ننشر نص كلمة رئيس الوزراء بمنتدى الإعلام العربى بدبى.. الصحافة الإلكترونية أصبحت واحدة من حقائق العصر.. وشعبنا شارك بكثافة فى ثورة 30 يونيو.. ومصر لن تعود للوراء

الثلاثاء، 20 مايو 2014 11:57 ص
ننشر نص كلمة رئيس الوزراء بمنتدى الإعلام العربى بدبى.. الصحافة الإلكترونية أصبحت واحدة من حقائق العصر.. وشعبنا شارك بكثافة فى ثورة 30 يونيو.. ومصر لن تعود للوراء  جانب من القاء
كتبت هند مختار اللاه و تصوير - سليمان العطيفى و محمد زاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شارك المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، بالمنتدى الإعلامى العربى بدبى، وألقى كلمته أمام الآلاف من الحضور جاء نصها كآلاتى:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبى

السيدات والسادة الحضور..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


يسعدنى أن أتحدث إليكم اليوم فى افتتاح فعاليات منتدى الإعلام العربى، ويطيب لى أن أكون فى دبى التى استطاعت بكل جدارة أن تكون ملتقى ثقافى وفكرى وسياحى وتجارى وحضارى دائم.. بفضل همة أبنائها وحكمة ورؤية قادتها.


واسمحوا لى فى البداية أن أعرب عن شكرى وتقديرى لأسرة منتدى الإعلام العربى التى بذلت جهداً متميزاً على مدى ثلاثة عشر عاماً.. جعل البداية الطموحة فى عام 2001 نجاحاً باهراً فى هذا العام 2014.. وأضحى منتداكم السنوى واحداً من أهم المنتديات التى يتطلع إليها الإعلاميون والساسة والمثقفون للوقوف على حقائق المشهد وآفاق الحركة.


السيدات والسادة

لعلكم تُتَابعون تلك التحولات الكبرى التى تتوالى – دُون توقف – فى عالم اليوم.. ولعلكم تابعتم السياسة فى بعض جوانبها وتابعتم الاقتصاد فى جوانب أخرى.. وربما أَخَذَ اهتمامَكم تطورات القوةِ الصلبة أو مستجداتِ القوةِ الناعمة.


ومن المؤكد أنكم تشاركوننى الرأى.. إننا إزاء عالم جديد.. وربما إنسان جديد.. وأن ما مضى من التاريخ قد يصبح هامشًا محدودًا.. إزاء مستقبل ٍ.. لا يزالُ قادرًا على إدهاشنا على مدار الساعة.. وعلى امتداد العالم.


إننى أتَذكر كيف كان أبناء جيلى يتطلعون إلى استمرار التميز وإلى سرعة الإنجاز.. وأتذكر حواراتنا ونحن نُخطط لأن نتجاوز المكان.. ونسبق الزمان، واليوم فإننى أجد أن إيقاع أحلامنا.. كان بطيئًا للغاية إزاء إيقاع عصرٍ.. وخطوات عالمٍ.. ذهبَ مُهرولاً من "الخيال" إلى "ما وراء الخيال".


لقد استغرقت بريطانيا مائة وخمسين عامًا لمضاعفة إنتاجها، واستغرقت ألمانيا ستين عامًا، واستغرقت الولايات المتحدة ثلاثين عامًا واستغرقت الصين خمسة عشر عامًا.. فى الدورة ذاتها.. وسيظل سكان العالم يسألون كل يوم: وماذا بعد؟.


السيدات والسادة

اليوم نجدُ أنْفُسنا وَسَط الحداثة وما بعدها.. ووسط العولمة وما حولها.. نشهد انكماش الجغرافيا وكثافة التاريخ.


ونجد أنفسنا – مع ذلك كله – وسط ثورة إعلام ومعلومات باتت فوق الطاقة وفوق المُستطاع.


لقد شهد جيل الآباء الإذاعة المصرية التى انطلقت فى الثلاثينيات، وشهد جيلى التليفزيون المصرى الذى انطلق فى الستينيات.. واليوم نتابع أعداداً كبيرة من الإذاعات والقنوات.. والصحف والمواقع.. أُضيفت إليها صفحاتٌ وحسابات.


لقد أصبح ريموت التليفزيون أكثر حظاً وثراءً.. ذلك أن ما يأتيه من قنوات – دونما جهد – يتزايد كل عام على نحو مذهل.


فَمِن (700) قناة فضائية عربية عام 2010 إلى (1320) قناة فضائية عربية عام 2014.. ومن (34) قناة إخبارية إلى (66) قناة إخبارية فى ثلاث سنوات.


يتوازى مع ذلك ثورةٌ مستمرةٌ فى عالم الإنترنت.. حيث يحتشد نصفُ سكان العالم تقريبًا أمام شاشاتٍ كانت تَحْفل بموقع واحد قبل ربع القرن، صارت تشهد تراصّ الجماهير الغفيرة على صفحات الفيس بوك وحسابات تويتر.. وصور الانستجرام.. بينما أصبح مئات الملايين حول العالم يعيشون حياتهم وحياة الآخرين.. عبر مقاطع يوتيوب اللانهائية.



السيدات والسادة

لقد أصبح الإعلام الإلكترونى واحدًا من حقائق العصر الكبرى، وأصبحت إعلاناته تصل فى بعض الدول إلى عشرات المليارات من الدولارات، وحصلت إحدى الصحف الإلكترونية على جائزة بوليتزر للصحافة فى العام نفسه.


ولكن ذلك لم يُخرج الصحافة الورقية من مكانتها.. فعلى الرغم من إغلاق صحف ومجلات.. وتحول بعضها من ورقى إلى إلكترونى.. فإن توزيع الصحف المطبوعة يوميًا يصل إلى (400) مليون نسخة على مستوى العام.


إن زحام الفضائيات والصحافة الإلكترونية والمطبوعة.. قد أعاد إلى الأذهان ما ذكره المفكر الشهير "ألفين توفلر" فى كتابه "تَحوُّل السلطة" حول "محنة وفرة المعلومات".. وهى المحنة التى تؤدى فيها وفرة المعلومات إلى صُعوبة لا سهولة اتخاذ القرار.

إننى أدرك بالطبع أن الصحفيين لن يَمَلّوا المُطالبة بالمزيد من حرية تداول المعلومات.. وهو حق أكيد لهم وللقراء والمشاهدين.. لكن المؤكد أن حجم المعلومات المتاح بات يحتاج إلى نظريات جديدة.. وآليات مبتكرة للفرز والاختيار.. ثم للرأى والقرار.


السيدات والسادة

لقد كانت ثورة المعلومات حاضرة فى الربيع العربى.. حيث شهدت مصر موجة رئيسية فيه فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011.. خرج الملايين من أبناء شعبنا فى ثورة يناير من أجل صناعة دولة الأمل، لكن سرعان ما فوجئ الملايين من أبناء شعبنا أن دولة الأمل لم تتأسس.. وأن التطرف قد سرق البهجة ثم سرق الحلم.. وكاد يسرق المستقبل.


وهنا جاءت ثورة استعادة الأمل.. حيث خرج الشعب المصرى على نحو غير مسبوق فى ثورة 30 يونيو 2013.. ووقف حرب استنزاف العقل والقيمة فى بلادنا.. ولكنه تأكيداً لهويته فى كونه شعباً متديناً باعتدال ووسطية لا يستطيع أحد كسر إرادته، أو أن يفرض عليه قوالب جامدة من التخلف والظلام.



ولقد شرفّنى السيد الرئيس عدلى منصور بأن أتحمل المسئولية فى لحظة فارقة من تاريخ مصر.. لأتشرف اليوم بالحديث إليكم فى منتداكم المرموق وأمام الحضور الكريم.

لن أنسى بالطبع – فى خضِّم ذلك كله- إننى مهندس تخرج فى جامعة القاهرة.. أُدرك تمامًا ما الذى تعنيه الأبعاد والمسافات.. وكيف يمكن تأطير الفراغ.. وتحويل الرسوم إلى مُنجزات ومُنشآت.

كما أننى لا أنسى أننى عملت سنوات فى بناء الجسور.. وأدرك أن قوة ومتانة الجسور لا يكون فحسب بكميات من الحديد والأسمنت.. ولكنه يكون أيضًا بقوة الإرادة ووضوح الرؤية وذكاء التصميم.. لقد عملت فى الماضى على بناء الجسور بين الجزر، وأعمل اليوم على بناء الجسور بين البشر.


إننى أُدرك المكانة التاريخية لبلادى.. وأُدرك المكانة الحضارية لشعوبنا العربية من المحيط إلى الخليج.. وأُدرك الرسالة الإسلامية العالمية التى يحملها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من جاكارتا إلى الدار البيضاء.

ويُدرك معى ملايين المصريين أن الوسطية كانت عاصمة التاريخ.. وأن الاعتدال والتسامح.. ونبل الأهداف ورقىّ الوسائل كان عماد شخصية مصر.. وكان الأساس فى عبقرية المكان والزمان.

السيدات والسادة

لقد استغرق الأمر فى مصر تضحيات عظيمة من أجل عودة الروح، ثم عودة الوعى.. واليوم تواجه بلادنا ثورة مضادة من تحالف الإرهاب والفشل.. ولكننى أؤكد لكم.. أننا سنمضى كما مضيْنا من قبل.. لا تردد ولا انكسار.. لا ارتباك فى خطوة واحدة ولا عودة نهائيًا إلى الوراء.


لقد تحملت بلادنا الكثير من أجل أمتنا وعبر قرون طويلة، وهى الآن صامدة وقادرة على تحمل مسئولياتها من جديد.


إننا لن ننسى أبداً تلك الأيادى الصديقة التى امتدت إلينا بالتأييد والمساندة، وستذكر شعوبنا على الدوام أننا اخترنا أن نكون فى الجانب الصحيح من التاريخ.


ولقد كان الإعلام مسئولاً ومُجيدًا فى إنارة الطريق وبث الأمل فى لحظات اليأس.. كانت الأخطاء حاضرة بالضرورة.. غيْر أننى أتمنى أن يبذل الإعلام أقصى الجهد للانتقال من الثورة إلى الدولة، ومن مرحلة الهدم إلى حتمية البناء.

إننى أتمنى أيضًا أن تكون القيمة الوطنية والرسالة الأخلاقية حاضرة فى بناء المستقبل بعد أن تكسرت جوانب عديدة من القيم والسلوك.. وبَذَلَ أعداء الحضارة جُهدًا كبيرًا فى محاولات نقل الثورة إلى الفوضى.. ودفع الغضب إلى الحقد.. ومد خطوط إنتاج كبرى لصناعة الكراهية.


إن المستقبل لن يَبْنيه الاقتصاد وحده.. وإنما تَبْنيه الروح السويّة والخُلق القَويم.. تبنيه تعاليم الدين ومبادئ الأخلاق.. والحب والتسامح وقبول الغير.


السيدات والسادة

فى زمن العولمة والوسائط الإعلامية والفضاء الإلكترونى.. تزداد الحاجة إلى الإحساس الإنسانى والعاطفة الصادقة.. حتى يمكن الانتصار على عوائق الحركة وقَسْوَة الحياة.


وإننى لأتذكر هنا ما قاله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى منتدى الإعلام العربى فى دبى العام الماضى: "لقد تحولت حياتنا المعاصرة إلى أرقام جامدة.. تبتعد عن دِفء الإنسانية وجمالها.. بقدر ما تقترب من جفاف الرموز وهندسة الأشكال".

السيدات والسادة

لقد سَعدت كثيرًا بالحديث إليكم وسأتابع ما يدور فى مُنتداكم وما يَصُدر عنكم.. مقدرًا جهودكم.. ومتطلعًا إلى التعاون معكم.

ويطيب لى أن أوجه التحية والتقدير إلى صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.


وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى.


وإلى سمو الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وإلى حضراتكم جميعا متمنيًا لكم ولشعوبنا العربية والإسلامية.. الحرية والكرامة.. والأمنَ والمجد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



















































































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة