وأعرب المشير عبد الفتاح السيسى عن سعادته بلقاء الوفد الدبلوماسى الإفريقى، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى التعاون والتواصل مع مختلف دول العالم، خلال المرحلة المقبلة، من أجل صياغة علاقات خارجية حقيقية، مؤكدا أن الدول الإفريقية تمثل عمقا إستراتيجيا مهما لمصر .

وأكد المشير السيسى أن اللقاء مع سفراء الدول الإفريقية فى القاهرة فرصة عظيمة، للتواصل مع الأشقاء والأصدقاء، قائلا: "أنا أتحدث معكم حديث الأشقاء، وتعرفون كل التطورات والأحداث التى مرت بمصر خلال الفترة الماضية، وهناك عتاب واضح لكم، خاصة أنكم على اتصال مباشر بدولكم، وردود أفعالكم مرتبطة بما ترونه وتسمعونه، وأعتقد أن الموقف المصرى خلال ثورة 30 يونيو كان واضحا، حيث انحاز الجيش لإرادة المواطنين، دون أن يسعى للحصول على السلطة، فالشعب المصرى دائما، تربطه علاقة خاصة جدا مع الشعب ."
وأضاف المشير السيسى: "القوات المسلحة المصرية مؤسسة منضبطة ومحترفة، ولم تتدخل فى الشأن السياسى خلال الفترة الماضية، ولكنها كانت تدرك تطورات الأوضاع جيدا، وقدمت الكثير من التقارير لتقدير الموقف فى مصر، ومعالجة الخلاف السياسى، إلا أن جماعة الإخوان لم تعترف أبدا بفشلها فى إدارة الدولة المصرية وحوّلت الخلاف مع معارضيها فى الشارع المصرى إلى خلاف دينى وحرب مقدسة ضد الإسلام ."

واستطرد المشير: "الشعب المصرى ينظر دائما إلى القوات المسلحة على أنها المنقذ والمخلّص من أى مشكلة، خاصة بعد تجربة ثورة 25 يناير 2011، انطلاقا من العلاقة الخاصة جدا بينه وجيشه، مؤكدا أن المؤسسة العسكرية فى مصر، لا تناصر أحدا ضد أحد، ولكنها تحافظ على كيان الدولة المصرية وتنحاز لإرادة الشعب الذى يمنح الشرعية ."
وبيّن المشير السيسى خلال اللقاء أن القوات المسلحة، كانت مخلصة فى تقديم النصح للنظام السابق وطرح الحلول، التى يمكن من خلالها تهدئة الأوضاع، وكانت تتعامل مع هذا الأمر بشرف وأمانة، من أجل مصلحة الوطن، دون أن تحاول السطو على السلطة، أو إسقاط النظام، مؤكدا أن صورة مصر خلال العام الذى حكمت فيه التيارات الدينية أمر البلاد كانت واضحة للعالم كله، والبعثات الدبلوماسية لمختلف الدول الإفريقية تدرك هذا الأمر جيدا .

وأوضح المشير السيسى أن الجيش المصرى مبنى على أسس علمية حديثة، ويعرف مهامه جيدا، وليس ضمن عقيدته أو تكوينه فكرة الانقلابات أو التآمر، ويدرس الأمن القومى المصرى وفق رؤى حديثة ومتطورة، ويضع تقديرات إستراتيجية لكل المواقف والأزمات التى قد تتعرض لها مصر .
ودعا المشير السيسى سفراء الدول الإفريقية إلى ضرورة النظر على خريطة العنف والإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ويمكن أن يحدث فى تلك المنطقة جراء تطور نفوذ الجماعات الإرهابية والعناصر المتطرفة فى ظل ضعف العديد من تلك الدول وارتباطها بصراعات داخلية وتحديات أمنية غير مسبوقة.

وأكد أن الخطاب الدينى فى الفترة الماضية، لم يكن على المستوى المطلوب، وانقطع عن الواقع الذى نعيشه، لفترة قد تصل إلى خمسة أو ستة قرون كاملة، مؤكدا أن تطوير هذا الخطاب مسئولية كبيرة يجب إنجازها خلال الفترة المقبلة من خلال مؤسسات الدولة المعنية، قائلا: "سأناضل فى إعادة رسم الخطاب الدينى، لتحسين الصورة السيئة التى يقدمها من يظنون أنهم يحاولون الدفاع عن الإسلام."
وأوضح المشير السيسى أن الجيش المصرى محب لبلده، ولن يقبل بأى حال لأحد أن يعتدى على المصريين قائلا: "قبل ما يتم الاعتداء على المصريين، فإن الجيش المصرى على استعداد أن يواجه ويموت قبل أن يمس أبناء الشعب المصرى، والله من سيرفع السلاح ضد أبناء الشعب المصرى "هنشيله" من على وش الأرض، وما حدش هيقدر يقرب طول ما الجيش موجود ".

وأكد المشير عبد الفتاح السيسى أن السياسة الخارجية تجاه الدول الإفريقية خلال الفترة المقبلة، ستكون منفتحة جدا، خاصة أن مصر تمد يدها إلى الأشقاء والأصدقاء، وتعتمد فى علاقاتها على التعاون والتآخى، دون التدخل فى شئون أحد، أو تدخل أحد فى شئون مصر، موضحا أن مصر لن تسمح لأحد أن يتدخل فى شئونها أبدا .
وأوضح المشير السيسى أن مصر ستقيم حوارا جادا مع الأشقاء فى إثيوبيا، لإيجاد حلول عملية لقضية سد النهضة، مؤكدا ضرورة إقامة حوار جاد ومخلص مع الأشقاء الإثيوبيين، يتفهم مصالحنا ومصالحهم، فى هذه القضية.

وتابع: "هم يعرفون جيدا أن مياه النيل تمر عبر أراضيهم لمصر، وهى المصدر الرئيسى للمياه فى مصر، وتمثل حياة بالنسبة للمصريين، ولن يفكروا أبدا فى القضاء على حياة 90 مليون مواطن مصرى، داعيا إلى ضرورة خلق المزيد من أوجه التعاون ولتواصل مع الأشقاء فى إثيوبيا، والأشقاء الأفارقة بشكل عام، خاصة أن العلاقات مع الشعوب الإفريقية خلال الفترة الماضية لم تكن على المستوى المطلوب".
وكشف المشير السيسى أن مصر سوف تتعامل مع محيطها العربى والإفريقى والإسلامى بما يليق بهذا المحيط، وستكون يدها ممدودة دائما للآخرين، وستعمل دائما على التعاون والإخاء، قائلا: "علاقاتنا مع الأشقاء الأفارقة يجب أن تكون لائقة، كما كانت فى فترة الخمسينيات والستينيات ."
وأوضح المشير السيسى أن الدول الإفريقية تحتاج إلى عمل مناقشة حقيقة حول مشكلاتها، والتعاون لخلق حلول إبداعية لها، حتى نتمكن من مساعدة بعضنا البعض، داعيا إلى ضرورة أن تسمو علاقاتنا مع الأشقاء فى كل مكان، وأن نساعدهم على النمو والتطور، والعائد الإنسانى والأخلاقى سيكون كبير جدا وهذا مدخل جديد فى العلاقات مع مختلف دول العالم .
وأكد المشير السيسى خلال اللقاء أن المستقبل ينتظر دول إفريقيا المقتربة من بعضها البعض، والشعب الإفريقى يتميز بحساسية عالية وإنسانية كبيرة، داعيا إلى ضرورة مساعدة بعضنا البعض، خاصة أن نقاط التفاهم والتعاون كبيرة جدا، وأفضل بكثير عن نقاط الخلاف والتحدى، فالحوار حول التنمية، لا يمكن لأحد أن يرفضه .

وأشار المرشح الرئاسى إلى أن التعاون بين الدول الإفريقية يجب أن يترجم إلى خطط وإستراتيجيات، واضحة حتى نحقق رخاء حقيقى لشعوبنا، ويجب أن نساعد غيرنا ونوجد علاقة مبنية على الحب والتقدير والاحترام وليس على الخوف والصدام، نحن يجب أن نتفهم متطلبات بعضنا البعض، خاصة أن موارد القارة الإفريقية لم تستغل بالشكل الأمثل فى التنمية والاستثمار حتى الآن .
من جانبه، وجه نذير العرباوى سفير الجزائر لدى القاهرة التحية والتقدير على تواصله مع سفراء الدول الإفريقية الشقيقة، وحرصه على اللقاء معهم، مؤكدا أن هذا الأمر ليس غريبا على مصر، موضحا أن كل الدول الإفريقية حريصة على عودة مصر إلى الاتحاد الإفريقى خلال الفترة المقبلة، ويتم دراسة هذا الأمر حاليا .
م

ن ناحية أخرى، أكد سفير جيبوتى فى القاهرة أن الأشقاء الأفارقة ينتظرون عودة مصر إلى الاتحاد الإفريقى، وسوف تجتمع لجنة الحكماء فى أديس أبابا خلال شهر يونيو المقبل، بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، متوقعا أن تعود مصر إلى عضوية الاتحاد وتشارك فى الاجتماع المنتظر فى شهر يوليو المقبل .
وفى الأثناء، قال السفير المغربى فى القاهرة إن المشير عبد الفتاح السيسى استطاع أن يدافع عن بلده ويسير بها نحو تحقيق الحلم فى نظام قوى ودولة عصرية حديثة، وبناء مؤسسات ديمقراطية عصرية تنبثق من أبناء الشعب المصرى، مؤكدا أن مصرى قلب الأمة العربية وستظل كذلك، كما أن لها ثقلا إستراتيجيا كبيرا فى المنطقة الإفريقية، وكذلك لها دور رائد على الصعيد الإسلامى، موضحا أن هذه البلد العظيمة فى حاجة إلى جميع رجالها المخلصين، لينهضوا بها ويواصلون السير، لتحقيق الأمل والكرامة للشعوب العربية والإفريقية كافة .