القومية العربية لن تعود حتى تصدر القرارات القوية من الحكام الأقوياء، ولن ننعم بالوحدة من المحيط إلى الخليج حتى نتكامل فيما بيننا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، ونُذيب كل الحدود الوهمية التى صنعها لها الاستعمار، ونستعمر نحن رؤوسنا تفكيرًا لصالح أنفسنا وليس لصالح غيرنا.
حينما نتحدث عن مصر العروبة، وبوابة الشرق، يجب أن نعلم أن جيش مصر هو جيش العرب، وأمن مصر هو من أمن العرب، وأمن العرب من أمن مصر، ولا تسقط دولة عربية إلا وتدفع مصر دائمًا الثمن قبلها، سواء كان الثمن جنودا أو اقتصادا أو ويلات نزيف عربى يبدأ دومًا من عندنا.
جاء اليوم عبد الناصر جديد، وناصر العرب "المشير السيسى"، وأود أن أتحدث عن حواره الشهير مع الإعلامية زينة يازجى، وأريد أن أتوقف تحديدًا عند سؤالها له "ماذا يمكن لمصر أن تفعل إذا هددت أى دولة عربية؟"
وكان الجواب سريعًا "جيش مصر قوى، ولكن قوة عاقلة وقوة رشيدة، تحمى ولا تهدد، ولكن بالظبط كدا (مسافة السكة) بينا وبين التهديد هتلاقونا موجودين".
وأضاف بنبرة قوية وواثقة "محدش يتهدد وإحنا موجودين.. لأ.. مش هيحصل.. أبداً".
قبل التمعن فى هذه الكلمات، يجب علينا أن نعى أن هذه الكلمات نادراً ما تخرج من فم أى حاكم عربى، "وأنا لا أحب (التطبيل) للحكام، لكن فى أحداث سوريا الأخيرة كتبتُ مقالين نُشرا فى اليوم السابع كانا "لا للتدخل الأجنبى فى سوريا" و"شكرًا بوتين"، وتساءلتُ هل من حاكم عربى يخرج فقط ليعطى رفضاً لضرب سوريا؟ وكان الجواب البديهى "لا"، حتى تخرج مصر أولاً وتقول.
سقوط أى دولة عربية يمثل خنجرًا أُغمد فى جسد دولتنا، ولا يمكن أبدًا أن ننسى النكسة الكبرى للجنيه المصرى عقب الاحتلال الأمريكى للعراق فى 2003، فبعد أن كان سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصرى فى بداية 2003 صعودًا وهبوطًا حول الأربعة جنيهات، ليغرق الجنيه المصرى بعد حرب العراق فورًا ويصبح سبعة جنيهات، وليت مصر ساندت العراق وقتها، ما كنا عانينا من هذا الاقتصاد المتردى الآن.
ومما لا شك فيه أن المكائد والمؤامرات سوف تنصب للمشير السيسى ومن خلفه مصر، للزج بمصر فى حرب عربية تدافع فيها عن العرب، ونحن نقول ونؤكد "محدش يتهدد من العرب وإحنا موجودين.. ومسافة السكة هنكون هناك".
مصر تعود بقوة لريادتها العربية، حافظةً هى أمنها القومى وأمن أمتها العربية، وقاهرة كل معتدٍ وكل آثم يحاول النيل من العرب، وليعلمَ المعتدى أن "مسافة السكة" ستكون أقصر مما يتخيل، حفظ الله مصر للعرب، وحفظ جيش مصر لأمتنا قوى مجيدٌ أبى.
