سعيد الشحات يكتب: 20 مايو 1928.. إزاحة الستار عن تمثال نهضة مصر.. والملك فؤاد يبحث عن مبدعه "مختار" المختفى

الثلاثاء، 20 مايو 2014 08:49 ص
سعيد الشحات يكتب: 20 مايو 1928.. إزاحة الستار عن تمثال نهضة مصر.. والملك فؤاد يبحث عن مبدعه "مختار" المختفى تمثال نهضة مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هى امرأة مصرية فلاحة واقفة رافعة الرأس، وعلامات الأنفة والأمل بادية على وجهها، وتحت قدميها تمثال أبى الهول، هذه الفلاحة واقفة يدها اليمنى على رأسه تدعوه إلى النهوض من رقاده، وسمع هذا النداء فرفع رأسه نحوها، وأخرج صدره من الرمل، وأذناه تصغى لنداء من تستنهضه"، هذا هو تمثال "نهضة مصر" حسب وصف "واصف بطرس غالى" فى جريدة "الأخبار" المصرية فى مايو 1930.

احتشد الآلاف فى الساعة السادسة والنصف من محافظات مصر، لمشاهدة لحظة رفع الستار عن" التمثال " الذى أبدعه محمود مختار فى مثل هذا اليوم "20 مايو 1928" أمام محطة السكك الحديدية بالقاهرة ليكون فى استقبال الداخلين للعاصمة، ثم انتقل إلى مكانه الحالى أمام جامعة القاهرة.

تم إزاحة الستار فى احتفال رسمى، ألقى فيه رئيس الوزراء كلمة الحكومة، كما ألقى الشاعر على الجارم قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، وفى كتاب "المثال مختار" لوزير الثقافة الأسبق الدكتور "بدر الدين أبو غازى "، يتحدث عن خطوات بدء عمل هذا التمثال منذ أن بدأ كفكرة فى باريس بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي، بعد أن تعرف " مختار " على الوفد المصرى الذى سافر إلى العاصمة الفرنسية برئاسة سعد زغلول لعرض القضية المصرية، وكان " مختار يقيم فيها، وشقت سمعته عنان السماء فى مجال النحت فى "عاصمة الفن".

وبدأت حملة اكتتاب لتنفيذ "التمثال"، ولاقت تجاوبا كبيرا من المصريين، وبلغت قيمة الاكتتاب ستة آلاف وخمسمائة جنيه، واعتمدت الحكومة له 12 ألف جنيه، ثم ثمانية آلاف أخرى، وتشكلت لجنة له برئاسة حسين رشدى وعضوية ويصا واصف، واصف غالى، الدكتور حافظ عفيفى، محمد محمود خليل، عبد الخالق مدكور، فؤاد سلطان، عبد القوى أحمد، أمين الرافعى.

يتحدث "أبو غازى" عن طبيعة "مختار " الثائر على الأوضاع، مشيرا إلى أنه يوم إزاحة الستار وفى لحظة الاحتفال الباهر، انعزل مختار بعيدا عن مظاهر الاحتفال مع مجموعة من الأصدقاء، وعندما طلب الملك استدعاءه، لم يجده رجال التشريفات، وبدأ الحرج يرتسم على الجو، وأخيرا وجدوه بعد بحث فى الجانب الآخر من الميدان يمزح مع بعض الأصدقاء.

استغرق عمل التمثال ستة أشهر، لكنه انتظر شهورا لإزاحة الستار عنه، وعقب افتتاحه ترددت فى البرلمان رغبة فى مكافأته، فقال رئيس الوزراء: "إن المجد والفخار اللذين أحرزهما مختار بإقامة تمثاله فى أكبر ميادين العاصمة يفوق كل مكافأة مادية".

لم يحصل "مختار" على أى تقدير رسمى من نياشين أو أوسمة ،وفى رسالة منه إلى وزير الأشغال العمومية قال: "إزاء العطف الذى أظهرته نحوى الأمة والبرلمان والحكومة وما طوقتنى به من المعروف بالمساعدة على إنجاز التمثال الذى أعده مفخرة فى حياتى، أقر لمعاليكم من الآن بأنى أترك أمر التعويض المذكور لمحض تقدير الحكومة بعد إنجاز التمثال وتسليمه دون أن يكون لى الحق فى الالتجاء إلى أية سلطة أخر قضائية أو غيرها فى شأن ذلك عدا البرلمان.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة