فى حضور الروح الغائبة تحطمت لحظات الصمت هناك، لم تستغرق الحكاية إلا لحظات، لملمت بعدها جزءًا من الضياعات. فعاد الأمل يرفرف بجناحيه من جديد فى سماء الروح التى تحاول الالتصاق. وعادت الروح تبث الحلم الدفين. والحزن يحاول أن يلملم جناحيه استعدادًا للرحيل!
فى حضور الروح الغائبة.. تحطمت كل ذرات الكبرياء. وتعطر الجسد الصامت بعطر الأشواق. ونظرات العيون كسرت الجمود والصمود. وانتحر الصبر فى لحظة العناق معلنًا انتصارات الشوق ولهفة اللقاء. ما أجمل العفوية فى لحظة الالتقاء! لا ذل فيها ولا استجداء. كان الحنين للروح الغائبة كالطفل البرىء الذى يحبو مسرعًا نحو أحضان الاشتياق!
فى حضور الروح الغائبة.. يخشع الجسد خشوع الساجدين. وينحنى أمام اللهفات والحنين. لا يبتهل بالكلمات، إنما يبتهل بالمناجاة بين العيون، ويعزف لحنًا على أوتار الصمت والسكون. ما أعظم أن تكون لحظات الإلتقاء بلا كلمات أو حتى همسات!
فى حضور الروح الغائبة.. تعود الحقوق المسلوبة من الزمن العنيد الذى يقسو أحيانًا دون رحمات. ويحك أيها الزمن العنيد! لما القسوة على الضعفاء؟ ألا يكفى ما فات من عذابات؟ فالعمر ما هو إلا لحظات، لا تكفى لكل هذه الصدمات!
فى حضور الروح الغائبة.. تتعافى النفس من الأحزان وشقاء الأيام. وتلتئم الجروح، وترحل مرارة الوجع والآلام. وتنفض عن الصدر غبار تراكم بفعل الزمن العنيد. وتزرع الأمانى فى نبض القلب المثقل بالهموم.
فى حضور الروح الغائبة.. يتنسم الجسد بنسمات الحرية. ويتحرر من كل قيود العبودية. وتعود الطيور تصدح فوق الأشجار. وتعود البسمة على الشفاه. ويعود العندليب يشدو من جديد. وتصبح كل فصول السنة ربيع. ويقف قطار الزمن فى حضور الروح الغائبة مرحبًا بعودتها استعدادًا للالتصاق!
