفى اللبنانى "وليد شميط" فى مجلة "الأسبوع العربى" 25 فبراير 1974: "ولدت فى قرية بأقصى الصعيد بالقرب من الأقصر، كان والدى رجل دين وكان متزمتا، ومن هنا اكتسبت نشأتى الأولى بعض الصلابة، وربما بعض الخشونة والجفاف، لم يكن يسمح لى بأى تهاون فى أداء واجباتى أو فى المطالبة بحقوقى فى الوقت نفسه، كان والدى رجلا مثاليا فى حياته العامة والخاصة، عندما مات وكنت فى العاشرة ظلت حياتى على النمط نفسه الذى صوره قبل وفاته".

هو "الجنوبى" الذى يصف مسيرته "سعدى يوسف" فى كتابه "أفكار بصوت هادئ" الصادر عام 1983: "أمل دنقل شأنه شأن يحى الطاهر عبد الله الذى غادرنا مبكرا أيضا، لم يفارقه لحظة اعتزازه بمنحدره الطبقى، بأنه فقير جاء إلى المدينة كى يكمل رحلة أردناها طويلا، وكان "أمل" أمينا إلى فقره فكرا وسلوكا وحركة، كان بعيدا عن تلك "الفهلوة"، التى يتصف بها أولئك المثقفون الذين وضعوا أنفسهم فى خدمة آلهة روما الجديدة، من أجل أن ينالوا بعضا من فتات وشيئا من حظوة، ولقمة يحسبونها دسمة، بيننا هى لا تكفى كى يبتلع بها كلب السيد نفسه". \

يضع "أمل" نفسه فى حوار مع "جهاد فاضل" بمجلة "الحوادث" اللبناينة، مارس 1983 فى "جيل الهزائم"، الذى بدأ احتكاكه الفعلى فى الواقع بمشاهدة المفكرين والشعراء والمثقفين فى المعتقلات فى عام 1959، وبداية انهيار المد الوطنى بانفصال الوحدة المصرية السورية عام 1961.

فى دراسة له بعنوان "أوراق الطفولة والصبا" المنشورة فى مجلة "إبداع " القاهرة أكتوبر 1983، يتحدث الدكتور "سلامة آدم"، الذى رافق "أمل" فى الجنوب منذ الطفولة قائلا: عاش حياة البسطاء، وظل عنوانه "مقهى ريش ميدان سليمان باشا" لا يحمل أوراقا ولا يحلم بغير الشعر، ولا يملك بيتا حتى بعد زواجه عام 1978، وظل يتنقل بين الفنادق والحجرات المفروشة حتى استقر على سريره الأبيض فى معهد السرطان، ولم يكف لحظة واحدة عن كتابة الشعر، كان يكتبه على علب الثقاب وهوامش الصحف اليومية وعلب السجائر، وعندما يكتب يمتنع تماما عن تناول الطعام، وتبدأ رحلة الانتقال من مقهى إلى مقهى، ويظل يشرب فقط دون اهتزاز ودون غياب، وكان يسمى هذه الحالة بـ"المعايشة النصفية للواقع".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Mega The Great

أمل دنقل ! العمل الواحد العظيم يخلد صاحبه !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة